مها عوض مكي تكتب : الإيجابية في الحياة.. دعوة للتفاؤل

16مارس2022م

mahamak2020@ gmail.com

 

 

نمضي حياتنا في البحث عن السعادة، ولكل شخص تصوُّرٌ مختلفٌ عنها، فهناك من يرى السعادة في هدف حققه أو مال أو بيت يحلم به، بمعنى أن  البعض يراها في الممتلكات والآخر في الإنجازات، وسر السعادة موجود في أرواحنا وقلوبنا ولا يتطلب الأمر كبير عناء، فالتفكير الإيجابي يحفز المرء لاقتناص الفرص والمحاولة مرات ومرات.

ونحلم كثيراً ونتمنى أكثر حتى لو أحلامنا طارت في مهب الريح فلا نجعل الحياه تتوقّف عند انكسار حلم أو تبعثر أمنية أو أن تتوقّف عن دق الأبواب المغلقة، ولا نسمح للفشل أن يسيطر على عقولنا، فنحن مقتنعون بأن الخطط والأهداف التي وضعناها قد تحققت بالفعل، وهذا لا يعني أنّ كل شيء سيسير بسلاسة وسهولة.. وإنما يعني أنه مهما واجهنا من عقبات ومشاكل فإننا لن نتوقف وسنجد حلولاً لنصل إلى أهدافنا والاستفادة من اخطائنا ومكامن القصور لتلافيها مستقبلاً، وما دمت متمتعاً بالإيجابية في الحياة، فاجعل قلبك بالصدق نابضاً، بالوفاء واثقاً هكذا تكون أنت الأجمل قلباً وروحاً، ليكن قلبك زاخراً بالحب ليرى الخير دائما والنور، وإن كان قلبك حديقة زهور فلن يخرج منك إلا الجمال، انتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية لتصنع لك عمراً جديداً مع ذهاب كل يوم وولادة يوم جديد.

وإذا فشلنا فلا نسمح للفشل أن يجرنا إلى الأفكار السلبية والإحباط، بل نتعامل معه بشكل طبيعي، بل هو ضرورة أحياناً في تشكيل التجربة الحياتية بصورة أفضل، نحاول أخرى وسنجد الخطط البديلة ونستفيد من تجاربنا ونجدد العهد ونرمم العقد، وننظر الى الماضي ونتأمل المستقبل ونحرك الفكر ونعيد ترتيب أوراقنا من جديد نكتب فيها حروفا مرسومة بمعاني الإيجابية في الحياة، معاني الإنسانية المستقبلية المتجددة بالخير، مستفيدين من سقطاتنا وكلنا يقين بأنّ المُستقبل أجمل فهو ينتظر الحالمين إلى الحياة.

يدرك الإيجابي أن عدم الاستفادة من الأحداث السلبية الماضية والاكتفاء بمراجعتها لا يُساعد أحداً، وهو مضيعةٌ للوقت والطاقة، فالتخلي عن الماضي السلبي يحرره من المخاوف القهرية غير المُجدية، ويجعله ينطلق بذات الخطوات الواثقة.

لا بد من كسر الخوف الذي يُخيف البشر ويجعلهم ضعفاء أمام أنفسهم، فنحن أرواح كموج لا تختصرنا حياة ولا يكسرنا زمن، لا بد لنا أن نصمد ونقاوم مثل أشجار النخيل هي شامخة لا تعرف الانحناء نكون كالعطر إذا حل طاب وإن مضى ترك أثره ورائحته الطيبة، نسمو بأفكارنا وبعزم لا يتراجع ولا ينحني، بابتسامة المتمرس المتمرد مثل موج البحر، وهكذا وُلِدنا وسيبقى يقيننا وثقتنا بالله وحُسن الظن بروح وقلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى