مشروع الرهد الزراعي.. نداء استغاثة

 

الخرطوم: سارة إبراهيم       4مارس2022م 

تواجه المشاريع الزراعية الكبرى في البلاد، تحديات كثيرة ومشاكل كبيرة عجزت الدولة عن إيجاد الحلول المناسبة لها وانتشالها من شبح الانهيار في  البنيات التحتية بالمشاريع المروية، خصوصاً في مجال الري، كما تعاني من عدم وجود الكادر البشري المؤهل في أساليب إدارة المزارع الحديثة لقيادة العمليات الزراعية وعمليات الري في المشاريع المروية، فضلاً عن مشاكل التمويل الزراعي من ناحية توقيت التمويل وحجم التمويل والتأخير في تأمين المُدخلات الزراعية خصوصاً المبيدات والأسمدة والبذور المستوردة وارتفاع أسعارها، بجانب قلة الموارد والإمكانات المُتاحة لإدارات الإرشاد الزراعي في المركز والولايات المختلفة وعدم الاهتمام بصغار المنتجين في مناطق الزراعة المطرية المختلفة والذين يمثلون قاعدة كبيرة بالنسبة لمحاصيل الصادر المهمة مثل الصمغ العربي والسمسم والفول السوداني والكركدى.

ويمر مشروع الرهد الزراعي بمرحلة حرجة هي مرحلة كسر العظم وفقدان الأمن المائي وانعدام التمويل وعدم الاهتمام الحكومي.

على الرغم من انه مشروع يقدم خدمات مائية وفرص عمل نيابة عن الدولة لأكثر من أربعة ملايين نسمة في ثلاث ولايات (سنار . القضارف والجزيرة)، ويعتبر مشروع الرهد الزراعي رئة وسط السودان وقلبة النابض ويقدم خدمات لأكثر من عشر محليات، وقامت على ترعته حضارة لكل قبائل السودان، وكوّن مشروع الرهد الزراعي نسيجاً اجتماعياً مترابطاً، والأهم من ذلك أن مشروع الرهد هو الداعم الأول لاقتصاد السودان. وظل المزارع يتحمّل تركة الري وتكاليفه باهظة الثمن في المشروع وحده.

الا ان المشروع حالياً يعاني من الخطر الذي يحدق به ويحتاج الى ترتيبات أمنية عاجلة قبل أن يقع الفأس على الرأس.

واذا لم تتدخّل الدولة وتعمل على تأمين مواطن مشروع الرهد الزراعي من الجوع، بلا شك سوف تنعدم نعمة الأمن التي ينعم بها وسط السودان.

 

** تحدياتٌ جِسامٌ

وكشف عدد من المزارعين بمشروع الرهد، عن تحديات جِسام ومشاكل عديدة، قالوا في حديثهم لـ(الصيحة) ان المزارع هو من يدفع فاتورتها.

 

وقال المزارع عبد العليم الخزين، إنّ مشروع الرهد الزراعي يحتاج  لتأهيل منظومة الري لجهة ان ريّه يعتمد على (١١) طلمبة تروي كل مساحة المشروع، وبرر ذلك لانتهاء العمر الافتراضي للطلمبات عدا أربع فقط جديدة، ذكر انها لا تكفي لري مساحة المشروع.

** تقليص المساحة

واشار عبد العليم الى تقليص ادارة الري للمساحة من (٣٥٥) الف فدان الى (١٢٠) ألف فدان، وأرجع أسباب تقليص المساحة بسبب التكلفة العالية، وكشف عن انهيار البنية التحتية للري في المشروع، منبهاً الى أنها تحتاج (لتأهيل وتطهير للمواجر والترع والمصارف وتأهيل وصيانة الأبواب على المواجر والترع وإصلاح منظمات الري والقناطر).

** توفير المعينات

وأشار الى أن مشروع الرهد الزراعي ينتج في العشرة افدنة قطن (٣٠٠) قنطار، فيما ينتج (٦٠٠) جوال من محصول الفول السوداني للعشرة افدنة. ورهن الخطوة حال توفر للمزارع كل معينات الزراعة. وناشد عبد العليم المنظومة الدفاعية وشركة زادنا من أجل إنقاذ مشروع الرهد، مشدداً لعقد شراكة مع إدارة ومزارعي مشروع الرهد، ربما يسهم في عودة المشروع لسيرته الأولى على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى