مُبادرة الاتحادي.. هل ينجح الميرغني في حل أزمة البلاد؟!

 

الخرطوم: وفاق التجاني   21مارس2022م

تتطلع الأحزاب السياسية في السودان لإيجاد حلول إسعافية للخروج  من النفق المظلم الذي قبع فيه السودان لأكثر من خمسة اشهر، وبالفعل طرح عددٌ من الكتل السياسية مبادرات من شأنها تجسير هوة الخلاف بين المكونين، فيما لحق الحزب الاتحادي الديمقراطي أخيراً بركب المبادرات الوطنية، وطرح على لسان رئيسه مُبادرة وطنية للحوار السوداني السوداني للخروج من هذه الأزمة، وربط ذلك بعودته للبلاد في الأيام القادمة.

وأعلن رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وزعيم طائفة الختمية محمد عثمان الميرغني الجمعة الماضية، طرح مبادرة وطنية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، كما كشف عن قرب عودته للسودان لإعلان الوحدة الاتحادية.

ترتيب عالٍ

وغادر الميرغني السودان في العام 2013 متخذاً من القاهرة مقراً، له فيما تسرّبت أنباء متقطعة خلال العامين الأخيرين عن تدهور وضعه الصحي، وظهر مرشد الطريقة الختمية الجمعة في تسجيل مصور غير محدد التاريخ بدا فيه بوضع صحي جيد وترتيب عالٍ، وقال إن البلاد تمر بمرحلة دقيقة تستدعي من الجميع التوجه نحو الوفاق الوطني الشامل لتجنيبها المخاطر والمهددات. وأضاف: إننا نعلن مع بعض القوى السياسية من أبناء الشعب السوداني لطرح مبادرة وطنية تجمع القواسم المشتركة لكافة أبناء الوطن وندعو القوى السياسية والمجتمعية للقبول به. ودعا الميرغني رئيس مجلس السيادة والأطراف السياسية لحوار سوداني – سوداني جامع دون إقصاء لأي جهة أو تمكين لآخر حتى تتحقّق قيم ثورة ديسمبر مع التمييز الإيجابي للشباب والمرأة.

 دعم المبادرة

وحث الميرغني، الفصائل الاتحادية على دعم مبادرة الوفاق وتأييد العمل التنسيقي المشترك كمرحلة أولى نحو الوحدة الاتحادية والإسهام في القضايا الوطنية لتحقيق آمال وطموحات الشعب السوداني في العدالة والسلام والحرية، وكشف زعيم الحزب الديمقراطي عن قرب عودته للبلاد دون أن يحدد موعداً قاطعاً، وقال حرصاً منا على مواصلة إسهامنا في العمل الوطني نعلن قرب عودتنا لأرض الوطن، وقد كلفنا السيد جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب بالعودة إلى السودان لمتابعة الوحدة الاتحادية. وشدد على ضرورة تأكيد مبدأ عدم الإفلات من العقاب “وفاءً لأرواح شهداء ثورة ديسمبر”، كما طالب بإعلان نتائج التحقيق في جريمة فض الاعتصام.

ملامح المبادرة

وعلى الرغم من أن الميرغني لم يحدد ملامح للمبادرة المرجوة، إلا أن   القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي مالك درار أكد لـ(الصيحة) أن الفترة القادمة ستشهد أعمالا دؤوبة للحزب الاتحادي الديمقراطي لحل الأزمة السياسية الراهنة، مشيرا الى أن المبادرة تشدد على الحوار الوطني الداخلي، للأحزاب السياسية  والتوصل لاتفاقيات بصورة واضحة تمهد للخروج من الأزمة السياسية.

 

وكان القيادي بالاتحادي الأصل جعفر حسن قد قال  في تصريحات سابقة لـ(الصيحة)، إن الحزب يتفق مع أي طرح أو مبدأ ينادي بخروج المكون العسكري من المشهد السياسي، وقال: “نحن نتفق مع أي طرح ينأي بالمؤسسة العسكرية من العمل السياسي، وتابع إن الوثائق والمبادرات عموماً تعتبر وسيلة للتحول المدني الديمقراطي، ونحن نتفق مع أي عمل يحقق شعارات الثورة الحرية والسلام والعدالة”.

حاضنة سياسية

بينما أشار المحلل الساسي محمد الدومة إلى أن المبادرة التي يقودها الحزب الاتحادي الأصل لن تنجح، وأرجع ذلك للبيئة السياسية التي لن تحتضن اي مبادرة، وأشار إلى أن المبادرة التي يقودها الاتحاديون والميرغني لا عيب فيها ولا في الأشخاص الذين يقودونها، لكن المشهد السياسي لن يتقبل أي مبادرة، مشيراً إلى أن هناك العديد من المبادرات التي تم طرحها لكنها باءت بالفشل، مؤكدا أنه لا توجد حلول لهذه الأزمة الا بخيارين وهما اما العودة لما قبل ٢٥ أكتوبر والتي يدعمها الاتحاد الأفريقي بشدة، أو الرهان على جهود لجان المقاومة بإسقاط الحكومة للمرة الثالثة كما تم إسقاط البشير.

ويعد الحزب الاتحادي الديمقراطي من أكبر الأحزاب الطائفية في السودان بجانب حزب الأمة القومي، لكنه عانى غضون السنوات الماضية من خلافات عميقة قادت لتقسيمه لفصائل عديدة بعضها دعم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير حتى سقوطه.

تقليل فرص

وذهبت قوى الحرية والتغيير في نفس اتجاه المصدر السابق، حيث قللت من المبادرة التي طرحها رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني لحل الأزمة السياسية بالبلاد، وأكد القيادي بقوى الحرية والتغيير المهندس عادل خلف الله رفضه لأي مبادرة لا تقوم على إسقاط الانقلاب، وأكد عدم تلقيهم في الحزب أي مبادرة من الحزب الاتحادي الأصل، وشدد في تصريح لـوسائل إعلامية على ضرورة حشد الإرادة الشعبية لإسقاط الانقلاب وإنهاء الدور السياسي للقوات المسلحة وتنفيذ الترتيبات الأمنية وبناء جيش وطني حديث ومقدر. ووضع برنامج وطني اسعافي لوقف التدهور الاقتصادي وحل الضائقة المعيشية لتخفيف الضغط على المواطنين وتوفير الظروف الملائمة لقيام انتخابات نزيهة والحرص على نظام ديمقراطي.

بادرة إيجابية

بينما وصف القيادي بالحزب الوطني الاتحادي يوسف محمد زين، مبادرة الميرغني بالإيجابية وأنها تدعو للحل السياسي. وفي رده على سؤال حول مدى إمكانية تحقيق الوحدة الاتحادية التي أشارت إليها المبادرة، قال هناك أكثر من مبادرة في هذا الإطار. ونوه يوسف إلى أن هنالك أسباباً موضوعية أدت إلى انقسامات داخل الحركة الاتحادية، ومتى ما انتهت هذه الظروف ستتحقق الوحدة بعد مخاطبة جذور الأزمة التي أدّت الى ذلك. واعتبر أن دعوة الميرغني لتشكيل لجنة تنسيقية كمرحلة أولى يتم فيها تمثيل كافة التيارات الاتحادية ستحفظ لكل كيان أو فصيل كينونته الى أن تتحقق الوحدة الاتحادية. وشهد الحزب في الفترة الأخيرة عدة انقسامات، تحاول قيادات بارزة به لَمّ شمل الحزب الاتحادي، ليتمكّن من العطاء بشكل أكثر فاعلية في المشهد السياسي، إلا أن هناك كيانات داخل الحزب تعارض بشدة مبادرات لَمّ الشمل وذلك بحسب قيادات في الحزب وينقسم الحزب الآن الى  أكثر من ثلاثة تيارات منها الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والحزب الاتحادي الديمقراطي القيادة الجماعية والتجمع الاتحادي المعارض والمسجل.!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى