مبادرة لم شمل الاتحاديين.. دعوة تحت ظلال الانقسامات

 

الخرطوم: وفاق التجاني    6مارس 2022م

في وقتٍ، تتشظّى فيه الكيانات السياسية من التصدُّعات  والتشاكس والانقسامات تسعى أحزاب الحزب الاتحادي الديمقراطي نبذ هذا السلوك السياسي الذي شاع في الفترة الأخيرة، وطرح أعضاء الحزب أكثر من مبادرة والتي رحبت بها قيادات التيارات المنفصلة فيما رفضها البعض الآخر، وتأتي المُبادرة في ظروف سياسية غاية التعقيد، بينما تتطلع قيادات الحزب والفاعلون في العمل السياسي، أن تثمر هذه المبادرات بتوحيد الرؤى لدى الأعضاء، وأن يجتمع الحزب الاتحادي في بوتقة واحدة وكيان واحد بعد انقسامه لأكثر من أربعة تيارات سياسية، اثنان منها من الاتحادي الأصل، وأخرى تتبنى برنامج الاتحادي.

 قيادات رافضة

وأكد القيادي السابق بالحزب الاتحادي المسجل معاوية اسماعيل، أن هناك خطوات حثيثة للم شمل الحزب، وأشار الى أن هناك قيادات واشخاصاً لا ترغب بتوحيد الحزب لأنها تطمح للسلطة في الحزب من دون تقديم أي نوع من التضحيات, أو ما يُؤهِّلها ويجعلها تستحق هذه المناصب. وشدد في حديث لـ(الصيحة) على ضرورة أن يتحد الحزب الديمقراطي الأصل. ونوه الى أن الحزب يملك رؤية قد تقود البلاد إلى بر الأمان، غير أنه أشار إلى الانشقاقات التي تحول دون ذلك، مشيراً الى أن الوضع السياسي في البلد يعقد عملية توحيد الحزب الاتحادي.

 

على الطاولة

هناك عدد من المبادرات تم طرحها لتوحيد الحزب الاتحادي التاريخي، من بينها مُبادرة توحيد الحزب الديمقراطي الأصل والتي جاءت وفق قيادات من الحزب المسجل.

حيث طرح المبادرون، أدوار قيادات الحزب التاريخي ونضالها ومساهماتها، وحثت الأطراف للرجوع إلى النضال القديم الموروث، إضافةً إلى تضحيات القيادات وقتها، وقالت تلك القيادات (لقد سبق آباؤنا المؤسسون للحركة الوطنية قبل قرن من الزمان في الاستفادة من مفهوم الرعاية التي كان لها دور كبير في نهضة الحركة الوطنية،  لذلك فنحن في المبادرة قد أوليناها عنايتنا لتبقى وتستمر مع التطوير والتحديث). ولا يمكن بأي حال من الأحوال (شيطنتها) ليقال كما يُروِّج بعض شبابنا اليوم: (اننا لسنا غنماً تحتاج إلى راعٍ)!

نقول لهؤلاء هل كان الأزهري ورفاقه والشريف حسين الهندي ورفاقه الذين ارتضوا رعاية السيد علي أغناما؟ إذن في الرعاية مصلحة مشتركة بين الطرفين الراعي والمرعي دون أن تكون الجهة الراعية جزءًا من النظام الإداري أو التنفيذي للجهة المرعية. وتابعت “بالرغم من الأهمية البالغة لمكانة الرعاية واهتمام اندماج 1967م بتوصيفها إلى أنها قد أسندت إلى شخص واحد ولم تكن جماعية بقيام مجلس للرعاية، حقيقةً كان السيد علي نسيجاً وأمة وحده اغرت شخصيته الفذة بالاكتفاء به راعياً، ولكن كبشر فهو غير مخلد، فلو كان هناك مجلس للرعاية لساعد في استمرارها وبقائها بعد وفاته. وأضافت “الرعاية الآن غير موجودة وهي من أسباب معاناتنا اليوم في نجاح الوحدة الاتحادية وحالة السيولة التنظيمية التي نعيشها والفوضى والارتباك”. وتابعت “يجب أن تستمر الرعاية وتتواصل  وبالضرورة يجب أن تكون جماعية هذه المرة (مجلس رعاية)   وأن تكون بنفس الفهم من شخصيات ذات مكانة دينية شيوخ وعلماء، وأيضاً من خبراء وعلماء في غير المجال الديني ومن رأسمالية وطنية وبنفس شروط الرعاية السابقة محتفظين بقداستهم ووقارهم العلمي وحياديتهم وتجرُّدهم، بعيدين عن الصراع داخل الأجهزة الحزبية سياسية أو تنفيذية ليقدموا نصحهم ورعايتهم المُحايدة ويُرجِّحون كفة الرأي الصائب،  فأمثال هؤلاء موجودون حقيقة في الواقع.

وأضافت تلك القيادات: نناشد كل السادة من شيوخ أجلاء وعلماء وخبراء ورأسمالية وطنية ونختص بمُناشدتنا سادتنا المراغنة أصحاب ميراث الرعاية والسادة الهندية والشاذلية والركابية والقادرية والسمانية بجميع فروعهم. أوتاد الأرض وركائزها وسفن النجاة، النظر بعين الاعتبار لهذا الاقتراح الذي لا شك سيجدون فيه أنفسهم فهذا هو ما يُمارسونه يومياً في أرض الأدارسة، وغداً يحتاج إليهم الحزب الاتحادي الديمقراطي. واليوم وغداً يحتاج الوطن للحزب الاتحادي الديمقراطي.

 

نُدين ونُؤيِّد

ويرى القيادي بالحزب الاتحادي الأصل عمر نايل أن مشكلة الحزب الأساسية تكمن في عدم الرضاء بين مكونات الحزب وعدم القبول فيما بعضهم البعض، ولفت في حديث لـ(الصيحة) الى أن رئيس الحزب وهو خارج السودان وهذا مؤشر غير جيد  كما أن أبناءه الذين يدعون قيادة الحزب هم على خلاف كبير، ولكل منهم تياره المنفصل عن الآخرين، ودعا كافة المخلصين بالحزب وبرنامج الحزب أن ينخرطوا في مشاورات، مبيناً أن  الحزب الديمقراطي يمكن أن يساعد في حل الازمة السياسية التي يعني منها السودان.

إقصاءات مُستمرة

 

وشدد القيادي بالحزب الاتحادي الأصل، نائب رئيس القطاع التنظيمي مالك درار لـ(الصيحة)، على ضرورة إشراك الشباب الفاعلين في المشهد السياسي والتابعين للحزب الاتحادي إشراكهم في التنظيم القاعدي للحزب، مشيراً الى أن هناك  أشخاصا وقيادات سابقة وأسماءً تحاول طرح مبادرات فوقية دون الرجوع لقواعد الحزب، الشئ الذي يرفضه الحزب الاتحادي الاصل، وأكد أن القيادات التي أجمعت على مبادرة لم الشمل لم تقم بدعوتهم للحضور والمشاركة، فيما دعا لتكوين مؤتمر تأسيسي يتم من خلاله اختيار رئيس للحزب، بعد رجوع القيادات التي خرجت لأسبابٍ تعلمها هي على حد قوله، مبيناً  أنّ الحزب الاتحادي الأصل هو الأساس لكافة الأحزاب والتيارات المنشقة، كما أكد أنّ مبادرات لم الشمل انعقدت لأكثر من سبع مرات لكنها لم تجن ثمارها، وقال إن المنشقين لديهم مصالح خاصة، ولفت إلى أنّ الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد حالت دون قيام مؤتمر تأسيسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى