شاكر رابح يكتب: مُحاربة الفساد

31مارس2022م 

استشرى الفساد في كافة مفاصل الدولة بأشكال وأنواع وأساليب مختلفة ومتنوعة، بعد ثلاثة اعوام من عمر ثورة ديسمبر المجيدة والواقع المتردي الذي يعيشه الشعب السوداني هذه الأيام، يعود إلى فساد الأخلاق وضعف الواعز الديني وغياب هيبة الدولة.

النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو “حميدتي” يرى الفساد المشكلة الكبرى في السودان، وقال «انه اتفق مع رئيس مجلس السيادة البرهان على محاربة المفسدين حتى لو كانوا أولادنا».

الفساد بمفهومه العام هو (التغيير من الحالة المثالية الى حالة دون الحالة المثالية)، وله أسباب وأشكال وأنواع متعددة، اما اسبابه تتمثل في الفقر والجشع، تدني الأخلاق، ضعف المشاركة الشعبية في المؤسسات الرقابية، عدم وجود شفافية، ضعف القانون، عدم وجود حرية إعلامية واقتصادية، ازدياد الفاقد التربوي وتدني مستوى العملية التعليمية والتربوية، أما أساليبه تتمثل فى الرشوة، الاختلاس والسرقة والاحتيال، الكسب غير المشروع، الابتزاز، أما أنواع الفساد تتمثل في الفساد السياسي ويُعد من أسوأ الأنواع وهو استغلال واساءة استخدام السلطة، كذلك الفساد الإداري الذي يتمثل في المحاباة والتسيب واستغلال النفوذ، كذلك عدم احترام أوقات ومواعيد العمل في الحضور والانصراف أو تمضية الوقت في قراءة الصحف واستقبال الزوار، والامتناع عن أداء العمل.

معجم اكسفورد يعرف الفساد بأنه “انحراف او تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة”.

عجز الحكومة في محاربته عقب الثورة مما جعل “منظمة الشفافية العالمية” الإبقاء على السودان في ذيل قائمة مؤشر مدركات الفساد وابقى عليه في المركز 174 من ضمن 180 دولة.

أعتقد أن اهتمام الدولة ومن اعلى المستويات بمحاربة الفساد مؤشر جيد، ويتطلب ذلك بذل مزيد من الجهود في مجال إصلاح مؤسسات الدولة المنوط بها الرقابة المالية والادارية والقانونية.

وفي تقديري، محاربة الفساد تتطلب استكمال المؤسسات العدلية، وتشجيع قيم الشفافية والمحاسبة وتفعيل القوانين للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى