اتفاق (العسكري) وقوى الحرية والتغيير.. الطريق نحو (المدنيااااااااو)

خبير عسكري : لا يُنكر أحدٌ دور نائب رئيس (العسكري) في تسريع خطوات الاتفاق

عبده مختار: للرجل دور فاعل في الثورة وفي تحقيق شعارات الشعب

أبوبكر آدم: (دقلو) لعب دوراً مهماً ومحورياً في الربط بين أطراف التفاوض

يبدو أنه اَن لـ (الخرطوم ) أن تتوشح بالفرح والسلام والاستقرار بُعيد توصل المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، في الساعات الأولى من صباح أمس (السبت) إلى اتفاق نهائي بشأن مضمون الوثيقة الدستورية لتسيير المرحلة الانتقالية.

وقال وسيط الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لبات، خلال مؤتمر صحفي: (أعلن للرأي العام السوداني والدولي والأفريقي أن الوفدين قد اتفقا اتفاقاً كاملاً على المشروع الدستوري)، دون أن يشير إلى تفاصيل الاتفاق، وأضاف أن الطرفين عاكفان على إعداد الترتيبات الفنية للتوقيع النهائي على الوثيقة.

نائب رئيس (العسكري).. جهد وافر

لا شك أن الاتفاق الذى تم، كانت من خلفه جهود جبارة داعمة للطرفين، ورغم الدور الذي ظل يقوم به الوسطاء لتقريب وجهات النظر بين وفد المجلس العسكري ووفد قوى الحرية، إلا أن مجهودات نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو، كان لها الأثر الأكبر في التوصل إلى اتفاق، ربما لأن للرجل التزام قطعه أمام الجماهير بأنهم في المجلس العسكري لا يريدون أن يحكموا، وإنما يسعون إلى تسليم البلاد إلى سلطة مدنية .

وبالتالي كان لدور (دقلو) السياسي والعسكري الأثر الكبير في طي صفحة الخلافات داخل أروقة التفاوض وتليين مواقف الطرفين في اتجاه التوافق، بجانب الدور الكبير الذي لعبه مع الحركات المسلحة ولقاءاته بهم في تشاد وجوبا لتقريب وجهات النظر للوصول إلى سلام إضافة إلى تواصله مع الدول الصديقة في مصر والسعودية والإمارات وأثيوبيا وأرتيريا من أجل دعم قضية السلام بالسودان.

نصير المدنية

وعلى عكس ما يروج له البعض ضد قوات الدعم السريع في محاولة لتشويه صورتها واغتيال شخصية قائدها، إلا أن موقف الفريق أول محمد حمدان وانحيازه الواضح إلى الثورة وشعاراتها المرفوعة، يقطع الطريق أمام دعاة الفتنة أعداء السلام .

الكاتب والمحلل السياسي د. عبده مختار قلل من محاولة تشويه صورة قوات الدعم السريع، وقال: قد يكون الفعل الذي جرى من بعض أفراد القوات، وقد يكون من بعض الذين انضموا من النظام السابق إليها، لكن المحصلة النهائية الإيجابيات نحو قائد قوات الدعم السريع أكثر من السلبيات، مشيراً إلى انحياز (دقلو) إلى الثورة، وقال: لولاه لوقع ضحايا كثيرون، ولذلك العبرة بما قام به، لافتاً إلى أن الدور الإيجابي الثاني انحيازه للثورة، والمشاركة في الإطاحة بنظام البشير رغم قبضته الأمنية، وقال: كان للرجل دور فاعل في الثورة، وكان حاسماً في الانحياز للشعب وفي تحقيق شعاراته.

وأكد مختار على دور نائب رئيس المجلس العسكري في تحريك خطى الأطراف المتفاوضة نحو إقامة الدولة المدنية، مشيراً إلى الحشود الكبيرة وإطلاقه كلمة مدنية مما يؤكد أنه يسعى لتسليم السلطة للمدنيين، وقال: هو لم يكتف بالدور الداخلي، وإنما سعى بين الحركات المسلحة في جوبا وتشاد لتقريب وجهات النظر من أجل الوصول إلى سلام.

وأضاف: المحصلة النهائية الإيجابيات أكثر، وتصب في صالح الثورة.

تحقيق الشعارات

ويرى الخبير الأستراتيجي الفريق ركن محمد بشير سليمان أن انحياز (دقلو) للثورة منذ بدايتها أضفى ظلالاً إيجابية داخلية وخارجية، وقال: لا شك أن للرجل دور خارجي في إطار إسناد الثورة ضد الإنقاذ والإطاحة بالبشير.

ولفت سليمان إلى تحركاته على مستوى قوى الحرية والتغيير، وعلى مستوى الحركات المسلحة، وذلك في إطار الحماية لقضايا السلام، وقال: لا ينكر أحد دور نائب رئيس المجلس في تسريع خطوات العملية التفاوضية، وقال: هذا الدور يصب في اتجاه الدولة المدنية، ويكسبه بعض الحماية .

مهم ومحوري

واعتبر المحلل السياسي د. أبوبكر آدم الدور الذي يلعبه نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان مهم ومحوري، وقال: هو يقوم بدور الربط بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، كذلك يقوم بالدور الأمني رغم ما تم في ساحة الاعتصام والأحداث الأخيرة، مشيراً إلى أن دور نائب رئيس (العسكري) لا يقتصر على الدور الأمني والسياسي، وإنما إلى الدور الاقتصادي، لافتاً إلى جهده في تذويب وجهات النظر خلال الجولات السابقة، وتأكيده على أن المجلس العسكري لا يريد أن يحكم.

وأكد أبوبكر أن نائب رئيس (العسكري) يلعب دوراً عسكرياً ومدنياً، وقال: الدور العسكري لأنه قريب من المجلس العسكري، وقريب من المواطنين، وبالتالي سيكون دوره في المرحلة المقبلة مُهمّاً حتى وصول البلاد إلى بر السلام، ورأى أن كثير من الجهات تريد تشويه صورته وسمعته، واعتبر تلك الأصوات غير موفقة في هذه المرحلة الحساسة التي أشار إلى أنها تتطلب تماسك الدولة تحت جسم عسكري قوي للعبور بالمرحلة الانتقالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى