الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق   الاتفاق السياسي.. هل يعيد استئناف الدعم الاقتصادي؟

 

 

الخرطوم: صلاح مختار         18 مايو 2022م 

رغم إشادة الاتحاد الأوروبي بالحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية، بعثة الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية إيقاد، وبالتقدُّم المحرز إلا أنه قال: نشعر بالقلق إزاء الافتقار الواضح للإرادة السياسية لدى بعض أصحاب المصلحة للمشاركة بشكل كامل وبناء في عملية التيسير وحث جميع أصحاب المصلحة على المشاركة في الحوار بهدف المضي قدماً نحو التسوية السياسية، ولفت إلى أن  مزيد من التأخير في الاتفاق على إطار انتقالي شامل بقيادة مدنية والذي يمكن أن يقبله السودانيون والمجتمع الدولي. وقال البيان:  إن إطالة الوقت لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة وتدهور الاقتصاد، ما يزيد من التحديات الهائلة التي يواجهها الشعب السوداني، ورأى أن إعادة انتشار إطار ديمقراطي يديره انتقال ذي مصداقية بقيادة مدنية، يمكن أن يسمح باستئناف الدعم المالي والدولي للحكومة السودانية، بما في ذلك الإعفاء من الديون، ولتحقيق هذه النتيجة يجب تهيئة بيئة مواتية على وجه السرعة، وأشار إلى تحقيق ذلك يتطلب إرادة سياسية حقيقية.

 

المساندة والضغوط

ونظر المحلِّل السياسي والدبلوماسي السابق، الرشيد أبو شامة، إلى أن الاتحاد الأوروبي جزء مكمِّل من الموقف الأمريكي لاينفصل عنه. والهدف منه هو نوع من الضغوط والمساندة لفولكر وممارسة الضغوط على الرافضين والمكوِّن العسكري. وكل هؤلاء يتخوِّفون من انتهاء مدة المبعوث الأممي في أواخر يونيو، دون تحقيق أي نجاح بالتالي الأمل سيكون ضعيفاً في حل المشكلة السودانية  لذلك الضغوط الأوروبية لا تنفصل عن الضغوط الأمريكية، كلها شيء واحد المقصود منه الدعم لمبادرة فولكر، ودعم قضية الحوار أمام الشعب السوداني. وقال لـ(الصيحة): على الأقل المبعوث يحصل على (60%) من الإجماع, إذا تحصَّل على النسبة يمكن تكوين حكومة ومجلس وزراء قوي بالتالي ينفتح السودان في مجالات كثيرة على المساعدات الأمريكية والأوروبية.

ممارسة الضغوط

ويرى أبو شامة، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي متفقين مع بعضهما في ممارسة الضغوط والدعم للمبعوث الأممي, وقال: بما أن المكوِّن العسكري غير مرتاح لفولكر، لن يتم التجديد له مرة ثانية والمسألة تتعقد أكثر، بالتالي الأمريكيون والأروبيون يريدون بسرعة إنجاح المبادرة الأممية، وكما قلت: إذا تحصل على نسبة الستين سوف يمضي وغير مهم المعارضين بعد ذلك، لأنه ليس من السهل استقطابهم. إذا تمكَّن فولكر، من تشكيل حكومة سوف تضعف بالضرورة القوى المعارضة وإذا الشعب وجد تسهيلات في معيشته لا يتبع القوى الرافضة.

نجاح المبادرة

ويقول أبو شامة: هنالك بعض السودانيين لايريدون نجاح للمبادرة الأممية واستعادة الوضع، مثلما كان في الأيام السابقة، كذلك هنالك معارضين للثورة مثل: المؤتمر الوطني، بالتالي السودان مهم لأمريكا وأوروبا جيواستراتيجي من حيث موقعه الجغرافي وحسب علاقته مع روسيا، الخوف من السودان يقع في أحضانها، هنالك خوف كبير جداً من الدخول الروسي في السودان وبالتالي أمريكا مهتمة بالسودان جيوسياسياً، لأن السودان يربط الدول الأفريقية كلها مع شمال أفريقيا والبحر الأحمر ولذلك أمريكا لاتريد أن يقع السودان لقمة سائغة لورسيا، وبالتالي لاتريد أن يضيع السودان.

 

اشتراطات دولية

هناك دول غربية رهنت عودة المساعدات إلى السودان أو عدمها بعدة اشتراطات واحدة من تلك بريطانيا التي أكدت في تصريح سابق على لسان المدير العام للشؤون الأفريقية في الحكومة البريطانية عظيم مالك حرصها  على استئناف الدعم والمساندة في ظل حكم مدني ديمقراطي, وقالت إنهم يساندون  الجهود التى يقودها السودانيون لتحقيق اتفاق سياسي شامل يعيد تأسيس انتقال بقيادة مدنية  مع خارطة طريق واضحة نحو انتخابات حرة ونزيهة. وأكدت أن بريطانيا  على استعداد لاستئناف شراكتها مع السودان مع مجموعة واسعة من القطاعات التي تمت مناقشتها خلال الحوار الاستراتيجي الذي جرى مع بلاده  العام الماضي، والإسهام مع الشعب السوداني في بناء سودان حر ديمقراطي ينعم بالسلم و الرفاه.

الدعم المشروط

ولأن الدعم الخارجي والمساعدات الأفريقية عموماً،  خاصة  الدول الغربية، دائماً ما يتم ربطها بالديمقراطية والتحوُّل المدني والحريات في تلك الدول ولأن  السودان ليس استثناء كما يقول أستاذ السياسية بالجامعات الدكتور عبد الرحمن أبو خريس، في تصريح سابق لـ(الصيحة) ويضيف أن تلك المساعدات تُقدَّم وفق شروط، وأشار إلى دولاً مثل بريطانيا و أمريكا أيَّدت حكومة الصادق المهدي لكنها لم تقدِّم لها الدعم المطلوب.

رؤى موحدة

السفير الطريفي كرمنو، الخبير الدبلوماسي استبعد إمكانية تقديم الغرب لأي سند أو دعم للسودان في ظل الأوضاع الحالية، لافتاً إلى أن الغرب عموعاً مهووس بالديموقراطية التي طبقتها منذ فترة طويلة، لافتاً إلى أن النظام الديموقراطي في العالم الثالث، عموماً ومنها السودان، مربوط بالفوضى وهي ذات الفوضى التي أفشلت ثلاثة نُظم ديموقراطية سابقة في السودان، وأضاف: هناك كمية من المبادرات وعدد يفوق المائة من الأحزاب المختلفة في رؤاها للحل وتوقع استمرار الفترة الانتقالية لفترة طويلة، لأن ما يدور لا يبشِّر باتفاق، وقال لـ(الصيحة): إن معظم الدول الديموقراطية يوجد فيها حزبان أو أزيد بقليل بخلاف الكم الهائل من الأحزاب السياسية التي تتصدَّر المشهد، أضف إلى ذلك تعدد المبادرات وتقاطعاتها، وأضاف: سنظل في دوامة الانقلابات العسكرية إلى ما لا نهاية، ما لم تتفق القوى السياسية على رؤى موحدة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى