حجازي سليمان يكتب: في يوم الكتاب

الكتابة المحببة البسيطة، مشاهد تشد الإنتباه وتسلب الألباب.
ولبعض من الكتاب أسلوب أخاذ يقودك إلى متاهات يقصدها الكاتب وينوي في أن تكون أنت واحداً من زوارها ولو بالصدفة..
الكتابة هي مقدرة الكاتب على صياغة الإتفاقيات والقوانين والوصايا وهو الأمر الذي شكل خطوة هامة في ظهور الدول وتطور الحضارات، وجعل من إستقرار الوعي التاريخي ممكناً، فمثلاً إن الأمر الذي اصدره كاهن أو ملك ووثقه بختمه يمكن أن يصل لمسافات بعيدة ويستمر حتى بعد موته.. هكذا قال: هيربيرت جوج ويلز عن الكتابة.
وعلاقة الكتابة وطيدة بالقراءة..
إنتاج الكتب يولد لنا قراء وباحثين ونقاد، كما يمكن أن نقول في وصف القراءة إنها تسخير الطاقات الكامنة بين طيات الكتب لقتل العزلة، وتوطيد أواصر الصلة بين بني البشر وتوسيع الآفآق وتحفيز الأذهان وإطلاق العنان للإبداع الكامن فينا، وقد يكون من محاسن القراءة، أن تلتقي بالأجيال السابقة وتتعرف على ثقافتهم والغوص في تعاملاتهم الذاتية والنفسية وتجليات أوقات المتعة لديهم، ويمكن للقارئ أن يشاهد أحد الأبطال ساخراً من نفسه وبحوزته سلسلة من الحروف التي تتفلت منه.
وبصورة أخرى يمكنه التواصل مع أجيال سابقين على صفحات كتب، ومن خلال التعمق في ترميز الأحداث يمكنه لقاء كاتب من عصور بعيدة، حيث يجده ينثر كلامه في شكل معانٍ تتجسدها كلمات عند ضفة وحيدة من كتاب أو عند سطر لم يكتمل في ورقة بالية وعد بالإنتظار،
يمكننا من خلال القراءة ولا سيما في هذا اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، الموافق 23/ أبريل/ نيسان مد جسور التواصل بيننا وبين الآخرين رغم تباعد المسافات وجعل مخيلتنا أجنحة نسافر بها أينما شئنا، فاصبح هذا اليوم، يوم الكتاب وجعلته اليونسكو بأنه اليوم العالمي للكتابة، حيث عمدت على نشر سلسلة من الاقتباسات والقصائد الكامنة والرسائل التي تشيد بالقوة الكامنة في الكتب وتحث علي القراءة قدر الإمكان. وقرر ذلك في العام 1995 بأن يصبح يوماً الكتاب ويعتبر توقيت اليوم العالمي الكتاب وحقوق المؤلف، تاريخ رمزي في عالم الأدب وكونه يوفق ذكري وفاة عدد من الأدباء العالمين، مثل شكسبير وغارثيلاسو دي لافيغا وغيرهم.
كما أنه لا يمكن للكتاب السوداني أن يكون خارج هذا الإطار. فهو له إسهامات كبيرة في رفد المكتبة العالمية بعدد من الكتب والإصدارات المتواترة، في شتى المجالات من الفنون.
وبدره الفعال استطاع نقل الصور الحياتية والمشاهد اليومية عن السودان واستطاع بدوره أن ينقل المعاناة والعاطفة والثقافة وجغرافيا العشق والصمت والحرب والخداع والأمان، حياة كاملة بمختلف اطوارها بأقلام مختلفة من ثقافات متباينة في وطننا الحبيب، حيث تجد من سطر للجمال مساحات وللألم براحات وللحب همسات حانية في بواطن الورق، وللحرب أثآر باقية في نفوس أبطالها،
فالكاتب السوداني موجود في الخارطة العالمية للإبداع العالمي والإقليمي والعربي والأفريقي، وظهر ذلك جليا في تفوقه في السنوات الخيرة، حيث فاز عدد مقدر من الكتاب السودانين في مسابقات مختلفة عالمية ومحلية وإقليمية وبدورها يمكن أن تشكل نساهمة في وجدان العالم وتفتح نافذة تفضي إلى عالم ملء بحيوات الحرف السوداني، كما سبق لنا في مجال الرواية والقصة التفوق الباكر علي المك والطيب صالح مرورا بهذا الجيل الآن وكي لا اقع في فخ النسيان لا اذكر احد بعينه.
ولكن لدينا من المبدعين ما يجعل للسودان مساهمة فاعلة في خارطة الكتابة وأيضا لدور النشر مساهمات في توصيل فكرة الكتاب ونقلها لنا في كتب جميلة وبصورة مستمرة.
ومنهم من يسعى جاهدا لنقل الأحاسيس والمشاهد السودانية إلي المنصات العالمية كما يفعل بركة ساكن وتسنيم طه وآن الصافي
ومن جيل الشباب الواعدين لدينا أقلام معلنة حضورها في الساحة العالمية بقوة.
في يوم الكتاب وحقوق المؤلف والقراءة اتمنى للسودان الإستقرار لتظهر كل الأوجه البعيدة والثقافات الجميلة والتراكيب المعقدة للثقافة السودانية، حيث أننا وطن ملئ بالجراحات والتنوع في أشياء كثيرة.. اللغات واللهجات والثقافات والتراثيات والفلكلور والحكي الشعبي والقبائل
حيث نجح الحلو في نقل الوجدان وإبراهيم اسحق في اللسانيات في معظم أعماله الأدبية.
23/ أبريل/ 2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى