محمد البحاري يكتب : أوبريت الجيش وقصار النظر!!

مهما تعدّدت الأدوار التي يؤديها الإنسان في الحياة الشخصية والمهنية، يبقى العامل النفسي هو المحرّك الأساسي لنجاحها أو فشلها، الأمر الذي يترك أثره على الأهداف المعلّقة على هذه الأدوار. هذه النظرية التي تأخذ بها اليوم المؤسسات التي ترتكز أهدافها على صحة أفرادها النفسية، كان لها منذ قرون النصيب الأكبر في المؤسسات العسكرية التي تولي حالة الأفراد النفسية أهمية بالغة، وتعمل باستمرار على رفع معنوياتهم. فالعسكري طاقة متّقدة بمعنويات يشعلها الاستعداد الدائم للدفاع عن الأرض وحماية حدود الوطن. فالدم يهون، وتسهل التضحيات، ولا خوف أو يأس أو تراجع أمام المصاعب والصدمات والحروب النفسية التي يشنها العدو لتضليله أو النيل من صموده وتفكيره الإيجابي.

أقول ذلك عطفاً على  بعض مقاطع وصور الفنانين وهم يلبسون (الزي العسكري) أمام (بوابة القيادة) لغط كثير جداً وقف الناس بين مؤيد ومعارض كنت أتابع هذا اللغط وهذه الزوبعة التي ضجت بها مواقع (التواصل الاجتماعي) ..

كانت هذه الاحتفائية لأداء أوبريت (جيشنا) الذي وضع كلماته الشاعر (علاء الدين الأمين) ووضع البصمات اللحنية سعادة العميد معاش (عمر الشاعر) والتوزيع الموسيقي لسعادة الرائد (محمد ضرار)

وضع سعادة العميد مجموعة من الإيقاعات على هذا الأوبريت حيث بدأ في أوله بمايسمى (مارش ود الشريف) وتسلسل بطريقة انسيابية لإيقاع( الرباعي) و(التم تم) وأخذ أيضاً من الإيقاعات (الحلفاوية) و(الفرنقبية) ثم ختم (بالجراري) (والسيرة)

بذلك يكون (الأوبريت) أخذ طابع القومية كلمات ولحن..

حيث شارك في (الأوبريت) مجموعة من الفنانين بقيادة الأستاذ (عبد القادر سالم) والفنان (عمر إحساس) و(الموصلي) و(شرحبيل أحمد) و(عبد الله البعيو) و(ندى القلعة) ومجموعة أخرى.

اكتمل جمال العمل عندما التحم الفنانون مع الجيش في الحدود الشرقية فكانت الملحمة الوطنية بحضور مجموعة من الفنانين وقيادات العمل الثقافي ومجموعة من الفنانين الشباب (شكرالله عز الدين) والنجم (حسن سليم) والفنان (نزار بورتسودان) والفنان الشاب       (عاصم هاشم) والنجمة (رؤى محمد نعيم) .. في اعتقادي أن مثل هذه الأعمال مهمة جداً لتلاحم المجتمع المدني والعسكري..

وكل من وقف ضد هذا العمل عليه أن يراجع وطنيته فهذه قطرة من بحر الوطنية تجاه الجيش الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً في سبيل الأمن والطمأنينة وحفظ الأرض والعرض ..

والذين ينعقون بمالايعرفون ويقولون إن (الفنانين) دعاة سلام لا حرب فهذا الأوبريت ليس فيه ولاحرف يدعو إلى الحرب، لذلك كنت حريصاً أن أذيل المقال بكلمات هذا الأوبريت حتى يقرأه  قصار البصر والبصيرة ..

فالجيش جيش الوطن يجب علينا كلنا أن نقف معه بكل مانملك ورغم ذلك لن نوفيه حقه ومستحقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى