محمد عثمان الرضى يكتب : زيارات حميدتي في الميزان

4مارس2022م

العلاقات الخارجيه تنبني على أساس المصالح والمنافع المشتركة، لا على العواطف وردود الفعل والانفعالات اللحظية والتكتيكية التي لا تسهم في دفع العلاقات المشتركة إلى الإمام.

 

ظلت بوصلة العلاقات الخارجية وطيلة الفترة الماضية غير واضحة المعالم وتتحكم فيها وبصورة واضحة حالة التخبط والارتباك والانتقال من معسكر إلى معسكر من دون أي دراسة أو تأنٍ، وقطعا هذا التخبط والارتباك أفقد السودان الكثير وانعكس ذلك سلبا على المشهد السياسي برمته.

 

الزيارات الخارجية المتعددة لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو للعديد من الدول على المحيط الإقليمي والدولي خلال الأيام الماضية، لم يكن لها مردود إيجابي على أرض الواقع وإذا نظرنا لها من خلال منظار الربح والخسارة.

 

زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة جنوب السودان كان من المتوقع منها تطورات إيجابية ويترجم ذلك من خلال تنفيذ بروتوكولات اتفاق جوبا الموقع ما بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية ومازالت بنود الاتفاق تشهد تعثرا واضحا وبالذات في ملف الترتيبات الأمنية الذي أدى إلى انهيار كافة الاتفاقيات الماضية.

 

زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في خلال الأيام الماضية كان من المتوقع منها أن تثمر إيجابا في دعم السودان، وذلك من خلال تقديم دعم عاجل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في تحسين الاقتصاد السوداني، ولكن يبدو على أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها رؤية مختلفة جداً في التعامل مع السودان خلال الفترة القادمة ولربما لم تستوعبها الحكومة السودانية حتى الآن.

 

زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة اثيوبيا كان من المتوقع منها إحداث موقف جديد حول سد النهضة لصالح السودان ولكن لم يحدث ذلك، فمازالت إثيوبيا على موقفها الثابت حول ملء وتشغيل السد دون الأخذ في الاعتبار اي تقييم لدولتي السودان ومصر.

 

زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة روسيا هذه الأيام تعتبر زيارة مريبة من حيث الفكرة والتوقيت في الوقت الذي حددت دول العالم موقفها من دولة روسيا بعد دخولها في حرب مع أوكرانيا وأي زيارة لأي دولة إلى روسيا في هذا التوقيت يفهم منه مساندة ومؤازرة روسيا لحربها ضد أوكرانيا.

 

العلاقات السودانية الروسية علاقة قديمة وراسخة وساهمت روسيا وبصورة قوية جداً في دعم السودان في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر، ولكن لا بد من التأني في اتخاذ المواقف السياسية الخارجية وذلك لخطورته على السودان.

 

غياب المستشارين والمتخصصين لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والخارجية والأمنية سيساهم وبصورة عاجلة في فشله الواضح بالرغم من توافر الإمكانيات المادية الضخمة والل محدودة التي للرجل والتي إذا وظفت التوظيف الأمثل قطعاً ستكون عاملا رئيسيا في تقدمه إلى الامام.

 

في هذا التوقيت تحديدا لا اتوقع أن يكون هنالك اي دور لدولة روسيا تجاه السودان وذلك لسبب بسيط جداً، وذلك لانشغالها في حربها مع أوكرانيا الذي تسبب لها في عزلة وقطيعة دولية.

 

في السابق كان لدولة روسيا رغبة اكيدة في الانفتاح الاقتصادي على القارة الأفريقية وكانت تعول على السودان للعب دور كبير في هذا المجال والسودان مؤهل لذلك لعدة اعتبارات، ولكن مستجدات الأحداث في دولة روسيا اليوم لربما يتسبب ذلك في إعادة النظر في العديد من سياساتها الخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى