كلام في الفن .. كلام في الفن

 

عثمان النو:

حينما يأتي ذكر اسم فرقة عقد الجلاد .. ذلك يعني بالضرورة التوقف في اسم بقامة الموسيقار عثمان النو .. فهو ارتباط روحي وفكري عميق لا يمكن فصله بسهوله .. لأنه أسس للتجربة بشكلها الحالي حتى أصبحت شكلاً غنائياً جديداً في مسيرة الأغنية السودانية .. وعثمان النو بلا شك رقم كبير لا يمكن تجاوزه مطلقاً .. له وضعيته واعتباريته ومكانته الرفيعة .. وهي مكانة جاءت بعد حفر عميق في جسد الموسيقى السودانية.

محمود الجيلي:

راهن الساحة الفنية وواقعها يحتم التعامل مع ظواهر شعرية كمحمود الجيلي.. فهو فرض نفسه كشاعر تجديدي يحاول أن يكسر الأطر التقليدية وهي محاولة صعبة ولكن ليست مستحيلة.. وهو يحاول أن يقدم نفسه كشاعر غنائي له أسلوبه الخاص.. وأشعار محمود الجيلي الغنائية لها مميزات جيدة، حيث نجد أشعاره لا تقتصر في محتواها على الجانب المادي، بل يركز على الجانب الوجداني والعاطفي.

سيف الجامعة:

أتوقف باحترام كبير عند تجربة الفنان الكبير سيف الجامعة.. فهو يمثل بالنسبة لي نموذجا حقيقيا لماهية الفنان المدرك والواعي برسالته الغنائية .. فهو واحد من أصحاب المشاريع الفنية الناضجة التي ترتكز على ذاكرة معرفية ضخمة أتاحت له أن يكرس لنمط غنائي مختلف من حيث الشكل والمضمون والفكرة .. ولعل التأهيل الأكاديمي لسيف فتح له مغاليق الأبواب فأصبح أكثر قدرة على تقديم غناء معافى من حيث اختيار المفردة الشعرية المختلفة.

أبو عركي البخيت:

لم أجد فناناً يهتم باحترام نفسه وتجربته كالفنان العظيم أبوعركي البخيت .. فهو يجعلني أتأمله واستغرق في ذلك كثيراً وأدخل في كثير من التحليلات في حال تجربته الغنائية والتي هي فكرية في المقام الأول وإن كانت معطونة بالعاطفة الدافقة .. أبو عركي من الذين يخططون للأغنية واتجاهاتها العاطفية والفكرية وقضاياها .. ومن يتوقف في قائمة الأغنيات الطويلة يجد أنه أمام مشروع إنساني محتشد بكل تفاصيل الإنسان الأغبش البسيط.

عبد العال السيد:

الشاعر الجميل عبد العال السيد شاعر أخذته منا الغربة ولكنه رغم ذلك مازال يحمل ذات الجينات السودانية المحضة .. ومفردته لم تتغيّر ولم تنل منها الغربة .. فظلت ذات طعم وجداني خاص .. وتمسك عبد العال بذلك منح أشعاره دفئا خاصا رغم برد الغربة وصقيعها على المبدع ولكنه ظل ممسكاً ومتماسكاً بكل القيم السودانية التي تشرّب بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى