معاقبة أمريكا للجيش.. هل تمنح روسيا تفوُّقاً في السودان؟

 

تقرير: صلاح مختار        4فبراير2022م

لوّحت الولايات المتحدة الأمريكية في جلسة الاستماع للكونغرس بمعاقبة القادة العسكريين السودانيين.

وقال مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية مولي فيي، إن الولايات المتحدة الأمريكية أوضحت للقادة العسكريين في السودان، أن واشنطن مستعدة لفرض عقوبات إضافية إذا استمر العنف ضد المتظاهرين. وبحسب ما ذكرت مولي أنهم يدرسون حالياً خيارات أخرى لزيادة الضغط على المكون العسكري. وأفادت أنهم يراجعون كل الأدوات الكاملة التقليدية وغير التقليدية والمتاحة لهم لتقليل الأموال والمساعدات للقيادة العسكرية السودانية، إضافةً الى عزل الشركات الأمنية التي يسيطر عليها الجيش

ولكن مراقبون يرون بأن التهديد بالعقوبات او التلويح به سيفتح الباب امام دول منافسة في المنطقة وخاصة روسيا لإبعاد امريكا والسيطرة على المنطقة، فضلاً عن ترقب الصين لملء الفراغ.

فيما صرح مسؤول امريكي بأن امريكا لن تفرض عقوبات على شخصيات سودانية وفق ما نقلت عنه قناة الشرق.

فهل معاقبة الجيش السوداني ان تمت، ستفتح الباب امام روسيا للولوج اكثر في السودان؟ ام تبعد امريكا هذا الخيار وتفضل العمل من الداخل لإيجاد حل للأزمة؟

العصا والجزرة

يرى مراقبون أن استراتيجية واشنطن في السودان تبنى للمحافظة على  مصالحها وإيجاد نظام يحقق ذلك, ولكن البعض يرى أنها في العلن تحافظ على دعمها المُطلق للمدنيين، ولكنها تخفي مُساندتها للجيش السوداني لاعتبارات كثيرة، منها لأنه الجهة الوحيدة القوية الآن في السودان يمكن من خلالها المحافظة على مصالحها التي تنتهي عندها أمنها القومي، بالتالي تمضي في سياسة (العصا والجزرة) التهدئة تارة او التصعيد في التعامل مع الأوضاع في السودان للخروج بأقل الخسائر في نفس الوقت منع تمدد النفوذ الروسي والصيني.

تدابير عقابية

ولأن مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية مولي فيي قالت أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة أوضحت للقادة العسكريين في السودان أن واشنطن مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية إذا استمر العنف ضد المتظاهرين، كذلك تدرس خيارات لزيادة الضغط على الخرطوم، الا ان مسؤولاً أمريكياً كبيراً قال لـ(الشرق)، إن الإدارة الأمريكية لم تتخذ أي قرار بشأن فرض عقوبات على شخصيات في السودان، لافتاً إلى ضرورة أن يشمل التشاور كل الأطراف من أجل المضي قُدُماً في العملية السياسية، وأعرب المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن دعم واشنطن للجهود التي تقودها الأمم المتحدة بالتشاور مع الاتحاد الأفريقي، والدور الذي يقوم به المبعوث الأمريكي إلى السودان ديفيد ساترفيلد، لجلب الأطراف إلى طاولة الحوار للاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتفهم “هواجس” بعض قوى الحرية والتغيير وتجمُّع المهنيين السودانيين المعارض؛ لكنه اعتبر أنه يجب التشاور مع الجميع والحفاظ على التوازن، لتحديد الشكل الذي يجب أن تتخذه عملية الانتقال.

وحول سؤال عن موقف الإدارة بشأن فرض عقوبات على قادة عسكريين بالسودان، كما يطالب بعض أعضاء الكونغرس، قال المسؤول: (أدعم عملية مراجعة داخل كل أجهزة الإدارة الأمريكية للنظر في هذا الأمر، لتحديد إيجابيات وسلبيات أي خطوة متعلقة باتخاذ تدابير عقابية، لكن لم يتخذ أي قرار بعد).

خطوة سلبية

روسيا تُراقب الوضع عن كثبٍ، وأي خطوة سلبية من أمريكا ستواجه باعتراض او تدخُّل من روسيا او الصين، وسبق أن أعلنت دعمها لإرادة السودانيين “الذين يدافعون عن التحرر من التأثيرات الخارجية”.

وبحسب تغريدة للنائب الروسي فيتالي ميلونوف، قال إن سياسة واشنطن في السودان فاقمت من الوضع الاقتصادي في البلاد. مبينا أن سياسة رفع الدعم التي فرضتها واشنطن في السودان أدت إلى تفاقم الأزمة، حيث “يتضور الناس جوعا” على حد تعبيره. بالتالي يرى خبراء أن الموقف الروسي ظل داعماً للسودان وشعبه دون أي تدخلات واجندات.

وقال المحلل السياسي ابراهيم آدم، ان الموقف الروسي سيكون قريباً من السودان، وإن اي خطوة من الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن ستواجه باعتراض و(بلوك) من روسيا والصين، غير انه استبعد في حديث لـ(الصيحة) أن تَقدم أمريكا بفرض عقوبات على قادة او الجيش السوداني لاعتبارات كثيرة، منها ان الجيش السوداني يشارك في تحالفات تدعمها الولايات المتحدة الامريكية في الخليج، بالإضافة إلى علاقات الجيش الجيدة مع نظيراتها في الخليج او مصر، ورجّح بأن تميل الولايات المتحدة في سياستها تجاه السودان إلى الاستمرار في دعم مبادرة فولكر وممارسة الدبلوماسية الخشنة للوصول الى حل لازمة الحكم في السودان.

تدابير الضغط

وكانت روسيا، أعلنت عدم موافقتها على تدابير الضغط السياسي والمساومات السياسية العالمية تجاه السودان، واعتبرت أنّ محاولات جر السودانيين للنزول إلى الشارع ستؤدي إلى زيادة زعزعة الاستقرار، وقالت مندوبة روسيا لدى مجلس الأمن عقب بيان قدمه رئيس بعثة يونيتامس عن السودان، إنه لا يمكن فرض حلول سياسية واقتصادية وديمقراطية جاهزة للسودان من الخارج، كما أنه لا يمكن تسييس المُساعدة المالية والاقتصادية التي تقدم الى السودان، لأن ذلك سيؤدي لكثير من الانشقاقات في المجتمع السوداني، وأكدت معارضة بلادها إنشاء مقرر خاص لمجلس حقوق الإنسان بشأن السودان، وأكدت أن روسيا ستعمل مع الأطراف المانحة حتى يتمكّن السودان من الحصول على الدعم المالي دون أي عرقلة أو تعليق، وشددت على ضرورة أن تكون هناك علاقات غير سياسية مع كل المجموعات بالشعب السوداني بدون أي تدخُّل خارجي، كما أكّدت ترحيبهم بقرار البرهان الخاص بإجراء الانتخابات في يونيو 2023 والتزامه باتفاق جوبا للسلام.

مشروع قرار

وأفلحت روسيا والصين في إبطال مشروع قرار في مجلس الأمن بخصوص السودان. وقال دبلوماسي إن روسيا والصين أفلحا في توجيه الجلسة نحو دعم خطوات الحوار بعيداً عن الحديث بعقوبات مع التأكيد على ضرورة التوافق بين الأطراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى