محمد طلب يكتب: إلى الفيفا مع التحية 2

3 مارس 2022م

الأفكار المجنونة

كتبت في المرة السابقة تحت عنوان: رسالة إلى الفيفا مع التحية متحدثاً عن ضرورة التغيير في أساسيات اللعبة وبالتحديد تغيير جذري في منطقة الهدف وتحويل القوائم إلى أشكال هندسية أخرى تساعد على زيادة عدد الأهداف أو نقصانها على أساس أيهما اجلب للمتعة  للمشجع واللاعب والمدرب وكل الاطراف واقترحت شكل القوس بديلا للشكل الحالي لقوائم المرمى.

القضية هنا ليس الإصرار على (الفكرة المجنونة) والسعي وراء تحقيقها  والتي ربما تكون غير قابلة للتنفيذ أو غيره لكن (الأفكار المجنونة) تنبع أهميتها في أنها محفزة للآخرين من أهل التخصصات المختلفة للتفكير الجاد  والخروج بفكرة (عاقلة) وعملية قابلة للتنفيذ.. التفكير خارج الصندوق هو الأكثر فعالية وإنتاجاً اما التمحور والركود للشيء القائم وافتراض أنه الأحسن والأجود فهذا فيه إعاقة للذهن وتعطيل لأعظم مخلوق وهو العقل. لذا تجد أن القرآن الكريم يحث على التعقل والتدبر والتفكر في الآيات الكونية والقرآنية والربانية. وكرة القدم بأي حال من الأحوال لا تخرج عن كونها إبداعا بشريا ناتجا عن تحريك العقل لخلق هذه اللعبة ذات الشعبية الكاسحة من البشرية فهل من المعقول ان الإبداع البشري توقف عند المحطة الحالية لكرة القدم.. الآن يشهد العالم حركة كبيرة وقفزة في عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة فهل من المعقول التوقف عند محطة الـVAR وهي تقنية قديمة جدا وصلتها كرة القدم ببطء شديد بعد عشرات السنوات من وجود تقنية الفيديو وإعادة اللقطة والآن التكنولوجيا تقفز قفزات عالية وما زلنا نردد (ختوا الكورة واطة) ولكني أعتقد بشكل قاطع أن كرة القدم يجب أن تقفز قفزات عالية لتواكب هذا التطور الهائل.. نعم ربما تفقد كرة القدم شيئاً من المتعة القديمة التقليدية التي عرفناها وعشقناها لكنه سوف يخلق ألوانا من المتعة التي لم نألفها ولم نتعوّد عليها لكنها رويداً رويداً سوف تكون غاية المتعة  للأجيال  القادمة. فنحن ذاهبون بلا شك وستظل كرة القدم بعدنا موجودة.

أود أن أشير هنا إلى أن فكرة تحويل القوائم إلى قوس ليست هي المثلى ويمكن أن تظل القوائم بشكلها الحالي لكن باستخدام تقنيات أخرى ومواد أخرى يمكن أن تصل بنا إلى القائم غير المرئي وبالتالي (المرمى غير المرئي) وكل هذا قطعاً سوف يقود إلى تكتيكات وتدريبات وقوانين جديدة للعبة.

حقيقة آثار موضوع تحويل القوائم إلى قوس ردود فعل كبيرة بين مؤيد للفكرة ومعارض لها لكنه فعل فعل السحر في الخروج بأفكار أخرى وقد لمست ذلك من خلال الذين ناقشوني في الفكرة. لكني لاحظت أن البعض يعتقد أنه من المُستحيل صناعة تغيير كبير في هذه اللعبة وأن يكون التغيير من هذه الأرض السمراء التي تعشق كرة القدم بجنون.. ويعتقدون أنّه من المُستحيل وصول هذه الأفكار للفيفا.. هؤلاء سيظلوا متفرجين للأبد.

التغيير الكبير قطعاً يخلق زخما وتاريخا جديداً لم تشهده اللعبة. والمتتبع لتاريخ هذه اللعبة لن يجد التغيير المدهش.. الذي سوف تصنعه هذه الأرض السمراء وهذا الشعب الأسمر.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى