الفنان عادل مسلم لمنصة (شهد البوح) في تويتر: الفن ليس بمنأى عن تردي كل النواحي خلال الثلاثين عاماً الماضية

سأغني: “كنداكة بت بلدي.. زغرودتك السمحة.. زادت حماس شعبي”

 

قال الفنان عادل مُسلَّم خلال استضافته على منصة شهد البوح في تويتر للزميل يوسف النعمة، إن اكتشافه لمقدراته كان منذ بواكير حياته في مدرسة دمبو بلنارتي  الابتدائية المختلطة بدنقلا.. من خلال اهتماماته حينها بتلحين الأناشيد المدرسية.. ومنذ ذلك الوقت تطوّرت موهبته عبر المشاركة في الجمعيات الأدبية بمتابعة الأستاذ محمد علي الذي لاحظ صوته ودفعه للمشاركة في المناشط المدرسية.

وأضاف الفنان مُسلَّم أن البداية الفعلية لمشواره الفني انطلقت من اتحاد الأدباء والفنانين بمدينة بورتسودان والذي كان اتحاداً متميزاً بروابطه المختلفة عن كل الاتحادات في السودان حيث توجد بداخله “رابطة الفن الحديث”، و”رابطة الفن الشعبي”، بالإضافة إلى “رابطة الأدباء”، و”رابطة المسرحيين”  و”رابطة التشكيليين”.

وأوضح مُسلَّم أن تمازج روابط الاتحاد في بورتسودان أثمر عن بيئة صالحة جداً حفزته لممارسة هوايته بارتياح، بحسبان أن هناك من سبقوه وقاموا بتوجيهه التوجيه الصحيح مثل رئيس الاتحاد حينها ـ عليه الرحمة ـ فاروق محمد صديق، إلى جانب الفنان حيدر محمد عثمان الشهير بـ”حيدر بورتسودان” الذي استفاد منه عادل كثيراً من خلال دعواته المتكررة له كي يشاركه الغناء في بعض الحفلات حتى يتعرف الناس على صوته، وان تلك المشاركات كانت مساهمة كبيرة من الفنان حيدر، في خلق قاعدة جماهيرية للتعرف على صوت جديد ، مؤكداً أن ذلك السلوك والدعم كان ديدن أغلب الفنانين في تلك الفترة.

 

وحول أول أغنية قام بتلحينها ولم يقدمها للجمهور لأنه لم يستأذن صاحبها، قال الفنان عادل مُسلَّم إنها كانت قصيدة الأميرة التي وجدها في إحدى الصحف للشاعر مختار دفع الله:

لما زارتنا الأميرة

ساطعة زي شمس الظهيرة

وأوضح أنه تعامل مع النص بعفوية البدايات دون البحث عن شاعرها الرقم الذي لا يمكن تجاوزه، مشيراً إلى أنه بدأ في لحنها ذات مرةً أثناء ذهابه إلى مقر الاتحاد وقد وجد مجموعة من العازفين يعزفون لوحدهم، الأمر الذي دفعه كي يطلب منهم عزف لحنه الجديد حيث قام بتلقينهم اللحن، ما جعل كل الموجودين بالاتحاد لحظتها، يلتفون حول خشبة المسرح للاستماع للحن.

وذكر الفنان عادل مُسلَّم أنهم الآن في أشد الحاجة إلى مسارح على الهواء الطلق حتى يقدموا أغنياتهم للناس دون مقابل كمغنين أو عازفين على حد سواء، وأن تلك أمنية يرجون تحقيقها، ولكن الوضع الحالي غير آمن.. وكشف مُسلَّم أن لديه عملا جديدا يحتاج للمنبر الذي يقدمه من خلاله للناس وهو عن “الكنداكة” عرفاناً وتقديرا لما قدمته للثورة المجيدة من كلمات الشاعر يوسف حمد النيل ويقول مطلعها:

كنداكة بت بلدي

زغروتك السمحة

زادت حماس بلدي

بهيّة منشرحة

وتزيّن الفرحة

بأحلى انشودة

الغنوة محشودة

كنداكة معروفة

معروفة دغريّة

بثورة محميّة

افكارا سلميّة

سلميّة مدنيااااا

وأفاد الفنان عادل مُسلَّم أن الوضع الفني بشكل عام ليس بمنأى عن التردي الذي أصاب كل النواحي الحياتية في السودان خلال الثلاثين عاماً الماضية، مشيراً إلى أن تدني الذوق العام كان مرتباً له من خلال النظام السابق الذي حارب الغناء الجاد بمنع الحفلات، الأمر الذي تسبب في ظهور أعمال ركيكة وغير جادة، وأن الأسوأ من ذلك إتاحة الفرصة لغير الجادين للظهور في المنابر الإعلامية في الوقت الذي تتم فيه محاربة الجادين.

وأكّد الفنان عادل أنّ تلك الطريقة في مُحاربة الجادين وقتها كانت قائمة على تخطيط وورش للنظر في أمر المنتوج الجاد والموسيقى المكتملة وتم الترتيب لذلك بتلك الكيفية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى