ملاذ عوض تكتب: تكنولوجيا الإنترنت.. أيهما يظل طويلاً الإذاعات التقليدية أم الإعلام الجديد؟ّ

تكنولوجيا الإنترنت.. أيهما يظل طويلاً الإذاعات التقليدية أم الإعلام الجديد؟ّ

ملاذ عوض

في الآونة الأخيرة أصبح الإعلام السوداني في غاية التوجّه والمحدودية مما أدى إلى تدنٍّ في الخدمات الإعلامية خاصةً المرئية والمسموعة حيث ظهر عدد من القنوات والإذاعات الجديدة التي لم تطرق باب الحداثة من ناحية البرامج والموضوعات المتناولة.

ومن جهة أخرى الإعلام السوداني تسيطر عليه قامات هرمية لم تدع الفرصة للشباب الصاعد لينهل من علمهم قطرة؛ أدى هذا لتوجه الشباب نحو الإعلام الحر (السوشيال ميديا) بشتى وسائلها وطرقها المختلفة، حيث كانت بداية الشباب من قنوات “اليوتيوب” التجارية إلى أن وصلت لبودكاست وصناعة محتوى رقمي جديد يتفاعل ويتماشى مع التطورات التكنولوجية التي تواكب العالم، غزت الأسافير فضاء الإعلام السوداني حتى أنها وجدت قبولاً من المواطن السوداني وشبابه؛ فهل يا ترى ستنتهي الإذاعات والفضائيات أم أن هناك رمق لمحاولة البقاء؟!.

توجّه المواطن السوداني لمتابعة الإعلام الجديد لأنه وجد من يعبر عنه ويقول له هذه قضيتك وأنا أطرحها من أجلك بكل جوانبها وحيثياتها.

لماذا يفتقر الإعلام للإبداع؟

ظهور المواقع الإلكترونية الحديثة وضع الإعلام التقليدي ما بين مطرقة التراجع وسندان المواكبة والحداثة من حيث التنوّع والموضوعات وأسلوب الطرح، ويُعد المواطن السوداني هو شباب اليوم ولكي يحظى الإعلام بمتابعته عليه بالإبداع والتجديد.

الإعلام الجديد منتج بسيط

يتكوّن الإعلام الجديد من فكرة وجهاز صغير للدمج والانتقال ما بين اللقطات وهاتف ذكي لالتقاط الصور والفيديو وبرنامج للمونتاج الصوتي والصورة، وبعض المؤثرات الصوتية الخارجية والأغاني، وفريق عمل يتكون من ثلاثة إلى خمسة أشخاص ويحبذ الإعلامي الشامل أن وجد.

بأبسط المكونات يمكن إنتاج برنامج متكامل ومتميّز عن غيره من البرامج الإبداعية ولو حدثت النظر قليلاً لوجدتها أمام ناظريك مباشرة، تحت مسمى الإنتاج الشبابي.

إلى مديري المؤسسات ومن يهمه الأمر

احتضنوا العقول الشبابية فهي خيرة العقول في فضاء الإعلام ونور للإبداع وطريق نحو العالمية، بعيداً عن البرامج المكرّرة.

البودكاست أم الإذاعة التقليدية FM؟

ظهور البودكاست في الأعوام الأخيرة وبداية من العام 2020م بدت صورة منتشرة وكبيرة جعلته يقاتل بجدارة للثبات أمام الإذاعة التقليدية FM حيث أنه وجد مؤيدين بكثرة بميزته المعروفة إعلامياً (البقاء للأبد) أي في أي وقت تريد الاستماع لموضوع بعينه فقط عليك أخذ هاتفك الذكي والبحث عن الموضوع يأتي به كاملاً وبأسهل طرق البحث في محرك قوقل، ومن ناحية أخرى الإذاعة تجبر المستمع على المتابعة الفورية أو انتظار الإعادة إن وجدت ولكن غير ذلك لا يمكن.

تصنف الإذاعة التقليدية  FMعلى أنها محبّبة لدى الكبار وربات المنازل ولكنهم أيضاً يعانون من التجديد في الطرح والتكرار والتواصل بعكس البودكاست الذي حصر نفسه في قائمة أصدقاء تكنولوجيا الإنترنت، فيا ترى أيهما سيظل طويلاً..؟!

وتبقى الأسئلة: إلى ماذا يحتاج الإعلام السوداني لبلوغ العالمية؟!

ومن هو الموجِّه العملي له، وهل هو أقل أهمية من الموجه السياسي الحاكم؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى