صلاح الدين عووضة يكتب : النِقِّي!!

1 ابريل 2022م

أي الرغي..

وعريس أراد تطليق عروسه عقب شهر العسل..

فلما سأله الأقربون عن السبب قال (النِقِّي؛ النقي يا ناس)..

وهو ينطق كلمة نقة (نقِّي) لأنه من بني شائق..

ثم استطرد صائحاً (انتو فاكرين النقي دي هيني؟)..

أي أن زوجته (تنق) فيه كثيراً… كثيراً جداً؛ حتى لم يعد يحتمل العيش معها..

رغم أنه كان يتغزل في (نضمها) قبل الزواج..

كان يقول (والله خشيمها ينقط عسل)؛ ثم يكاد يصيح بلهجة الشايقية (واحلالي)..

فالنقة تحرق أعصاب الرجل؛ وتحيل حياته إلى جحيم..

وفي المقابل هناك ما (يسوِّد عيشة) المرأة من تلقاء الرجل..

فمن الرجال من هو (بصباص)… ومن هو بخيل… ومن هو (بتاع مزاج)..

ولكن لماذا تُظهر المرأة نفسها دوماً على أنها ضحية الرجل؟..

وتُكثر – من ثم – من (نقة) المطالبات بوقف العنف الذكوري ضدها؟..

وقبل سنوات شهدت بلادنا حملة الـ(16) يوماً النسوية..

حملة هدفها سن قوانين تحمي المرأة من عنف الرجل؛ وكانت ذات (نقِّي) عظيمة..

وامتلأت فضاءات – وفضائيات – بلادي بالنقة..

طيب؛ من يحمي الرجل – في المقابل – من عنف المرأة؟..

ولا يقتصر العنف على (النقة) وحسب..

وإنما هنالك أشياء أشد عنفاً..

فكم من رجل أودى به شيءٌ قاتل – أو أداة قاتلة –  من تلقاء زوجته..

سمها… أو ساطورها… أو (يد هونها)؟..

بل إن من الرجال من حرمته زوجته من الذي يجعله (في عداد الرجال)..

وبلادنا شهدت نماذج من مثل هذه الجرائم..

الجرائم ذات البتر المُذل..

وفي السعودية انزعج الأزواج من قصة مماثلة..

قصة الزوج الذي تمنى الموت بعد أن لم يعد يعرف إلى أي (جنس) ينتمي..

وفي مصر كانت قد انتشرت ظاهرة (أكياس الجثث)..

جثث الأزواج المقتولين بأيدي زوجاتهم..

وامتلأت الصحف برسومات كاريكاتورية ساخرة… وخائفة… ومرعوبة..

وفي أحدها مطالبة الشرطة بفحص أي كيس تحمله امرأة..

فربما لا يكون المحمول هذا لحمة… أو خضاراً… أو فاكهة… أو فرخة جمعية..

بل هو زوجها المسكين (مقطع حِتت… ليُرمى للقطط..)

وأصبحت حقيقية مقولة عادل إمام (كل واحد ياخد باله من لقاليقه)..

فالرجال – إذن – هم أيضاً ضحايا لعنف النساء..

بل حتى عنف التحرش اللفظي – والجسدي – لم يعد قاصراً على الرجال..

صحيح هو موجود منذ القدم..

بدلالة قصة نبي الله يوسف مع امرأة العزيز..

ثم قصته مع (نسوة المدينة) – من بعدها – ليتمنى السجن هرباً منهن..

ولكنه أضحى (ظاهرة) الآن… تتناولها تحقيقات الصحافة..

وتعج بها محاضر الشرطة..

فمن يحمي الرجل من عنف المرأة ذي القطع… والبتر… والمراودة؟..

طيب؛ ما المطلوب الآن؟..

مطلوبٌ أن يكون هنالك يومان للرجال… أسوة بأيام النساء الكثيرة..

واحدٌ منهما يُسمى (الليلة يوم الرجال)..

ويكون مخصصاً لمناهضة العنف ضد الرجل… مقابل مناهضة العنف ضد المرأة..

والثاني يُخصص لأمرٍ واحد فقط..

النقـــــِّي!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى