بستان الحلنقي

 

عثمان دقنة

قال أحد المختصين في مجال التخطيط العسكري: إن نظرية المربع التي قام بوضعها أسد الشرق «عثمان دقنة» تُدرَّس الآن في أعظم الكليات العسكرية في بريطانيا دون الإشارة إلى اسمه. وقال: إن «عثمان دقنة» لم يخسر معركة واحدة في حروبه ضد الفئة الباغية من المستعمرين انطلاقاً من هذه النظرية. وقد روت الأيام أن هذا القائد كان يؤيد أن يكون الهجوم ليلاً في كل معاركه. وكان يقول لرجاله احذروا أن تنازلوا عدوكم تحت ضوء الشمس فإن النهار يعمل على نصرة البنادق بعكس الليل الذي يساند السيوف في الإطاحة بأعناق الأعداء.

ود الفراش

* قال شاعر البطانة المعروف «ود الفراش» «في جناك ليك حبيب»، جميع الآباء يتفقون مع «ود الفراش» على هذه المقولة، ولكنهم يتعاملون معها بطريقة الضمير المستتر تقديره حتى لا يؤدي ذلك إلى نوع من التفضيل المباشر بين الأبناء، فيجد الأب نفسه مضطراً على كتمان مشاعره تجاه من يحب خوفاً عليه من أن يحدث له مثل الذي حدث لنبي الله يوسف عليه السلام من إخوته، وقد تلاحظ دائماً أن ابنك المقرَّب إليك هو أكثر الأبناء بكاءً على غيابك حين تغيب وأكثرهم فرحاً بعودتك حين تعود، أما إذا شعر أنك تشكو من مرض ما، فإن ليله يلاقي نهاره وهو يحوم من حولك إلى أن تشفى. أذكر أن غرة عيني رقد مريضاً على سرير المستشفى فتمنيت من أعماق أعماقي أن أكون أنا المريض في مكانه وأن يكون هو الزائر جاء للاطمئنان على صحتي.

عمر الحاج موسى

*كان عمر الحاج موسى وزير الثقافة والإعلام الأسبق في حكومة الرئيس الراحل جعفر نميري يميل إلى التوقيع على أوراقه الخاصة والعامة بحبر لونه أخضر باعتبار أنه يمثل خضرة النيلين في يوم خريفي، أما شاعر (صه يا كنار) محمود أبوبكر فإنه لم يكن يتناول ثمرة من البرتقال حين سئل يوماً عن السر في ذلك أجاب لأنه سرق مني لون زوجتي، أما شاعر المستحيل إسماعيل حسن فقد كان يؤكد دائماً أن الشاعر سيد عبد العزيز هو أعظم من كتب أغنية الحقيبة، أما شاعر البحر القديم مصطفى سند فقد كان يقول لأصدقائه من أحباء الحرف الأخضر ليتني كنت شاعراً في قامة شرقاوي نحيل ويقصد بذلك محمد عثمان كجراي، أما أنا ولو أنني لن أصل إلى درجة الومضة بين هؤلاء العباقرة طالما تمنيت أن أكون نفحة عطر من بستان اسمه عبد الرحمن الريح.

لون المنقة

أثناء حوار أجرته الإذاعة السودانية مع الفنان محمد الأمين وجه له مقدِّم البرنامج سؤالاً عن متى سيعمل على تقديم أغنيته الجديدة (اللارنجة) فأجاب أبو اللمين ضاحكاً بعد أن ينتهي موسم (منقة) الحلنقي في سوق إذاعتكم الموقرة، جاء ذلك أثناء قيام إذاعة السودان بتسجيل عدد من الأغاني المعبأة بالغزل في عيون الفواكه القادمة من جناين كسلا والباقير والباوقة (اللذيذ تفاحها). الجدير بالذكر أن محمد سلام كان قد تغنى في تلك الأيام بأغنية (أتعزز الليمون) كما تغنى التاج مكي بأغنية (العنبة)، أما البلابل فإنهن اخترن لون المنقة التي أصبحت مثل السلام الجمهوري يبدأ بها الحفل ثم ينتهي على أنغامها. أعتقد أن الفنان محمد الأمين كان له الحق في أن يؤجل أغنيته          (اللارنجة) إلى زمن آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى