عبد الله مسار يكتب : ود لبات وتعلُّم الزيانة في رأس السُّودانيين

17مارس2022م

ولد لبات يساري موريتاني، عمل في النظام العسكري الديكتاتوري الذي حكم موريتانيا عشرين عاماً، والذي رأسه ولد الطائع وزيراً للخارجية وهو نظام وقفت فرنسا على قيامه عبر المخابرات الفرنسية.

ود لبات هو ظل للمخابرات الفرنسية، حيث جاءت به فرنسا مستشاراً لرئيس المنظمة الفرانكفونية الرئيس السنغالي الأسبق عبدو ديوف، ثم اُبتعث رئيساً للمنظمة في تشاد، والتقى هناك بالسيد موسى فكي وزير خارجية تشاد ورئيس وزرائها الذي اُنتخب ليكون رئيساً لمفوضية الاتحاد الأفريقي في ابريل 2017م.

ثم جاء فكي بعد انتخابه رئيساً للمفوضية بصديقه ود لبات ممثلاً للاتحاد الأفريقي في رواندا، وقام بمهام أخرى، وفي نفس عام 2017م عُيِّن ود لبات مستشاراً خاصاً لرئيس مفوضية الشؤون الاستراتيجية وهو منصب صنع من الدول الغربية لتنفذ به الى لحم العمل الأفريقي المشترك.

ثم تدخّل ود لبات في أفريقيا الوسطى 2018 – 2019م، حيث كان الصراع الفرنسي الروسي، ومنع الرئيس توادورا تدخُّل ود لبات في شأن بلاده سواء كان مبعوثاً من فرنسا أم من الاتحاد الأفريقي.

هذا الرجل الشيوعي اليساري الموريتاني، صنع علاقات مع داخل الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا ومع دوائر إثيوبية في الدولة، ولما حدث التغيير في السودان جاء إلى السودان مبعوثاً للاتحاد الأفريقي مصنوعاً من الرئيس آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا مبعوثاً من الاتحاد الأفريقي عند طرح المبادرة لحل الأزمة بين المكونين العسكري والمدني في مايو 2019م، واعز ود لبات لفكي لطرح مُبادرة من الاتحاد الأفريقي للضغط على المكون العسكري متكاملة مع المبادرة الإثيوبية، حيث أبعد عن مبادرة رئيس مجلس السلم والأمن الأفريقي عن الشؤون السياسية الجزائري إسماعيل شرفي.

ولعب ود لبات دوراً هاماً لمناصرة اليسار في السودان، وأعد الوثيقة الدستورية المضروبة والمُشوّهة التي فُصِّلت على مقاس اليسار، وأبعدت كل القوى السياسية الوطنية ولجان المقاومة والإدارة الأهلية والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني، وفصلت بامتياز لصالح  الحرية والتغيير المجلس المركزي، بل فصّلت الوثيقة ضد المكون العسكري، وكان دور ولد لبات كبيراً في هذه الوثيقة التي عطّلت الحياة السياسية في السودان وأدخلت السودان في هذه الأزمة بصناعة محكمة، وكبّلت المكون العسكري وقيّدته، بل جعلته تحت رحمة قحت والدول الغربية الخارجية، وأعطت قحت أكثر مما تستحق، بل جعلتها القوى السياسية الوحيدة الحاكمة ولتظل كذلك، وأبعدت كل القوى السياسية والمجتمعية الأخرى في السودان.

إن ود لبات هذا الشيوعي الموريتاني الذي لم يكن مُفيداً في بلده وليس محل ثقة عند حزبه ووطنه جاء للسودان مرةً أخرى ليعيد الحلاقة في رؤوس السودانيين، وجاء ليلدغ السودان من جحر مرتين.

إن ود لبات وجهٌ قبيحٌ للوساطة في السودان ومرفوضٌ من قِبل أهل السودان، لأنه شخصٌ ليس مُحايداً ويسعى ليحقق نجاحاً شخصياً له ضد مصلحة الغالبية العظمى من أهل السودان.

نحن القوى السياسية والمُجتمعية الوطنية وأهل السودان لن نسمح أن يتكرّر نفس السيناريو الذي أعده ود لبات في الفيلم سيئ السمعة والصيت الذي جاء بحمدوك لرئاسة وزراء السودان. إن ود لبات ليس الرجل المناسب للتوسط في حل قضية السودان!!

على السيد موسى فكي سحب هذا الشيوعي الفاشل في وطنه من السودان، ولو كان هنالك وساطة من الاتحاد الأفريقي يجب أن تأتي بشخص مناسب ونضيف تاريخاً وسمعةً في وطنه ولدى الاتحاد الأفريقي، ولكن لا يمكن أن نُجرِّب المجرّب!!

الأخوان البرهان وحميدتي لا مانع من وساطة الاتحاد الأفريقي، ولكن عبر ود لبات مرفوضة كما رفضنا تدخل الألماني فولكر!!

يا أهل السودان تعالوا نجلس لحل سوداني – سوداني، ونبعد هؤلاء الأجانب الذين لا تخلو وساطتهم من مصلحة خارجية.

يا أهل السودان مثل ود لبات لا يُمكن ان يتعلّم الزيانة في رؤوسنا، ونحن الذين شاركنا وصنعنا استقلال دول أفريقية كُبرى ومُحترمة لا يُمكن أن يتوسّط في حل قضية السودان مثل ود لبات.. إنّها مَأساةٌ وفاقد الشيء لا يُعطيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى