إسماعيل حسن يكتب :   أحسنت يا حسن

13 مايو 2022م

* لا أدري لماذا وأنا اقرأ في مقال الزميل الحبيب حسن حمد، بالزميلة “الأحمر الوهاج” أمس الأول، خنقني العَبرة، وكادت الدموع تنهمر من أعيني حزناً على مريخيتي التي كانت حتى وقت قريب تنافس الجبال صلابة وتماسكاً، وأصبحت في الآونة الأخيرة هشة تصمت عن قول الحق وتجامل على حساب الكيان!!!

* حسن حمد لامس بهذا المقال الجرح الذي ينهش في جسد نادينا العظيم.

* ولامنا على غفلتنا عن أصل الداء الذي يعانيه، والانشغال بتوافه الأمور.

* شنو بالله عليكم لو فزنا على الهلال يوم السبت القادم؟ أسيكون الترياق الحقيقي لقضايا المريخ الكيان؟

* وشنو يعني لو فاز علينا الهلال؟ أهذه مشكلة نقوم ولا نقعد ليها؟

* إذا كان على الانتصارات في مباريات القمة، فإن الغلبة في مجملها للمريخ بفارق كبير… وإن كان على البطولات المحلية والخارجية، فإن التفوُّق فيها للمريخ أيضاً، وبفارق كبير… وإذا كان على الكؤوس الجوية، فإن المريخ يغرِّد فيها وحده.

* إذن قضية المريخ النادي الزعيم الكبير؛ ليست في البطولات أو مباريات القمة أو المنافسات، فهو سيِّدُها بدون منازع… إنما هي أكبر من ذلك بكثير.. كثير جداً.

* قضيته في تراجع قيمته كناد أنموذجي، رسالي، عُرف على مر العصور والحقب بتماسك مجتمعه.. ووحدة أهله.. ورسائله التربوية الأخلاقية التي يبثها في المجتمع من وقت لآخر، وتشع بنورها تملأ الآفاق. فيهتف أهله، وينشدون مع أديبهم البارع، الدكتور عمر محمود خالد:

٠٠ أسألوا الإفرنج والأعراب والأفارقة

٠٠ لا تسألوا الأقزام…

٠٠ أسالوا العمالقة

٠٠ أسألوا الهونفيد واسبارتاك والبطارقة

٠٠ من غيرنا قد لوَّن التاريخ بالذهب؟

٠٠ من غيرنا قد وهب الأفراح ما وهب

٠٠ من غيرنا قد طوَّع الظروف؟

٠٠ من غيرنا قد هزم التحكيم والتنجيم والألوف؟ من غيرنا قد أشعل الحماس وألهب الكفوف؟

٠٠ فصاحت الألوف: نحن بين الناس صفوة.. نحن في الحياة قدوة٠٠ نحن في المريخ إخوة٠٠ نعشق النجم ونهوى

٠٠ نحن في التاريخ سِفراً ٠٠ يملأ التاريخ زهواً٠٠ واختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى

* ويردِّدون مع شاعرهم الكبير محمد عبدالقادر كرف:

* عشت يا مريخ موفور القِيَم.. ناهض العزة خفاق العلم..

* خَطوَك الوثاب في ركب الأمم.. كجناح النسر يجتاح القمم..

* عشت للنيل على شَطْئانه.. قوة تدفق في شريانه.

* سال تاريخك من أحضانه.. سلسلاً يجري على وديانه..

* نجمك الخفاق في جو السماء.. صنعته من خافقي أو دمائي..

* وإذا ناديت ألفيت ندائي.. باسمك العذب ردَّدت غنائي..

* يا فتى المريخ في عينيك عزم.. وبهذا العزم للعلياء تسمو..

* وعلى صدرك في الموكب نجم.. وراء الغد نصر لك ضخم..

* ثب إلى الذروة خفاق الجناح.. وتألق في الميادين الفساح..

* وانطلق أشبه شيء بالرياح.. بالكفاح بالحق والجد الصراح..

* خذ طريق المجد في حزم وقوة.. واقسم الدهر ولا ترهب عنوة..

* واسق إخوانك من صفو الإخوة.. كلما لاقيتهم باسم الإخوة..

* يا فتى المريخ حقق للغد.. نهضة تبقى بقاء الأبد..

* وإذا صحت فقل هذه يدي..

* نعم… هذا هو المريخ (الأدب والحب والأخلاق والقِيَم) الذي ألفناه، وعشقناه.. وجرى في عروقنا مجرى الدم.. وبات الهواء الذي نتنفسه.

* فما الذي جرى له إذن في السنوات الأخيرة، ولم يعد بذلك الرعب والبهاء والجمال والقوة؟

* نعم، أخي حسن حمد… كاد له الأعداء ما كادوا.. وحفروا له ما حفروا.. وجنَّدوا كل شياطينهم، والعياذ بالله، لخلخلة كيانه.. واستنفروا أياديهم في الاتحاد واللجان المساعدة والحكام، للحيلولة بينه وبين أن يواصل زحفه نحو الزعامة العربية والأفريقية.. ولوضع حد لتفوِّقه المحلي.. ولكن تبقى الحقيقة التي أشرت إليها أنت في نفس مقالك، هي أنهم ما كانوا يستطيعون قطع شعرة في المريخ لولا الليونة التي ضربت مجتمعه .. والضعف الذي أصاب أنصاره.. ومكَّن النباتات المتسلقة، والطفليين من التحكم في مفاصله، أمام أعيننا جهاراً نهاراً.. وإن لم نقض عليهم من جذورهم، لن يعود المريخ إلى سابق عهده قوة تتحدى الصعاب.

* ختاماً أخي حسن.. أرجو قبولي عضواً في تنظيمكم الجديد (مريخاب حتى الموت).. تحت شعار (أبداً ما هنت يا مريخنا يوماً علينا).

* وكفى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى