فى أم روابة.. صناعة (الأزيار) مهنة الفقراء المُبدعون

 

تقرير: عبد الوهاب ازرق         25مارس2022م 

الثقافة المادية السودانية ، والفلكلور زاخر بتنوُّع في الأشياء المادية ، مثل الأزيار المسجلة بماركة صناعة محلية ، وتوجد في  كل بيت سوداني ، وهي لا غنىً عنها في الحياة اليومية ، تروي عطشنا ، حتى الطير تشرب من نقاع الزير ، في صورة متأصلة في الشعر السوداني ، ورسمت أبعاد لوحة سريالية ، ولكننا نجهل كيفية صناعته ، وما يعانيه صناع الأزيار ، بملامحهم السمراء ، وهم الغبش التعابة في هجر الشمس ، ولهيب النار ، في الصناعة ،  وانتظار الرزق من رب العباد الواحد الجبار.

رحلة البحث

في حوارات جانبية مع صانعي الأزيار بمحلية ام روابة ، عرفت أن الذين يعملون في حرفة صناعة الازيار بمدينة أم روابة بشمال كردفان قادمون من ولاية جنوب دارفور ، وأنهم أسرة واحدة ، تقطن بنيالا الحارة السادسة ، وانهم أهل وأسر متفرعة ، أتت بها ظروف الحياة للبحث عن الرزق.

واقعٌ أليمٌ

تقطن الاسر جميعها في رواكيب صغيرة مُشيّدة بمكان صناعة الأزيار، التي يطلقون عليها مصانع ، وفي المساء ينامون في راكوبة واحدة كبيرة ، وتلاحظ بينهم أعداد كبيرة من الأطفال في عمر المدرسة ، لكن ظروف الحياة جعلتهم خارج المدرسة . وقالت إحداهن ، إنهن قرابة المائة فرد ، وليس بينهن رجال ، فقط نساء وأطفال.

حكت الطالبة “ز. ب. ھ” قائلة إنها قادمة من مدينة نيالا ، وتدرس بالصف الثاني ، المرحلة الثانوية ، لكنها جمّدت الدراسة للظروف الاقتصادية، ومعها والدتها، أما الوالد وبقية الأسرة فهم بنيالا ، وقالت إن كل من يعمل بصناعة الأزيار من اسرة واحدة توارثوا الصناعة وأصبحوا يجيدونها.

 

صناعة مرهقة

تشبه صناعة الأزيار صناعة دق الطوب الاخضر، والمواد المستخدمة نفس المواد ، وهي الطين الاخضر ، روث الحيوانات ، نشارة الخشب ، وتشترى الجوال بمبلغ “500” جنيه ، من تجار يأتون بها للمصنع. وأفادت “ز” في اليوم تتم صناعة نحو “10” أزيار في حالة البرودة، وقالت ان الصناعة تقل حينما تكون الأجواء ساخنة.

تفاوت الأسعار

توجد مقاسات وأحجام مختلفة للأزيار، تتراوح اسعارها بين 2000 – 2500  جنيه ، كما توجد أدوات الجبنة بكل أنواعها بصناعة فخارية مزركشة ، ومتعددة الاشكال والألوان . وكشفت “ز” أن معدل البيع في اليوم بين “4 – 5 ” ازيار، وأحيانا يأتي التجار ويشترون ما بين 10 – 15 للتاجر الواحد.

رحلة العودة

كشفت “ز” مع دخول الخريف نعود الى نيالا بجنوب دارفور عبر البصات لنلحق بالزراعة، التي هي الحرفة الأخرى نُمارسها في الخريف.

رسالة ونداء

طالبت إحداهن بأن أوصل رسالة الى الجهات المختصة بحاجتهن الى المشمعات والسكن، لجهة أنهن يسكن في رواكيب.

خاتمة

نتمتع بشرب الماء البارد عبر الزير في ثقافة سودانية فريدة، تحترفها أسر فقيرة، وشرائح ضعيفة، مبدعة في عملها ومكتسبة رزقها الحلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى