من قال إن (العسكري الانتقالي) ضد المدنية؟!

عقب إعلان اتفاقية (الخامس من يوليو) بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير خاطب الفريق عبد الفتاح البرهان الشعب السوداني مهنئاً بتوقيع الاتفاقية، وقال إن السودان يدخل مرحلة جديدة. و(حماس) رئيس المجلس العسكري للاتفاقية يثبت كذب الدعاية السوداء التي كان يطلقها قادة الحرية والتغيير طيلة الفترة الماضية، ومفادها أن المجلس العسكري لا يريد تسليم السلطة لحكومة مدنية.

لقد كان الخط الدعائي والإعلامي لجماعة الحرية والتغيير ومن لف لفهم، يقوم على قاعدة واحدة يدورون حولها ويدور حولها كتابهم و(فضائياتهم) خاصة (نافخة الكير حمالة الحطب) أو كما يقول أخونا الأستاذ الطيب مصطفى التى أجرت شاشاتها (شقة مفروشة) لجماعة الحرية والتغيير! هذا الخط هو الإيحاء بأن المجلس العسكري الانتقالي ضد تسليم السلطة إلى حكومة مدنية. وهذا لعمري كذب وافتراء وتدليس ونفاق ما بعده كذب وافتراء وتدليس ونفاق! لكن لئن سار الكذب عاماً فإن الصدق سيلحقه في شهر.

المجلس العسكري ظل يؤكد منذ تسلمه زمام الأمور أنه مستعد لكي يسلم السلطة إلى حكومة مدنية, ليس هذا فحسب، بل إن المجلس كان على وشك أن يسلمها لجماعة الحرية والتغيير (خالصة لهم من دون الناس), لولا أن الله سلم. وحتى بعد أن اكتشف المجلس العسكري الخطأ الفادح الذي كان سيرتكبه، وذلك بتسليم السلطة لأناس لا توجد في أمخاخهم (غدد) تفرز منتجات اسمها الحرية والديمقراطية والانتخابات! حتى بعد ذلك، فإن قناعة المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية لم تتزعزع.

 بل إن المجلس العسكري (زادنا من الشعر) بيتاً وهو أنه سيسلمها لحكومة (منتخبة) من الشعب, بمعنى أنه لن يسلمها حتى لفلول النظام السابق، وهو (البعبع) الذى يخيف هؤلاء الذين يعلمون أن حظهم من الفوز في الانتخابات يساوي (حظ إبليس في الجنة). ولقد بدأت الكذبة تتكشف وأدرك العديد من الشباب الذين انساقوا وراء جماعة الحرية والتغيير, أدركوا أن هؤلاء إنما يتاجرون بقضية الحرية ويتاجرون بدماء الشهداء والجرحى، وأن كل ما يهمهم هو الاستيلاء على السلطة, لكن الأهم من ذلك أن هؤلاء الشباب قد أدركوا أن جماعة الحرية والتغيير ما هم سوى الغطاء الذي يعمل تحته الحزب الشيوعي الذي وجدها فرصة لنشر عقيدته الإلحادية الخبيثة وهو فقط يسعى إلى السلطة لممارسة أحقاده التاريخية ضد الإسلام والإسلاميين وضد الأخلاق وضد شعب لطالما احتقر الشوعيين ونبذهم. إن المدنية التي يقصدها الشيوعيون تعني ببساطة تسليم السلطة لهم فقط! لذلك فإننا نأمل أن يكون  المجلس العسكري عند رأيه وهو أن اتفاق الخامس من يوليو والذي فرح له الشعب السوداني سيكون شاملاً و(لا يستثني أحداً) وعلى المجلس أن يعلم أن أي اتفاق (ثنائي) لن يقود إلا إلى تعقيد القضية السودانية!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى