محمد عثمان الرضى يكتب : التدخُّلات الخارجية إلى أين..؟!

5 ابريل 2022م

 

التدخُّلات الأجنبية في شؤون السودان الداخلية أصبحت من الظواهر الواقعية التي لا ينكرها إلا مكابر وعلى مرأى ومسمع وعلى رؤوس الأشهاد.

 

ولم تأتِ هذه التدخُّلات من فراغ واستغلت ضعف الحكومة وانشغالها بالقضايا الداخلية، واغتنمت هذه الفرصة الثمينة التي لا تُعوّض وحشرت أنفها في كل صغيرة وكبيرة، وأصبحت لا تُمرِّر كل شاردة ولا واردة إلا واستغلتها من أجل تمرير أجندتها المُغرضة.

 

 

كسر شوكة المنظومة الأمنية وشيطنتها وإلباسها ثوب المُجرم وسافك الدم والعمل على زعزعة الثقة ما بينها وبين المواطن، كانت نقطة البداية للمُخطّط الخبيث الذي يسعى لهدم الوطن.

تحجيم دور جهاز المخابرات فقط في تحليل المعلومة ورفعها إلى متخذي القرار، أدى إلى هدم أهل المُرتكزات الأساسية لعمل هذا الجهاز الحيوي الذي يلعب دوراً في غاية الأهمية، وأحوج ما تكون له الدولة في هذا التوقيت الحسّاس من عُمر السودان.

 

إظهار هيبة الدولة وإنفاذ حكم القانون لا يتأتى إلا من خلال منظومة أمنية قوية ومُدركة تماماً لما يُحيك بالوطن داخلياً وخارجياً، وذلك من خلال عمل مُخابراتي مُتقدِّم يتعامل مع الحدث قبل وقوعه.

 

تهديدات رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بطرد المبعوث الأممي فولكر بيرتس رئيس بعثة “يونيتامس” بحجة تجاوزه التفويض الممنوح له والعمل على التدخُّل في الشؤون الداخلية للسودان هذا أمرٌ طبيعيٌّ وواقعيٌّ، لأنّ غالبية مثل هذه البعثات لديها عملٌ معلومٌ وواضحٌ، ولديها مهامٌ خفية وغير منظورة وما أكثرها.

 

طرد فولكر أمرٌ ليس بالمُستحيل، ولكن في ذات الوقت ليس بالأمر السَّهل، وذلك لتمدد البعثات الداخلية بمُختلف الواجهات وتغلغلها داخل مركز القرار عبر وكلائها المُنتشرين في كل شبر بالسودان.

 

مُؤسّسة الأمم المتحدة بمثابة بوليس العالم واليد الباطشة والسيف المُسلّط على رقاب على كل من يقول لا في وجهها!

 

خسارة المجتمع الدولي ليس في صالح السودان إطلاقاً وبالذات في هذه الظروف الحالية، ولكن في ذات الوقت أن لا يكون خصماً على السودان الذي قدم كافة التنازلات وما زال من أجل كسب المُجتمع الدولي (الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب).

 

السودان في مُفترق طرقٍ، وأن يكون أو لا يكون، فإما أن يكون بعزةٍ وشموخٍ وإباءٍ، وإما أن يكون أداة من أدوات المُجتمع الدولي يُحرِّكه كيف ما شاء ووقت ما شاء وفقاً لأجندته المعلومة للجميع، وبذلك يفقد السودان هيبته ومكانته وسيادته، وهذا ما لا يرضي لكل من له غيرة ووطنية خالصة وولاء صادق وعميق لتُراب الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى