منى أبوزيد تكتب :  تجهيزات رمضـان..!

 

4 ابريل 2022م 

 

“رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر”.. رواه أحمد..!

حنان “ست بيت” من الدرجة الأولى، لا توجد واحدة من جاراتها أو قريباتها تضاهيها في المبالغة بنظافة وترتيب المنزل والتفنن بإعداد الطعام. وقد اعتادت أن تتألق في ولائم رمضان، فهي أستاذة في عمل الحلويات بجميع أنواعها، وخبيرة في صناعة مختلف أصناف الشوربات والمُحمّرات والطواجن والمشاوي والفطائر والشوربات..!

قدوم رمضان يعني المزيد من الضيوف، الأمر الذي يعني بدوره المزيد من العناية بأناقة المنزل، لذا حرصت حنان على كل التفاصيل، غسيل الستائر، تلميع الجدران والأرضيات، تنظيف السجاد و”دعك” و”سهك” البوتوجاز والشواية والمايكرويف، فضلاً عن اكسسوارات زينة رمضان من مساند وفوانيس ومفارش وخلافه، هذا من جهة..!

من جهة أخرى – وإلى جانب الآبري الأحمر والأبيض والرقاق والويكة والبصل واللحم المجففين- أعدت حنان كعادتها كل ما يمكن إعداده وتجميده في الفريزر من أطعمة، فقامت بتقشير وفرم كميات كبيرة من الثوم ثم وزعتها في أوعية بلاستيكية قبل تجميدها لتقيها معاناة تجهيز الثوم طيلة شهر رمضان وأيام العيد، وتقسيم عجينة الطعمية إلى وحدات مناسبة تكفي كل وحدة منها لعمل أقراص تكفي بدورها لملء “سرويس” كبير..!

وبعد أن فرغت من إعداد وتقسيم اللحوم من شية وكباب وبفتيك وكستليتة ودجاج وسمك فيلية، “شوَّحت” حنان كمية ضخمة من اللحم المفروم، وكذلك فعلت مع كمية ضخمة أخرى من الجبن والخضار، قبل أن تبدأ “عملية حشو سمبوسة السبموسة”. وبعد ساعات من العمل المتواصل نظرت إلى أهرام السمبوسة المتكدسة في “صواني كبيرة” بابتسامة راضية قبل أن تقوم بتوزيعها إلى كميات متساوية، ثم وضعها في أكياس وأودعتها الفريزر..!

 

وبعد أن فرغت من تخمير عجين العصيدة، انهمكت حنان في إعداد عجينة البيتزا وفردها وتقطيعها على شكل دوائر، دهنتها بالصوص وزينتها بالجبن والخضار، ثم وضعتها قليلاً في الفرن ثم أخرجتها قبل أن تنضج. وبعد أن بردت البيتزا “النصف استوا” قامت  بوضعها في أوعية بلاستيكية قبل تخزينها في الفريزر..!

 

فهل انتهينا؟، كلا!. بعد ذلك وضعت حنان قدراً كبيراً مملوءاً بالسكر والماء على النار وأخذت في تحريكه ببطء واستمرار، وبعد أن تأكدت من نضج “الشيرة” أضافت إليها قطرات من عصير الليمون قبل رفعها من على النار، وبعد أن تأكدت من أنها قد بردت تماماً قامت بتوزيعها في “جركانات” صغيرة وأودعتها الثلاجة حتى تكون جاهزة لتسقية صواني الحلويات من باسطة وكنافة وبسبوسة وغيرها، حال خروجها من الفرن..!

 

في اليوم التالي “قشرت حنان كميات كبيرة من الخضار وقامت بتقطيعه إلى مكعبات صغيرة، ثم انهمكت في توزيعه على أكياس بلاستيكية وأودعته الفريزر ليكون جاهزاً عند عمل شوربة الخضار. ثم قامت بسحن “تشكياة” من المكسرات وأضافت إليها بعض الملح والفانيليا قبل أن تقوم بوضعها في وعاء بلاستيكي مُحكم الإغلاق وتودعها الثلاجة لحين استخدامها في حشو وتزيين الحلويات المختلفة. وبعد الفراغ من كل هذه الأعباء المنزلية “عَجَنت” حنان بعض الحناء ثم “تحنَّنت” حتى لا تقابل رمضان وهي “غبشة”..!

 

في مساء يوم “وقفة رمضان” – وبعد فراغها من كل التجهيزات – قالت حنان مخاطبة زوجها وهي منهمكة في تلميع الحناء التي تخضب أصابع يديها وقدميها بزيت السمسم طمعاً في مزيد من السواد اللامع:

 

ــ الحمد لله، كدا ح نقابل رمضان مستعدين..!

الزوج بابتسامة ذات مغزى:

ــ نسيت أهم حاجة في تجهيزات رمضان..!

ــ “سجمي” نسيت شنو..؟!

ــ إنك تحرصي على ختم القرآن، وتحافظي على صلاة التراويح، وتقاطعي سيرة الناس..!

 

 

 

 

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى