شاكر رابح يكتب : التيار الإسلامي العريض 2-2

25  ابريل 2022م

 

التيار الإسلامي العريض أوسع وأشمل من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، التيار الإسلامي حركة فكر ومنهج، أما المؤتمر الوطني تنظيم سياسي حزبي ضيق، التوقيع على وثيقة تأسيس التيار الإسلامي العريض يعني إلى أي مدىً معرفة حجم التأييد الشعبي لهذا التيار، واستعداده لخوض غمار الانتخابات الرئاسية والتشريعية عقب انتهاء الفترة الانتقالية في مقابل القوى السياسية اليسارية، وستكشف الانتخابات حال إجرائها عن حجمه الفعلي وقبول الشعب له بعد الثورة الشعبية التي أطاحت به، ذلك يقتضي القاء نظرة سريعة على الخارطة الإسلامية في السودان الآن، عقب الإطاحة بنظام الرئيس “البشير” وعلاقة الأحزاب والتيارات والكيانات الإسلامية المُوقعة وغير الموقعة على ميثاق الاندماج التنظيمي الذي وقع مؤخراً، وعلاقتها ببعضها البعض، ومدى قُدرتها على حسم التباينات والاختلافات فيما بينها، ثم تفعيل عملية التنسيق لمواجهة الخطر المشترك الداخلي والخارجي الذي يستهدف وحدة وكيان الإسلاميين، ويقيني أن المشهد الإسلامي السوداني أشد تعقيداً وتناقداً، هناك جدل عقب التوقيع في أوساط التيارات الإسلامية حول عودة المؤتمر الوطني عبر فصائله وواجهاته التي انبثقت عنه عقب مُفاصلة الإسلاميين الشهيرة بين «البشير والترابي»، وتصريحات الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر بمدينة الأبيض، وهجومه على الموقعين على هذا الميثاق، واتهامه أن الكيانات الموقعة ما هي إلا واجهة من واجهات المؤتمر الوطني، وهذا يشي بأن البون شاسع بين التيارات الإسلامية.

جديرٌ بالذكر استبعد عضو مجلس السيادة، رئيس الجبهة الثورية ورئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي دكتور الهادي إدريس (وقال إنهم لن يسمحوا بتكرار تجربة المؤتمر الوطني، مؤكداً أن “المبادرة” يقصد مبادرة الجبهة الثورية سيتم طرحها على المؤتمر الشعبي غداً، واكد ان المبادرة لم تتجاوز كتلة الإسلاميين، وقال انهم جزء أصيل من المعادلة، وعليهم ألا يحملوا تركة المؤتمر الوطني وأنه ليست هناك جهة تستطيع تجاوز الإسلاميين).

التيار الإسلامي العريض مطالبٌ بضم كافة الإسلاميين في السودان ووضع برنامج سياسي وطني للخروج من الأزمة الحالية وقفل منابع خطاب الكراهية والتشفي والإقصاء.

يرتبط مُستقبل الإسلاميين في السودان بعدة عوامل كتيار سياسي عريض في ظل تطورات إقليمية ودولية ومستقبله في بلد يعيش أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية متفاقمة منذ ديسمبر 2019، وبغض النظر عن مآلات التحالفات، من الطبيعي القول ان مستقبل التيار الإسلامي العريض الموالي للمؤتمر الوطني، يختلف عن مستقبل الإسلاميين المؤمنين بالتحوُّل الديمقراطي والمُنادين بالحكم المدني.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى