الغالي  شقيفات يكتب : طوارئ الجنينة يا برهان

25 ابريل 2022م

تشهد ولاية غرب دارفور، أحداثاً دامية متجددة كل شهر تقريباً بين الرعاة وبعض المجموعات المحسوبة على الحركات المُسلّحة، ويدفع الثمن دائماً مواطن ولاية غرب دارفور البسيط في أمنه وحركته وتجارته ويفقد فيها الأرواح والممتلكات، وتُعقد عشرات المُؤتمرات وجلسات الصُّلح دُون جدوى، وقبل أن تجف الدماء تتجدّد مرة أخرى، وأصبحت هذه المعارك تأخذ الطابع الإثني عرب ومساليت، ووالي الولاية خميس أبكر ينتمي لأحد أطراف الصراع!!!

ووفقاً للأستاذ مرتضى فج النور أحد الناشطين من أبناء الجنينة، فإن اعتصام الجنينة السابق أحد أهم بنوده عدم تولي أي من أطراف الصراع منصب الوالي في ولاية غرب دارفور، وخميس ابكر أحد أطراف الصراع، والآن وجب على الدولة تغيير فكرة أن يتولّى أحد أبناء المنطقة الحكم في ولايته، فقد فشلت التجربة!!!

إن كنت مكان الرئيس البرهان لعيّنت مناوي حاكماً للنيل الأزرق وأحمد العُمدة حاكماً لدارفور، و”شكّيت” وزراء السّلام وبدّلت مواقعهم مع توفير مقاعد وزراء دولة، لأنّ همّهم الأول المناصب، وفرض هيبة الدولة يتطلب إعلان الطوارئ في ولاية غرب دارفور وتعيين حاكم عسكري من خارج مكونات الولاية بين هلاليين جلابي من المركز ومنحه صلاحيات الحسم ونقل بعض الكتائب التابعة للقوات النظامية والمنتمية إثنياً للمكونات المتحاربة إلى خارج الولاية، والتحالف السوداني مُطالبٌ برأي واضح والرد على الاتّهامات التي تتّهم فيه قواتهم بالتسبُّب في الأحداث، وهو تنظيمٌ مكونٌ من عدة أجسام.

فإذا كانت قوات خميس متهمة يتحمّل أيضاً المسؤولية الفريق سعيد ماهل وموسى حسان كولس ونائب الرئيس حافظ عبد النبي وشايبو وكرامة، المسؤولية الأخلاقية تتطلّب منكم رأياً واضحاً حول خروقات قواتكم المتهمة بقتل الرعاة في غرب دارفور، لأنكم تحت إمرة خميس أبكر رئيس تحالفكم الذي أصبح يفقد أهميته بتطوُّر الأحداث، وعجزه حتى عن إصدار بيان،  فرجل قائد له تاريخه النضالي الطويل مثل الفريق سعيد ماهل كيف يكون تابعاً لخميس أبكر قائد مليشيات إثنية تسلّق ثورة الهامش؟!

فالدولة عليها توفير الأمن والطمأنينة للمواطن الذي أصبح يُعاني من نقص في الجوع والأنفس والثمرات، وبالتالي يفقد المواطن الثقة في الحكومة والقوات النظامية، ويُكوِّن المليشيات لحماية نفسه، وبعدها تفقد الحكومة السَّيطرة على بعض المناطق وتزداد الروح الانفصالية وتبرز الأجندة الإثنية..!

وفي الدين جعل الله الأمن مقروناً بالإيمان فقال سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}، وتوفير الأمن واجب ديني ووطني على الحكومة وعلى الرئيس البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو ما من سبيل بتوفير الأمن إلا بإعلان الطوارئ وتعيين حاكم جديد من خارج المكونات المتصارعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى