أعلنت عن بُشريات.. الآلية الثلاثية.. هل توصّلت إلى توافق سُوداني؟!

 

الخرطوم: مريم أبشر    15 ابريل 2022م 

تحركات تجريها الآلية الثلاثية هذه الأيام لجمع أطراف الأزمة في السودان. ورصد المتابعون خلال اليومين الماضيين، لقاءات وتحركات بصورة مكثفة لرئيس البعثة الأممية ومسؤولي الاتحاد الأفريقي وإيقاد بالخرطوم مع المسؤولين بالدولة، وذلك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقريب شقة الخلاف بين الحكومة الحالية والقوى السياسية الرافضة لكافة أشكال التعاطي مع الوضع الراهن، وظلت متمسكة بلاءاتها الثلاثة “لا تفاوض لا شراكة ولا مساومة”، وإن الوضع يجب أن يعود إلى ما قبل 25 أكتوبر من العام الماضي، مع تصعيد ثوري في الشارع وضائقة اقتصادية باتت تهدد البلاد برمتها للانهيار، ما لم تتدارك كل الأطراف حجم المخاطر المحدقة بالبلد.

تعهُّد بالالتزام

رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال لقاء جمعه بالآلية الأفريقية، أكد التزام الحكومة الكامل بعملية حوار سوداني جامع للتوصل إلى حل توافقي للأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد، وتلقى من  وفد الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيقاد، والذي ضم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس وممثل الاتحاد الأفريقي، الدكتور محمد الحسن ولد لبات، وممثل منظمة إيقاد، السفير إسماعيل اويس وممثل الاتحاد الأفريقي بالسودان والناطق الرسمي باسم الآلية، السفير محمد بلعيش، تفاصيل عن جهود الآلية لاستكمال الترتيبات اللازمة لتسهيل عملية المباحثات بين الأطراف من أصحاب المصلحة السودانيين، من أجل إيجاد حلول سياسية توافقية مُرضية للجميع، وأوضح ممثل الاتحاد الأفريقي بالسودان الناطق الرسمى باسم الآلية الثلاثية، السفير محمد بلعيش في تصريح صحفي له، أنّ الآلية قدّمت للبرهان تنويراً شاملاً، بشأن نتائج جهودها خلال الفترة الماضية وآفاق الخروج من الأزمة الراهنة باستعادة النظام الدستوري المدني، وقال بلعيش إن الآلية تسعى من خلال ما تبذله من جُهُود لبناء توافق سياسي، مبني على أوسع نطاق من التفاهم  بين السودانيين، وأشار إلى أن الحل للأزمة في السودان، يجب أن يُبنى على أساس روح التراضي، ويتّخذ منهج التدرج في تناول أربع قضايا أساسية تشمل الترتيبات الدستورية، معايير اختيار رئيس حكومة التكنوقراط وأعضائها، برنامج عمل يتصدى للاحتياجات الأساسية والمستعجلة للمواطن وخطة زمنية دقيقة ومُحكمة لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وأضاف أن فريق العمل المُشترك بالآلية الثلاثية شدّد على ضرورة اتخاذ إجراءات تهيئة المناخ المُلائم للحوار السوداني، بما فى ذلك إطلاق سراح الموقوفين، ورفع حالة الطوارئ وإلغاء كافة القوانين المُقيّدة للحُريات وعدم حُدُوث انتهاك لحقوق الإنسان، وعبّر بلعيش عن تفاؤله بحُدُوث اختراقٍ وشيكٍ في الأزمة الراهنة، قائلاً: “أبشر إخواني وأهلي في السودان أنهم سيطّلعون قريباً على ما يسرّهم ويثلج صدورهم.”

أصحاب المصلحة

تحرك الثلاثية لم يقف في لقاءات السيادي، بل شمل بعض المسؤولين، حيث التقى مؤخراً مبعوث الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (ايقاد)،  إسماعيل اويس بوزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق ونقل له آخر تطورات الجهود المشتركة بين منظمة ايقاد والأطراف السودانية بشأن تطورات الأوضاع السياسية في السودان، وأعرب مبعوث إيقاد إسماعيل أويس، عن تقديره الكبير لجهود القيادة السودانية التي تتولى رئاسة إيقاد، لتحقيق الاستقرار في جنوب السودان عبر عمليات بناء الثقة بين الأطراف، وأنهم يعملون مع بعثة “يونيتامس” والاتحاد الأفريقي خلال الأسبوع المقبل للقاء كافة أصحاب المصلحة في الشأن السوداني.

 

وإزاء هذه الخطوات التي تقوم بها الآلية الثلاثية، أكدت الحكومة على لسان وزير الخارجية التزامها بتقديم الدعم الكامل لجُهود إيقاد، وعبّر عن أمله في تكلل مساعي الآلية في جمع أطراف العملية السياسية بالنجاح.

 

 آخر قناة

يرى كثير من المراقبين أن الآلية الثلاثية باتت القناة الوحيدة للتحرك وسط فرقاء الأزمة الراهنة في السودان بعد أن وصل الوضع لطريق مسدود وبات الأفق مظلماً، وأكد القيادي بحزب الأمة الأستاذ آدم جرجير أن الآلية جلست واستمعت لعددٍ كبيرٍ من القوى السياسية آخرها رئيس مجلس السيادة، وأشار في حديثه لـ(الصيحة) أنه لا توجد اعتراضات كبيرة على مُحتوى المبادرة المطروحة، لافتاً إلى ان البشرى التي أطلقها الناطق باسم الآلية بلعيش ربما تكون الخُطة الأخيرة، وقلّل من الخلافات بين مكونات قِوى الحرية والتغيير، وقال برغم أنه تحالف ضخم، إلا أن الخلافات فيه أقل من تلك الموجودة بالمكون العسكري الذي يضم جيوشا وحركات متعددة، ولفت جرجير إلى ان الآلية جلست أيضاً مع المقاومة، وأرجع الاختلافات فيها الى كوادر حزبية، وتوقع جرجير حال التوصُّل لاتفاق فإنّ بعض القيادات العسكرية سيتم إبعادها عن المشهد السياسي وتفريغها لأداء مهامها عبر مجلس الأمن والدفاع، وعزا كذلك إطلاق سراح بعض كوادر الوطني إلى أنّ الحكومة بعد أن فقدت حاضنتها بإجراء الخامس والعشرين من أكتوبر تسعى لجعلهم البديل.

 

 فقدان ثقة

الخبير الأكاديمي د. صلاح الدولة لم يستبعد في حديثه لـ(الصيحة)، توصل الآلية لاتفاق بين القوى السياسية، وقال هذا ليس صعباً، غير أن المعضلة في التنفيذ، ويرى أنّ كل الاتفاقات التي توقع ويكون طرفاً فيها بعض بقايا النظام البائد يتم نقضها قبل أن يجف حبرها، وطالب الدومة الأطراف المعنية بتقديم تنازلات حقيقية، لافتاً إلى أن الشعب وقوى الثورة فقدت الثقة في كوادر المؤتمر الوطني وبقاياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى