لقاء قري.. (قحت) عشم إبليس في الجنة!

اللقاء الجماهيري الضخم الذي خاطبه نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق أول محمد حمدان حميدتي في منطقة قري شمال الخرطوم، هو حدث (مفصلي) سيكون له ما بعده. اللقاء نُظّم بعناية فائقة، ومن الواضح أن وراءه (تخطيطاً) دقيقاً وعقلاً يعرف ماذا يريد. خاطب اللقاء إلى جانب السيد الفريق حميدتي، عضو المجلس الفريق ياسر العطا.

لا أريد أن أستعرض ما قاله القائدان في ذلك اللقاء، فهذا أمر عرفه واطلع عليه الشعب السوداني وكافة المهتمين بالشأن السوداني في جميع أنحاء العالم, غير أنني سأركز على (الدلالات والمؤشرات) التي جاءت على (حواشي) هذا اللقاء. اللقاء كان بداية و(تدشين) لمرحلة جديدة في مسيرة المجلس العسكري في الأسابيع القادمة, إن لم يكن الأيام القادمة. اللقاء يأتي في خضم مؤشرات تنبئ بأن المجلس العسكري قد (حزم أمره) وأدار ظهره تماماً لمن يسمون أنفسهم بقادة الحرية والتغيير أو اختصاراً (قحت)! اللقاء هو بداية تحول في الخارطة السياسية في البلاد, حيث يشير إلى أن (البوصلة السياسية) قد حولت اتجاهها من قوى الحرية والتغيير في اتجاه المجلس العسكري. لقد ظلت هذه القوى تتسيد المشهد السياسي والإعلامي بشكل شبه كلي, لكنهم ونتيجة لممارساتهم وغطرستهم وعدم فهمهم لخبايا السياسة فى السودان، فقدوا ذلك الزخم الجماهيري، وانصرف الناس عنهم بعد أن بانت عيوبهم, وذلك في ضوء عاملين اثنين هامين: الأول إنهم رفضوا ما قُدّم لهم من سلطة شبه كاملة أسموها هم أنفسهم بنسبة الـ (95) في المائة، فانطبق عليهم المثل السوداني (تاباها مملحة تفتشها قروض)! بعد أن كانوا يمسكون بزمام الأمور، ويجري الآخرون وراءهم, صاروا هم يلهثون وراء الأحداث.

العامل الثاني هو ما بات يردده الناس ويتناقلونه فيما بينهم من سلوكيات مشينة يندى لها جبين كل سوداني حر كانت تتم داخل مراكز الاعتصام, لدرجة أن بعض الجهات الحقوقية تفكر في مقاضاتهم (جنائياً)! المجتمع السوداني المسلم المؤمن مستعد أن يقبل أي شيء غلا محاولة طعنه في أخلاقه ومحاولة هدم ذلك (السياج الأخلاقي) الذي يحميه من كل مظاهر الانحراف التي تسود العالم.

لقد جن جنون قادة (قحت) بعد غلغاء الاتفاق الذي أبرمه المجلس العسكري معهم، وفقدوا (وقارهم) لدرجة أن أحدهم قال لقناة الجزيرة إنهم مصرون على الاتفاق مع المجلس العسكرى (شاء من شاء وأبى من أبى)! كيف يعني مصرون على الاتفاق؟ الاتفاق أُلغي وانتهى الأمر. هو اتفاق بالعافية؟! وهذا معناه أن أمل و(عشم) جماعة (قحت) في الحصول على ما كانوا قد نالوه بمقتضى الاتفاق صار مثل (عشم إبليس فى الجنة)! كانت تلك اللقاءات الجماهيرية، والتي من الواضح أن المجلس العسكري سيستمر فيها ليس في العاصمة فقط بل في كل أنحاء البلاد, هذه اللقاءات هي بمثابة (الضربة القاضية) لأحلام هؤلاء! إن حضور السيد الفريق ياسر العطا ومخاطبته لقاء (قري) لم يكن محض صدفةن فالسيد الفريق العطا كان هو الذي أبرم معهم الاتفاق أو على الأقل كان هو الشخص الذي أعلن الاتفاق. إن كل الدلائل تؤكد أن المجلس العسكري قد قام بعملية (قطع ناشف) مع هذه المجموعة، ومن المؤكد أن المجلس سيكون في وضع يمكنه من تطبيق (الخطة ب)، وإعلان حكومة الكفاءات التي تُحضّر البلاد لقيام انتخابات في غضون تسعة أشهر(شاء من شاء وأبى من أبى)!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى