د. عمر آدم قبله يكتب : شجون حديث لمن يهمه الأمر… هجرة الطيور

3 ابريل 2022م

 

قلت في المقال السابق “درت أم جركم”، إن أنواعاً مختلفة من الطيور تأتي مهاجرة من مواطنها البعيدة لتمضي فصل الخريف أو الدرت وأحياناً الشتاء لمناطق السافنا الغنية بشمال دارفور لقضاء موسم التزاوج، حيث يبيض معظمها في هذه المناطق على رؤوس الأشجار أو على الأرض وتبقى هناك حتى تتمكن فراخها من الطيران فتصحبها في طريق العودة الى موطنها الأصل. ومن تلك الأنواع طائر أبو منقور الذي يطلق عليه البعض (أبو تكو). وهو طائر بلون أبيض وأجنحة بريش أسود وله منقار طويل بلون أحمر يميل إلى الأصفر. يستخدم هذا المنقار لحفر مغارات صغيرة على جزوع الأشجار يدخل فيها أنثاه ويغلقه عليها بالطين لتبيض وتفقس فراخها. ويظل الأب يطعم الأم وصغارها لعدة اسابيع حتى تبلغ الفراخ مرحلة الطيران، يفتح بعدها باب العش ويُغادر الزوجان والفراخ الى حيث لا يعلم أحد. ولهذا الطائر صوت موسيقي جميل (أشبه بعزف الطنبور أو ربابة الشكرية بالشرق) ويستمر لفترة طويلة مثل الفاصل الغنائي. وهناك طائر آخر شبيه يسمى (أم صورج ) وهو بلون أسود أو بني وله منقار طويل أيضاً وهو يأتي عابراً في فترة الدرت ويحدث صوتاً متقطعاً وبفاصل زمني طويل نسبياً (صورج، صورج، صورج) وأخذ اسمه من هذا الصوت. وهناك طائر (أم عكار) ولونه رمادي وأجنحته من الداخل وصدره من الأمام لونه أسود. وهذه تبيض على الأرض تحت الأشجار المحاطة بالحشائش. وبيض أم عكار لونه رمادي مُنقّط ببقع سوداء أو بنية. ويقال إنّ (عضة) أم عكار تقتل الأبقار خلال ساعات. وحجم الطائر أكبر من الدجاجة وأصغر من الحبارة. وبذكر الحبار فهو نوعان حبارة أصغر حجماً رمادية اللون ويتداخل على جناحيها اللونان الأسود والأبيض (الحبارة أم دريقات)، والنوع الثاني فهو كبير الحجم وبلون رمادي يميل للأبيض وعلى رأسها حزمة بارزة من الريش يسمونه القرن ومنه أخذت اسمها (الحبارة أم قرن) ومن الطيور الموسمية الصغيرة الحجم (الزرزور) والذي يأتي مع بداية الخريف يستقر على أشجار الغابات ويهبط بأسرابٍ كبيرة حول مصادر المياه المعروفة (بالرهود) ولا أدري لماذا يشرب الزرزور الماء بشراهةٍ ومثله في الحجم طيور (الكتيو) وهي تبني أعشاشها في الغابات القريبة من المزارع وتُهاجم المزارع في بداية نضج المحاصيل وعندما يقولون إن الطير (أكل الزراعة) فإنما يعنون هذه الفصيلة تحديداً. وليحارب المزارعون (الكتيو) فإنّهم يتبعون أسلوباً فيه الكثير من القسوة، حيث يقومون بحرق الأعشاش بما فيها من البيض أو الفراخ ليجبروا الطير على المُغادرة ومن الطيور التي توجد حول مصادر المياه أو الرهود. البلوم والقمري والدباس وهذا الأخير يأتي مهاجراً في بداية موسم الأمطار وأشبه بالحمام المستأنس شكلاً وحجماً، ولكن أسفل أقدامه مغطى بالريش ويسمى أحياناً بحمام المجر أو الجبل وله صوت مثل أصوات الحمام هي تلك التي وصفها أحدهم بالقول (الرهد البقوقي دباسو). ومن الطيور الموسمية المرتبطة بالرهود الوزين أو الوز والذي يشاهد على الرهود الكبيرة بكثافة في المنتصف وهو يعوم. وقد كان كثيراً في منطقة حجر ساري في الرهد المسمى (منيجيرة) والآخر المسمى (أم دُلمبس) وهو بذات الصورة التي يصفها أحد شعراء البطانة

الوزين يعوم ومرات يرش يتشابا

ومرات بره يمرق يتنفض هبابه

ومن الطيور الموسمية الكبيرة الحجم تلك التي تشاهد دائماً وتتغذى على الحشرات مثل الجراد والديدان في وسط الحشائش أو حتى في المياه مثل (أبو رورو) و(الرهيو رهيو) ذو اللون الأبيض والمعروف أيضاً بـ(طير البقر). ومنها كذلك (أبو طنطرة) ذو الساقين الطويلين والخزانة التي تتدلى أمام عنقه والتي يسمى بناءً عليها (أبو السعن) ويكثر هذا الطائر عندما يكون الخريف جيداً. ويصف البعض فترة الأمطار الغزيرة بخريف (أبو السعن). وهناك طير (النعيج) وهو أيضاً كبير الحجم وسيقانه طويلة. مع نهايات الخريف وبداية الدرت يظهر هُنا وهُناك (صقر الجديان) ملك الطيور الذي يمشي بخيلاء وتؤدّة وعلى رأسه ذلك التاج من الريش والذي اتخذه جعفر نميري شعاراً للدولة بدلاً من (وحيد القرن) أو الخرتيت.

ودمتم في حفظ الله ورعايته،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى