الخطوط البحرية.. عودة بعد طول غياب

 

الخرطوم: رشا التوم        23 مايو 2022م 

رحَّب وزير النقل هشام أبوزيد، المُكلَّف، بإطلاق عمل الخطوط البحرية السودانية، وقال: إن الخطوط تعد أحد ركائز الاقتصاد السوداني، عادت بعهد جديد لتلعب دورها الريادي، وزاد: هذا الأمر يتطلَّب تضافر الجهود، مؤكداً على  الشراكة الوطنية الذكية بين الخطوط واتحاد الغرف التجارية.

وأوضح أبوزيد، أن وزارة النقل وضعت رؤية وطنية للنقل السوداني، بما يجعله الأكثر إقبالاً في القارة الأفريقية، وأنها ستنعكس إيجاباً على زيادة حجم العائدات من العملة الأجنبية، من خلال تعزيز قدرات النقل المختلفة البري والبحرية والجوي.

وتطلَّع أبوزيد، إلى أن تقدِّم الخطوط البحرية خدمات لوجستية من ” الباب إلى الباب”، منوِّهاً إلى اقتراب موعد وصول ٢٧ وابور، لدعم قطاع السكة الحديد، مؤكداً حرص الوزارة على تصحيح الأخطاء التراكمية منذ استقلال  البلاد.

وأعلن أبوزيد، عن توسعة مكاتب ومرافق شركة الخطوط البحرية السودانية بالشرق، وتعديل الهيكل الوظيفي وتخصيص وظائف لأبناء المنطقة بشرط الكفاءة، وإطلاق خطة لتدريب وتأهيل كوادر من أبناء الشرق، لمقابلة خطة زيادة الموانئ، وشدَّد على حل كل المشكلات والمعوِّقات، للخروج بالخطوط البحرية لبر الأمان.

واعتبر مدير عام شركة الخطوط البحرية السودانية، عبدالعظيم حسب الرسول، انطلاق عمل الخطوط البحرية السودانية “يوم مشهود” من أيام السودان، وقال: إن الإدارة واجهت تحديات تدمير كامل البنى التحتية، واختفاء الرصيد المعرفي التراكمي، وتوقف تواصل الأجيال ونقل التجارب والخبرات، ولكن (سودان لاين) عادت بجهود كوادرها “المعاشية”، عرفاناً منهم لهذا الصرح السيادي والاستراتيجي، موضحاً أن هذا التحدي، جعل الإدارة أمام جهد إداري ومادي كبيرين، كذلك استعانت الخطوط البحرية بشركة ( لويدز)، لإجراء إعادة هيكلة الخطوط، وكيفية عودتها إلى الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، وضع خطط التدريب والتأهيل، وإنشاء أسطول بحري وطرق التمويل، منوِّهاً إلى أن الدراسة استغرقت نحو ٦ أشهر، إلى جانب استلام التقرير النهائي لإعادة هيكلة الشركة.

وأعلن حسب الرسول، عن اكتمال إجراءات تسجيل ومراجعة مستودع الحاويات، وتجهيز حوالي (٥٥٠) حاوية، للعمل، ثم الاتجاه لشراء نحو (٥٠٠) حاوية، جديدة للخطوط البحرية، إلى جانب استيعاب (٤٥) كادراً، من الشباب في تخصصات مختلفة، وأضاف : ستعمل الخطوط على بناء أسطول السفن عن طريق الشراء الإيجاري.

وشدَّد حسب الرسول، على إيجابية الشراكة الاقتصادية مع اتحاد الغرف التجارية، وخدمة قطاعي الصادر والوارد، مؤكداً أن الخطوط البحرية لديها التزام نحو موقعها الجغرافي (لأهل المنطقة)، وذكر لهم حق التميُّز الإيجابي في كل مؤسسات الخطوط، وتابع: (هذا ليس رضوخاً ولا مجاملة أو ضغوط)،  وانتقد تعرُّض مكاتب الشركة إلى (التتريس) وإعاقة حركة العمل، مشيراً إلى موافقة الإدارة على التوظيف بنسبة (١٠٠٪) بالخطوط، ولكن بشرط معيار الكفاءة، متطلعاً أن يمضي العمل في تناغم وتعاون حتى تستطيع الخطوط في بورتسودان، من تقديم أرقى الخدمات.

واستبشر ناظر عموم نظارات البجا والتنسيقات المستقلة محمد الأمين ترك، بعودة الخطوط البحرية السودانية للعمل من جديد، داعياً لمساندتها ودعمها، وقال: إن التوظيف في الخطوط البحرية السودانية متاح لكل أبناء السودان،  وأوضح أن هنالك قضايا عالقة في أذهان رجال الأعمال حول الموانئ، مؤكداً أن عودة الخطوط البحرية فرصة لحل هذه المشكلات، وذكر أن أمر إغلاق الموانئ كانت خطوة وانتهت، ولن يتم إغلاق للموانئ، مؤمِّناً على ضرورة قيام موانئ جديدة تواكب المستجدات، إضافة إلى أهمية الخطوط البحرية في دعم الاقتصاد الوطني، خلال المرحلة المقبلة.

وشدَّدت الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية وفاق صلاح عبد العال، على إيجابية عودة عمل الخطوط البحرية السودانية، وأنها حدث وطني مهم يحقق السيادة والعزة للوطن ويسهم في انعاش الاقتصاد السوداني، وتحقيق الرفاه المواطن، وأعربت عن أملها أن تعود الخطوط البحرية صرح شامخ وأكبر أسطول بحري في أفريقيا والشرق الأوسط، وتقود الاقتصاد الإقليمي والدولي من جديد، وأعابت مسألة أن تكون تجارة السودان الخارجية عبر ناقل أجنبي، وأشارت إلى مساهمتها في حل الضائقة الاقتصادية التي تواجه البلاد، وذكرت: لايوجد تطوُّر بدون بنى تحتية، وأكدت أن الشراكة مع وزارة النقل تدعم توجهات البلاد ونمضي لتوقيع اتفاقية بين الجانبين، وزادت: إن (الاستثمار الوطني والأيدي المحلية قادرة على العمل)، وأشارت إلى أن البلاد في حاجة إلى موانئ إضافية تستوعب كل المستجدات.

واستعرض مساعد المدير للشؤون التجارية بشركة الخطوط البحرية، أحمد قرين، خطة المشروعات العاجلة للخطوط، لدعم قطاعي الصادر والوارد، كذلك قطاع الحاويات، وأمَّن على ضرورة شراء سفينتين للحاويات، لتشغيل الحاويات الموجودة بنحو (٦٦٢) حاوية، إلى جانب خطة لزيادة أعدادها، مؤكداً أن الحاويات الموجودة تُمكِّن من استئناف عمل الخطوط البحرية في يونيو المقبل،  كذلك يوجد مشروع السفن المتعدِّدة الأغراض، مع سفن الصب الجاف، لنقل احتياجات البلاد من القمح والسماد وتوفير مدخلات الإنتاج، وأيضاً مشروع شراء ماكينات سفن الصب الجاف والشاحنات والترلات، وشراء ثلاث سفن للوقود، إضافة إلى ثلاث سفن لصادر الثروة الحيوانية، وإكمال الترتيبات في ميناء صادر الماشية حيدوب، منوِّهاً إلى الخطة اهتمت كذلك بقطاع صادر الخضر والفاكهة واللحوم المذبوحة والمبرَّدة، وصولاً إلى بواخر الركاب، مشيراً إلى أن هنالك باخرة ركاب واحدة قديمة، شرعت الهيئة في إجراءات بيعها، لشراء سفن جديدة، إلى جانب استمرار جهود توفير  التمويل اللازم والتدريب والتأهيل لإنفاذ هذه الخطة، وأفاد أن مشروع بناء أسطول بحري هو أمر استراتيجي على المدى البعيد، وجرت اتصالات مع أحواض السفن مختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى