ظهور (كرتي).. رسالة إلى من؟

 

الخرطوم: صبري جبور     29 مايو 2022م

ظهور الأمين العام للحركة الإسلامية المكلف علي كرتي، هل هو رسالة بعث بها الإسلاميون في بريد الآخرين، من قوى سياسية داخلية وحركات مسلحة، بالإضافة إلى القوى الخارجية، مفادها أن التنظيم مايزال موجوداً في الساحة السياسية السودانية ويدرك تماماً بمايدور خلف الكواليس والأبوب المغلقة أم أن ظهوره يعني أنهم كإسلاميين تحرَّروا من القيود السابقة وأصبحوا -الآن- يعملون تحت الأضواء الكاشفة بعد أن اختبأوا بعد نجاح ثورة ديسمبر التي اقتلعتهم من الحكم.

لقد ظهر علي كرتي، في مقابلة على فضائية “طيبة” الأربعاء المنصرم، موجهاً انتقادات للمؤسسة العسكرية ورئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حيث قال: (لا نعذر المكوِّن العسكري، لأنهم رضوا لفترة طويلة هذا العبث الذي جرى للبلاد، بل وشاركوهم و تحملوا معهم المسؤولية).

توقع البعض أن يتحدَّث كرتي، حديثاً طيباً عن المؤسسة العسكرية خاصة بعد إجراءات الخامس والعشرين، بعد أن أطلقت المحكمة العليا كثيراً من الرموز الإسلامية إلا أنه لم يفعل ما عده البعض إحدى تكتيكات الإسلاميين على مر العهود.

فيما رأى البعض أن ظهور كرتي، أتى في توقيت مناسب وبطريقة مدروسة، في ظل الانقسامات التي تشهدها الساحة.

فلاش باك

وكان الأمين العام للحركة الإسلامية المُكلَّف علي كرتي، أقر بتراجع كبير جداً أدى إلى سقوط النظام السابق. وأعتبر أن الاعتصام لم يكن كافياً لسقوط الإنقاذ، وذكر كرتي لفضائية “طيبة”، أن الأمور كانت غير قابلة للعودة، وأضاف: (كان هناك فرصة للحوار وإصلاح المشهد والاعتصام لم يكن سبباً كافياً لإنهاء نظام الإنقاذ). ورأى أن الأوضاع الحالية أفضل حالاً من قبل التغيير، وأكد أنه لم يتفاجأ بسقوط نظام الإنقاذ. ورفض كرتي تحميل أي شخص مسؤولية ماجرى.

عودة التنظيم

ويرى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، صدقي كبلو، أن ظهور (كرتي)، يعني عودة للتنظيم (الأخوان المسلمين)، وقال -أيضاً-: يجب ألا يندهش الناس إذا أصدرت المحكمة بعودة المؤتمر الوطني، وقال كبلو لـ(الصيحة)، إنهم أشاروا إلى أن إجراءات 25 أكتوبر، هي انقلاب للأخوان المسلمين، وانسحابهم مؤقتاً من المسرح وأن يعودوا عندما  يكون  الوقت ملائماً، حتى تكتمل عودة السودان للمجتمع الدولي وتدفق أموال الغرب، ولكن كبلو، جزم أن  لجنة التمكين أجبرتهم للظهور قبل المواعيد بشهور، منبِّهاً إلى أن التمكين بدأت تمس مصالح حيوية ليس للأفراد من الحركة، بل للتنظيم العالمي وحماس وحزب الله.

الثورة لم تكتمل

وفي السياق دعا المحلل السياسي محمد الحلو، الشارع وقوى الثورة إلى ضرورة مواجهة فلول النظام السابق، لاسيما بعد ظهورهم في المشهد من جديد، ووصف الحلو، عودة الإسلاميين بالخجولة، ولكنها ستكون عودة بشكل مختلف بما هو مقدَّر له، وقطع الحلو، في تصريح لـ(الصيحة) أن ظهور كرتي، يدل بأن الثورة لم تكتمل بعد.

محاولة إثبات وجود

من جهته قال المحلِّل السياسي راشد التجاني: إن ظهور على كرتي، هو محاولة لإثبات وجود المؤتمر الوطني، لاسيما عقب الهزة الكبيرة للحزب بعد الثورة، بجانب أن الظهور للعلن يعني محاولة لتبرير ماوقع أثناء الحكم وتصحيح المسار، ووصف التجاني في تصريح لـ(الصيحة) عودة المؤتمر الوطني للمشهد السياسي بالصعبة خاصة في الفترة الوجيزة المقبلة، وقال: من العسير أن يعودوا إلا بعد فترة من الزمن يستعيدوا فيها ثقة الجماهير للحزب، ولفت التجاني إلى أن ظهور الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، يمثل -أيضاً-  رسالة داخلية لأعضاء الحزب والتنظيم أنهم موجودون ويمكن أن يعودوا إلى الجماهير .

البحث عن حاضنة

الناطق الرسمي لحزب المؤتمر السوداني نور الدين صلاح، قال: إن ظهور الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، في الإعلام هو امتداد للعلاقة التي تعد خافية بين العسكريين والفلول في رحلة البحث عن حاضنة، كما أعتبر نور الدين  في تصريحات صحفية (السبت)، ظهور كرتي، بمثابة قوة دفع جديدة للحراك الشعبي الرافض للحكومة الحالية وعودة الفلول.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى