التقى الحلو وعبد الواحد نور .. زيارة وفد الشيوعي إلى “كاودا”.. البحث عن تحالف سياسي مناوئ

 

الخرطوم: آثار كامل        21 مايو 2022م 

أفرجت السلطات صباح  أمس، الجمعة، عن قيادات الحزب الشيوعي وهم: السكرتير العام للحزب الشيوعي ورئيس هيئة محامي دارفور عضو اللجنة المركزية بعد اعتقالهما الخميس، عقب عودتهما من جوبا. وقالت هيئة محامي دارفور في بيان: إن الهيئة تلقت صباح أمس، مكالمة هاتفية من رئيسها الأستاذ صالح محمود، أفاد فيها بالإفراج عنه وعن السكرتير العام للحزب الشيوعي، وأنهما قد تمت معاملتهما بصورة طيبة، وأكدت الهيئة بأنها ستبحث مع رئيسها طريقة اعتقاله في مطار الخرطوم وملابساتها ومخالفتها وإهدارها للحقوق المكفولة، كما وأنها تجدِّد رفضها التام وإدانتها لما تم من اعتقال.

وكان وفد من الحزب الشيوعي يضم سكرتير الحزب محمد مختار الخطيب وعضو اللجنة المركزية صالح محمود والمتحدِّثة الرسمية باسم الحزب آمال الزين، سافر إلى دولة جنوب السودان ومن ثم إلى “كاودا” للقاء قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال  بقيادة عبدالعزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، ما تسبب في وضعهم قيد الإقامة الجبرية لساعات من قبل السلطات الأمنية بجنوب السودان، قبل عودتهم إلى الخرطوم ليتم اعتقالهم. وكشف الحزب عن أسباب الزيارة والتي كان الغرض منها إكمال بناء المركز الموحَّد لقوى الثورة لإسقاط الانقلاب وتحقيق سودان حر ديمقراطي وفقاً لشعارات ثورة ديسمبر وقِيَمها في الحرية والسلام والعدالة.

رؤى مختلفة

وحسب محللين سياسيين تحدثت إليهم (الصيحة) فإن مواقف الحزب الشيوعي من إجراءات (25) أكتوبر، و تحركات بعثة “اليوناتيمس” وأجواء التسوية السياسية الراهنة  تفترض وضع الثورة في مسارها الصحيح، وأن موقف الحزب الشيوعي يتفق مع الوضع الراهن يتفق إلى حد ما، مع الحركة الشعبية لتحرير السودان _ شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، وأن ثلاثتهم ينادون بأن يكون الحوار سوداني -سوداني،  بعيداً عن الوسطاء. يعض المحللين يرون أن خطوة الحزب الشيوعي تهدف إلى إقامة تحالف مناوئ لما يجري -حالياً- وإلى إفشال مشروع التسوية الذي يمضي تحت مظلة ثلاثية الأمم والمتحدة والاتحاد الأفرقي والإيقاد.

اتفاق كبير

كشف الحزب الشيوعي عن اتفاق مع عبد الواحد والحلو، على أن لا سلام حقيقي بدون تحقيق التحوُّل  الديمقراطي الكامل وحل كل القضايا التي أدت لتراجع السودان بعد الاستقلال. وقالت آمال الزين، الناطق باسم الحزب في مؤتمر صحفي بعد عودة وفد الحزب من جوبا: إن الحزب اتفق مع رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، بصورة كاملة حول الراهن السياسي، وأشارت إلى أن الوفد توصَّل خلال زيارة “كاودا” لاتفاق كبير مع الحركة الشعبية – قيادة الحلو، في قضايا الراهن السياسي لقيام مركز موحَّد لقيادة الحراك الثوري. ونوَّهت إلى اتفاق على جملة من القضايا من بينها فصل الدين عن السياسة.

تأشيرة رسمية

وحول احتجازهم في جوبا قالت آمال الزين: إن جهاز الأمن الخارجي في جنوب السودان احتجزهم بعد عودتهم إلى مطار جوبا قادمين من “ايدا” التي وصلوا إليها من “كاودا”، وأوضحت إن الجهاز اقتادهم لمبانيه حيث خضعوا لتحقيق مطوَّل حول كيفية الدخول لدولة جنوب السودان، ولقاء عبد الواحد والذهاب إلى “كاودا. وأشارت إلى أنهم وصلوا إلى جوبا بتأشيرة رسمية. وذكرت أن مسؤولي الجهاز قالوا لهم إنه كان ينبغي التنسيق مع جهاز الأمن في الدولتين باعتبار أن دولة جنوب السودان هي المسؤولة عن ملف السلام في السودان، موضحة أن الوفد حدَّد مواعيد عودته بإرادته الحرة، وطالبت هيئة محامي دارفور جهاز الأمن بإطلاق سراح عضو الهيئة صالح محمود، فوراً، وحمَّلت الهيئة الجهاز المسؤولية الكاملة عن كل ما قد يلحق به من مساس أو خطر على حياته، وأوضحت الهيئة في بيان أن صالح محمود، مريض بداء السكري ويتناول حقن الأنسولين بصورة منتظمة ودائمة وأن أي تأخير عن المواعيد المقرَّرة لتناول دواء الأنسولين يعرِّض حياته للخطر. وأشارت إلى اقتياده بواسطة جهاز الأمن عقب إكمال إجراءات الدخول.

وكشف مسؤول في وزارة الخارجية بجنوب السودان عن احتجاج السفارة السودانية في جوبا على زيارة قادة الحزب الشيوعي لجوبا و”كاودا”، ما استدعى وضعهم قيد الإقامة الجبرية وتقييد تحركاتهم هناك. وقال مصدر رئاسي في جنوب السودان لـ(سودان تربيون): إن الرئيس سلفاكير، أمر بالإفراج عن المعارضين السودانيين الذين تم اعتقالهم بعد لقائهم عبد الواحد نور، في جوبا وعبد العزيز الحلو، بـ”كاودا” في جنوب كردفان، وأضاف: رئيس الجمهورية وجَّه قيادة المخابرات العسكرية والأمنية التي كانت تحتجز السياسيين السودانيين بإطلاق سراحهم، وأفاد مصدر آخر بوزارة الخارجية والتعاون الدولي أن السفارة السودانية في جوبا احتجت على الزيارة واجتماع قادة الحزب الشيوعي بعبد الواحد نور، وسفرهم إلى “كاودا” وأعلنت حركة جيش تحرير السودان شجبها وإدانتها لاعتقال قيادات الحزب الشيوعي من قبل السلطات السودانية مباشرة بعد عودتهم من جوبا، بعد لقاءات لهم مع الحلو وعبدالواحد، وقالت الحركة إنها تدين هذا الاعتقال التعسفي بأشد عبارات الشجب والإدانة، وتحمِّل حكومة الانقلاب سلامة هؤلاء المعتقلين وتطالب بإطلاق سراحهم فوراً.

تحالف جديد

قال المحلِّل السياسي محمد أحمد علي، في حديثه لـ(الصيحة): إن خطوة الحزب الشيوعي وذهاب وفد بقيادة السكرتير السياسي محمد مختار الخطيب، إلى “كاودا” لمقابلة الحركة الشعبية – قيادة الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، بجوبا تؤشر إلى تشكُّل تحالف سياسي جديد في الساحة السياسية السودانية، خاصة وأن الحزب الشيوعي له رؤية واضحة وتكاد تبدو منفردة مقابل القوى السياسية الأخرى لجهة أنه يرفع شعارات لا تفاوض لا شراكة لا مساومة، وهو الموقف المتطابق مع قوى الثورة الحيِّة, لذلك اتجه الشيوعي إلى تحالف مع ما يعرف بالمناطق المحرَّرة تحت قيادتي الحلو وعبدالواحد، بعد أن فشل في التوافق في الحد الأدنى مع القوى السياسية بالداخل وذهابها في اتجاه مفاوضات الآلية الثلاثية والاتجاه للتسوية تحت غطاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لذلك لا تبدو خطوة غريبة عن موقف الشيوعي.

 تحركات الآلية

وأشار محمد أحمد، إلى أن التحالف السياسي الجديد الذي تشكَّل قد يؤثر بصورة مباشرة على تحركات الآلية الثلاثية، لجهة أن القوى السياسية انقسمت إلى ثلاثة اتجاهات ما يصعب ملف التسوية الذي تطرحه الآلية الثلاثية، ويبقى السؤال هل تتجه الآلية إلى المبادرة بإرسال دعوات رغم الرفض المعلن إلى عبدالواحد والحلو، أم ستكتفي بالقوى الموجودة بالداخل؟

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى