منى ابو زيد تكتب : الأسباب غير المعلنة للنكد..!

29 ابريل 2022م

“الزواج هو أعظم الوسائل التي يستخدمها الإنسان لمعرفة الشخص الذي لا يمكنه أن يعيش معه في سلام” أنيس منصور..!

سيناريو الزواج الأزلي يقول إن الرجل يظل مخلوقاً فوضوياً متمرداً إلى أن يقع في الحب، فيتحوّل إلى كائن طيِّع مطيع رهن إشارة الأنثى التي يخاف أن يفقدها. فإذا ما امتلكها تحول إلى كائن متململ، غريب الأطوار، يفزعه حصارها وتشعره رقابتها بالاختناق..!

لذا فإن تعرض الأزواج لهواء الأخريات الملوّث ـــ من خلال الاختلاط وليس الاحتكاك ــــ لا يضرّ كما تعتقد معظم الزوجات، بل إنه يساعد في إدراكهم قيمة الهواء النقي، ومن أبجديات الذكاء الأنثوي أن يدرك “الهواء النقي” كيف يفهم نذر العاصفة فيتَّقيها، ومتى يعرف عِزَّه فيُريح ــــ رئة العلاقة الزوجية من نوبات ضيق التنفس ــــ ويستريح..!

معظم الزوجات النمطيات ـــ في مجتمعنا المحلي ـــ لهنّ مواقف من جيوب الأزواج، تتفاوت باختلاف البيئة والتربية والطبائع الشخصية، وتتلوّن وتتمرحل بدءاً بإلقاء نظرة عابرة “لكي يطمئن قلبها”، و”مد اليد” أحياناً مع الاستئذان، مروراً بالسرقة “العديل” إذا ما اقتضى الأمر، وانتهاءً بالحرابة “أي قلع القروش دون أن يجرؤ الرجل على أن يقول بغِمْ”..!

وللكثيرات مع التنقيب في أيقونات الجيوب – من غير “القريشات” – مواقف “تحنِّن” وأخرى تجنِّن. فالرقابة السرية على جيوب الأزواج أو “المراقبة” العلنية المطعمة بالتهديدات المبطنة سلوك شائع في معظم البيوت السودانية. ولكن إذا اقتنعت بنات جنسي بأن الذي تجنينه من توسيع دائرة الحرية والثقة أمضى وأنفع من الذي تحصده من سياسة تضييق الخناق والحصار لماتت الكثير من مشاريع “التدبيل” إياها في مهدها..!

في سلسلة اعترافات نادية عابد ـــ الشخصية الوهمية التي ابتكرها خيال الكاتب المصري مفيد فوزي لتمرير قناعاته وأفكاره بشأن المرأة وعلاقتها بالرجل ــــ وفي مقال طريف عن الأسباب غير المُعلنة للنكد الزوجي ضَمَّنت الكاتبة بعض الأمثلة على الأسباب الحقيقية غير المُعلنة لاندلاع الشجارات الزوجية المفتعلة من قِبل الزوجات بدافع غالباً هو الذود عن حياض الكبرياء الأنثوي الجبار..!

مثلاً ـــ وبحسب شقية الحال نادية عابد ـــ إذا ما بدأت زوجتك بالتذمر على نحو مفاجئ، من الفوضى التي تخلفها أغراضك المبعثرة في أرجاء المنزل كل يوم، فتأكد أنّك أمام أنثى غاضبة لسبب آخر تماماً. ربما كلمة باطل أريد بها حق، وردت على لسانك إعجاباً بإحدى الصديقات أو الجارات إلى آخر تلك “الشتارات” الرجالية إياها..!

المهم أن السبب الحقيقي ــــ لمُعظم نوبات النكد الزوجي ــــ هو دائماً غير مُعلن، ربما لأنّ في الجهر به مخالفة لقواعد “البرستيج” الأنثوي “مصدر النكد”..!

 

 

 

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى