بشمال كردفان.. (الصيحة) تكشف تردي الوضع التعليمي وغياب أبسط الخدمات 

 

 

 معاناة وفقر والوزارة أصابها نوم أهل الكهف

 يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وانعدام خدمات المياه والحمامات

 فصل دراسي واحد به (109) تلاميذ وتلميذات

 يعيشون على (أمل) يبثه المعلم في دواخلهم وسط بيئة تعليمية طاردة

 طالبة معاقة: حلمي أكون رائدة فضاء وأخرى طبيبة

رسالة لمدير عام التعليم:

 امتطي سيارتك الفارهة صوب المدارس الطرفية سترى العجب العجاب!!

نداء لوالي شمال كردفان:

 أطلق يد المالية لإصلاح البيئة التعليمية قبل فوات الأوان

 

—————–

رصد/ معتصم حسن عبد الله         24مارس2022م 

 

في زيارة ميدانية، قامت بها (الصيحة) للمدارس الطرفية بمدينة الأبيض التضامن ١٤ وسعد بن أبي وقاص بحي شيكان ١٨ ومدارس أخرى، جميعها بمرحلة الأساس غربي وجنوب واجزاء متفرقة من المدينة، حيث المعاناة بأم عينها تتحدث عن نفسها.. فكانت أسئلتي محدودة لأن الحال يغني عن السؤال.. وكشفت الصحيفة، عن الوضع التعليمي المتردي بهذه المدارس وهذا هو حال البيئة التعليمية بحاضرة الولاية مدينة الأبيض، أما الحال بالأرياف وخاصة المناطق النائية تعاني أكثر ويقوم أولياء أمور التلاميذ مقام الوزارة…

 

 مُعاناة التلاميذ:

وسط غياب تام لحكومة الولاية ووزارة التربية والتعليم، فان المدارس الطرفية تعاني أشد المعاناة وتشكو مر الشكوى ولا حياة لمن تنادي.. التلاميذ يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وانعدام مياه الشرب والإجلاس والكتاب المدرسي والأطفال التلاميذ في العراء بلا أسوار تحيط بالمدارس وأبسط الخدمات الضرورية لا توجد.. هل تصدقون أن التلاميذ يذهبون للمنازل المجاورة لمدارسهم لاستخدام الحمامات..؟

 

 المواطن المغلوب على أمره:

التعليم في المدارس الطرفية تولى أمرها المواطن المغلوب على أمره، مكابدة في الحصول على لقمة العيش والبحث عن مياه الشرب والعلاج وفوق هذا وذاك رفعت حكومة الولاية يدها تماماً عن التعليم والوزارة مكتوفة اليدين، تاركين الفقراء في حيرة من أمرهم، فقط الجهات الرسمية دورها تطلق الوعود وراء الوعود ولا تنفذ أبسط المطلوبات، كيف لا ينهار التعليم والحكومة تخلت عن مسؤوليتها تجاه التلميذ والمعلم والمدرسة وتحمل كل المطلوبات التعليمية من الألف إلى الياء.. المواطن الفقير تحمّل مهام الوزارة فصار الحمل ثقيلاً لا يُطاق.

 

 فصول مكتظة بالتلاميذ:

مديرة مدرسة التضامن ١٤ ووكيل المدرسة أكثر ما شد انتباهي واستوقفني في حديثهما بأن المدرسة فصولها مكتظة بالتلاميذ (109) تلاميذ وتلميذات في الفصل الواحد وأدناها (84) والمدارس هناك مختلطة، وتضاف لذلك المعاناة والنقص في كل وسائل العملية التعليمية.. ولكم أن تتخيلوا كيف يستوعب التلميذ الدرس من معلمه…؟

 

 وعود كاذبة!!!

وعود كاذبة تطلق على الهواء الطلق.. ويدور سؤال محوري أين وزارة التربية والتعليم وحكومة الولاية؟؟.. فكان الرد من الحاضرين وعود وعود.. فقط دون جدوى..!!

 

 معاقتان حركياً: نطالب بوسائل حركة

من خلال الوقوف الميداني على المدارس الطرفية بمدينة الأبيض، شاهدت بمدرسة التضامن ١٤ التلميذة (منى يوسف) الصف السادس معاقة حركياً تبدو عليها قوة الإرادة، توجهت لها بالسؤال (دايرة تبقي شنو في المستقبل)، اجابتني بكل عزيمة قوية حلمي أكون (رائدة فضاء).. وسألت معلمتها عن مستواها الأكاديمي فردت تلميذة متميزة في دروسها خاصة اللغة الإنجليزية.. تلميذة أخرى (الرضية الصافي) بمدرسة عبد الرحمن النجومي معاقة حركياً قالت اتمنى أن أكون طبيبة ودا أملي إن شاء الله هذا ما قالت.. فقط طالبت التلميذة الأولى وكذا الثانية بوسائل حركة نتيجة المعاناة الكبيرة في الوصول إلى المدرسة.

 

منظمات المجتمع المدني غابت أم غُيبت..؟

هنا السؤال موجه إلى مفوضية العون الإنساني هل قامت بزيارة هذه المدارس برفقة الداعمين.. والولاية تعج بمنظمات المجتمع المدني، التقصير من المفوضية لماذا لا تسخر دعم المنظمات لصالح المدارس الطرفية والمواطن في هذه الأحياء فقيرٌ في أمس الحاجة للمساعدة.

 

 الجهد الشعبي:

جميع المباني بهذه المدارس على قلتها سواء كانت بمواد ثابتة أو قشية من الجهد الشعبي بعد أن بَحّ صوت اولياء أمور التلاميذ تجاه المسؤولين بالوزارة والمحلية وحكومة الولاية.

 

 رسالة لمدير عام التعليم:

الوزارة يبدو أصابها نوم أهل الكهف.. على المدير العام لوزارة التربية والتعليم بشمال كردفان ترك مكتبه المكيف والتقليل من اجتماعاته المتكررة مع الوالي، وعليه أن يمتطي سيارته الفارهة صوب المدارس الطرفية والوقوف ميدانيا على البيئة التعليمية لمشاهدة المعاناة وسترى العجب العجاب، وعليك الاستماع لشكاوى المعلمين والتلاميذ واولياء أمورهم وإيجاد الحلول العاجلة للمشكلات وهي أبسط مقومات الحياة التعليمية هل يُعقل، انّ الوزارة وحكومة الولاية لا تستطيعان توفير مياه الشرب وتشييد الحمامات للتلاميذ والمعلمين وتوفير الظل لهم من جراء الحر والبرد.. ادعوك المدير العام للتعليم بشمال كردفان أن تبدأ يومك العملي قبل الجلوس على كرسي مكتبك الفخيم، أن تبدأ كل يوم بمدرسة طرفية للوقوف على أوضاعها وأنت توليت هذه المسؤولية من أجل ترتيب أحوال التلاميذ والمعلمين وتحسين البيئة المدرسية، هذا هو الهدف الجوهري لمهامك كمدير عام تقوم مقام الوزير.

 

نداء لوالي شمال كردفان:

هذه مسؤولية على عنقك.. أن يعطش ويجوع ويعاني أبناؤك على مرمى حجر من قصرك هذا تقصير.. ذهب يوسف وجاء بشير والحال كما قيل: (فات أحمد وحاج حاج أحمد) تغيير الأسماء فقط لا يجدي.. أطلق يد وزارة المالية لإصلاح حال التعليم الذي يمثل العلاج الحقيقي للفقر الذي ضرب الولاية من أقصاها إلى أدناها، وجِّه مفوض العون الإنساني أن يحشد طاقات وإمكانات منظمات المجتمع المدني لدعم التعليم بالمدارس الطرفية قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى