الجبهة العريضة) و(تحالف المركز الواحد).. خلافات الأسماء والمعاني

 

الخرطوم: الطيب محمد خير  17    ابريل 2022م

شرع الحزب الشيوعي في بناء وتأسيس تحالف جديد يجمع لجان المقاومة والمهنيين تحت مسمى تحالف المركز الواحد، قاطعاً بأن التحالف الجديد هو الذي سيقود الثورة والشارع إلى حين سقوط ما أسماه بالانقلاب، ويعتبر المعبر الأوحد عن صوت الجماهير الثورية، ووصف الحزب الشيوعي نظيره ومنافسه  حزب الأمة القومي حسب ما أوردته صحيفة “الحراك” على لسان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار، قوله إن حزب الامة القومي من ابرز جماعة الهبوط الناعم ، مضيفاً: لكن حزب الامة القومي بالنسبة لنا اصبح مجرد دمي تريد شرعنة إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 وتعمل على رسم المشهد لصالح العسكر، وفي المقابل  ابتدر المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير اتصالات قطعت شوطاً كبيراً حسب ما افاد به عضو المجلس المركزي بقوى الحرية عادل خلف الله، أن قوى الديمقراطية والتغيير مصممة على إسقاط الحكومة الحالية، وشرعت في تشكيل جبهة واسعة للتحضير للإضراب السياسي والعصيان المدني.

هذا المشهد الذي يطغى عليه مشهد التقاطعات، يكشف بوضوح ان قيادة آلية التغيير الديمقراطي السلمي تتجاذبها أكثر من قوة وفصيل ويؤثر فيه أكثر من عامل، وتتقاطع عندها الكثير من الحسابات الداخلية والخارجية، لتحديد عوامل قيادة التغيير وإدارة المرحلة الانتقالية، فيما يرى الحزب الشيوعي انه أحد الفاعلين  الأساسيين، في المقابل يقف غريمه المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ويصر على انه الفاعل الرئيسي في المشهد، وانه أحق القوى السياسية بقيادة المرحلة الانتقالية، وفي مشهد منفرد يظهر حزب الأمة بحكم الخط الوسطي الذي ابتدره  بين المكونين العسكري والمدني تارة يعمل في الظل وأخرى في العلن.

 

حشد أكبر قوى سياسية

وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير الناطق باسم حزب البعث العربي عادل خلف الله لـ(الصيحة)، إن قوى الحرية أكبر تحالف مر على السودان، لكن لطبيعة وتركيبة انقلاب 25 أكتوبر وتحالفاته المحلية والإقليمية جعلت قوى الحرية والتغير تعمل لحشد أكبر قوى سياسية تحت جبهة واسعة من الديمقراطية والتغيير، وزاد قائلاً: لا يوجد اي تنسيق في العمل بيننا وبين الحزب الشيوعي، وأضاف خلف الله لا يمكن لحزب ان يكون معارضاً للشعب السوداني وضد رؤاه الفكرية والسياسية، وقال: الحزب الشيوعي رفض الدعوة التي وجهت له وهو الآن امام خيارات وله مُطلق الحرية في أن ينضم لهذه الجبهة، واشار خلف الى ان الدعوة التي أطلقها الشيوعي لتحالف المركز الواحد لن تؤثر في تأسيس الجبهة  التي يدعون اليها، مشيراً أن الجبهة أوسع من التحالف، مضيفاً ان الدعوة للجبهة صادرة من مختلف قوى الثورة المهنية والشبابية والمدنية، وقوى الحرية والتغيير أحد تشكيلات هذه الجبهة، لأنه اتضح في مسير الثلاث سنوات الماضية، هناك قوى ملتزمة بخط الثورة وظلت ترفض قرارات 25 أكتوبر لكنها ظلت خارج قوى الحرية والتغيير، مشيراً الى ان أكثر ما يميز الجبهة انها تحتفظ للاطراف التي تنضوي فيها بهويتها واستقلاليتها، وقوى الحرية هي التي دعت الى هذه الجبهة وستكون جزءاً منها، لكن الجبهة ليس مدعاة لان تفكك قوى الحرية والتغيير نفسها.

 

مرحلة التبشير والتشاور

وأشار خلف الله الى ان الامر قد تجاوز مرحلة التبشير والتشاور الى مرحلة التشكيل، الآن قوى الحرية والتغيير في مدني مع كيانات مزارعين ومهنيين ومع أحزاب خارج قوى الحرية، وايضا طلاب اعلنوا عن تشكيل الجبهة للديمقراطية والتغيير في الجزيرة وكل جهة أعلنت انضمامها للجبهة، وعن شروط الانضمام لهذه الجبهة، قال ان قوى الحرية والتغيير قدمت رؤية وكذا حزب البعث قدم رؤية اكثر تفصيلا عن المرحلة الانتقالية، وهم ماضون لهذه الجبهة لحشد أكبر قوى رافضة للانقلاب ووسيلتها السلمية وسلاحها الإضراب السياسي والعصيان المدني حتى إسقاط الانقلاب، والهدف ليس قيام حكومة، إنما سلطة مدنية ديمقراطية في فترة انتقالية ذات مهام محددة وليست مهاماً واسعة كما كان في الفترة السابقة، لأن السلطة الانتقالية هي سلطة أداء مهام وليس إنجازا، وأشار خلف الله الى ان أبرز أهداف هذه الجبهة تتمثل في قيام سلطة مدنية، ترتيبات امنية تنهي تعدد القوات في البلد وبناء جيش قوي ومسلح، وأن تتحوّل فصائل العمل المسلح لقوى سياسية وقيام انتخابات شفافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى