ارتفاع نسبة العجز الجنسي في السودان .. تقرير لوزارة الصحة الاتحادية يكشف ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الجهاز التناسلي للعام 2020

 

زوجة: عشت معه خمس سنوات ولكني فضّلت الطلاق

مراكز طبية: النسبة وصلت لـ20%

اختصاصي نساء وتوليد: العجز موجود لهذه الأسباب

معالج عشبي: نعم ولكن بمعايير مختلفة

تحقيق: سلافة محمد آدم        22فبراير2022م 

معلومات مهمة تحصلت عليها (الصيحة) في سياق تحقيق أجرته عن العجز الجنسي في السودان خاصة بعد اكتظاظ مراكز الإنجاب للدرجة التي يكون فيها الحجز لمقابلة الأطباء المختصين يستدعي شهوراً.

ان قضية العجز الجنسي في السودان تعتبر من القضايا المسكوت عنها في المجتمع نسبةً لشعور المرضى بالحرج في رحلة بحثهم عن العلاج..

مآسٍ كثيرة رصدتها (الصيحة) لنساء فوجئن بعجز ازواجهن لكنهن آثرن الصمت ونماذج كثيرة لكثيرات ايضاً طلبن الطلاق من ازواجهن..

يا ترى هل نسبة العجز الجنسي في السودان مرتفعة مقارنة بالدول حولنا ام انها نسبة طبيعية تحدث في كل المجتمعات والدول.

أسى

(س. ع ) تحدثت لـ(الصيحة) بنوع من الأسى والحزن، وقالت وانا في شهر العسل شعرت بأن زوجي لا رغبة له في القيام بحقه الشرعي وكان يتهرب ويفضل ان نقضي كل الوقت في السهرات الجميلة.

لكني بعد فترة عرفت انه يعاني من مرض ما، وقلت له إنها ارادة الله ولكل داء دواء وبحمد الله نجحنا في حل المشكلة.

تجربة قاسية

أما (ن. م) فذكرت لي قصة غريبة وقالت انها تعرف العشرات من أصدقائها في “فيسبوك” يتحدثن عن عجز لأزواجهن، وذكرت انها مرت بتجربة قاسية لان زوجها يحبها لكنه غير قادر وكلما تطلب الطلاق كان يصر على بقائها، واوضحت انها عاشت معه خمس سنوات حاول فيها العلاج وكان يخطئ ويصيب، واوضحت انها بعد ذلك اصرت على الطلاق وفارقته.  عجز الشباب

طبيب نفسي استنطقته (الصيحة) ، ذكر لي ان العجز بدأ يتفشى حتى في اوساط الشباب ما دون الاربعين، وقال ان الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيش فيها السودانيون خاصة في الثلاث سنوات الماضية ساهمت بدرجة كبيرة في خلق نوع من الفتور بين الازواج، مبيناً ان الجنس يحتاج الى اوضاع نفسية جيدة، واضاف ان بعض الاطعمة كذلك تؤدي الى الضعف الجنسي، مبينا ان الاعتماد على الاندومي والشبس في الصغر يؤدي الى أضرار جسيمة حينما يصل الانسان الى عمر اكبر . وذكر ان الثقافة الجنسية ايضا لدى السودانيين ضعيفة وان هنالك نوعا من الحياء والخوف لانهم يظنون أن الأمر له علاقة بالرجولة مع انه مرض عادي ويمكن علاجه مبكرا. وأضاف أن العجز الجنسي لدى الرجال هو عدم القدرة على إتمام العملية الجنسية في اي مرحلة من مراحلها ويرجع ذلك لضعف او مرض عضوي في الاعضاء التناسلية مثل التشوهات الخلقية او ضعف الانتصاب من القضيب او سرعة  القذف او ارتخائه  بالإنزال قبل الايلاج او بسبب نفسي او ادوية معينة.

تقارير إحصائيات

مراكز صحية طبية زارتها الصيحة اشارت الى ارتفاع نسبة العجز الجنسي في السودان وذكرت انها ما بين 15% – 20% واقرت بأنها نسبة غير حقيقية نتيجة لطبيعة الانسان السوداني الذي يتحرج في الكشف عن مرضه.

وكشف  تقرير سنوي صدر عن وزارة الصحة الاتحادية  اطلعت عليه (الصيحة) عن  ارتفاع كبير في  الإصابة بأمراض العقم والجهاز التناسلي في السودان، حيث بلغ عدد الرجال المصابين  بالعقم نحو  14593، منهم رجل واحد فقط تلقى العلاج بالعنبر وبلغ عدد المصابين بالتهاب الخصية 14824 حالة والتواء الخصية 660 حالة، وبلغ عدد الإصابات بأمراض الذكورة 326 حالة، اما البروستات فكانت 2012 حالة، واشار التقرير الى ان اضطرابات مجرى البول والمسالك البولية بلغ 825750 حالة، وذكر التقرير  ان هنالك نحو 2363 حالة عقم نساء منهن فقط 131 امرأة تلقين علاجاً بعنبر المستشفى ونحو 291365 عبارة عن امراض نساء وولادة.

ووصف طبيب مختص ان احصائية وزارة الصحة الاتحادية فيها مؤشرات تؤكد انتشار العجز الجنسي في السودان، وقال ان الامراض التناسلية وامراض الخصية وامراض الذكورة كلها امراض متعلقة بالعجز الجنسي.

واوضح ان تقرير وزارة الصيحة يحوي المترددين في المراكز الصحية ولا يحوي كل المصابين وتجنبوا الحضور للعلاج، مبيناً ان نسبة العجز الجنسي تصل الى20% من واقع تخصصه وقد تزيد اذا كانت هنالك احصائيات سليمة، مبينا ان الانسان السوداني يتخوف من الذهاب للاطباء لتلقي العلاج وانه شخصياً مرت عليه حالات كثيرة جدا كانوا يتهيبون الذهاب الى المستشفيات.

موجود بالمجتمع السوداني

فيما ذكر أخصائي النساء والتوليد الدكتور محمد حمدان السميح في افادته لـ(الصيحة) ان ظاهرة العجز الجنسي توجد في المجتمع السوداني بنسبة 10% وفي كافة المجتمعات بحكم التكوين البيولوجي والتركيبة الجسمية الفسيولوجية للفرد او بحكم الممارسات غير الطبيعية من ناحية والشرعية من ناحية اخرى، وقال هذه الفئة قياساً بالمجتمع البشري لا تشكل نسبة كبيرة وتكون بنسب ضئيلة 5% بين كل ألف حالة، وأوضح ان للعجز الجنسي عدة اسباب، منها فسيولوجي يتعلق بوظائف الاعضاء والبرنامج الروتيني ودخول المواقع في النت ومشاهدة الافلام التي قال انها تنتج  آثاره وتنتج هرومانات سالبة وبالتالي تقل الرغبة عند الطرفين للممارسة، واضاف قائلاً: ايضا من الاسباب،  الامراض المزمنة مثل القلب والسكري وامراض الغدد الصماء، التي قال ان لها اثرا كبيرا بالذات عند الرجال، مبيناً ان التغذية تلعب دوراً مهماً لان النمط الغذائي غير صحي يخلق عدم توازن فيؤثر في شكل المشاعر عل حد قوله. وقال: هناك اسباب تعود لوجود عيوب خلقية  او اجهزة مشتركة بالنسبة للإناث أو الذكور، وأوضح أن تناول الكحول أو الإدمان والتدخين يؤثر بصورة كبيرة على الشباب ما بين 30 – 35 ويخلق نوعا من الاضطراب، فبالتالي يفقد الرغبة في الممارسة، ايضا من الاسباب الاعمال الحرة والارهاق والضغوط التي قال انها تجعل الرجل ليس لديه القدرة او يفقد الرغبة، واكد ان الظاهرة تنتشر في الاعمار ما بين 60 فما فوق، واشار الى ان العجز يمكن ان يحدث في فترة الشباب ومع تقدم العمر خاصة بعد عقد الخمسين.

طرق العلاج

وللعلاج، ذكر انه  يتم عبر التدليك او المساج للحالتين حتى يتخلص الفرد من التوتر واحيانا يتم الرجوع للعقاقير الدوائية وايضاً القيام بتمارين علاجية والتوعية الجنسية بالضرورة لتغيير السلوك او نوع العلاقة لتخطي مرحلة القلق.

وبالنسبة للنساء، قال يجب ترطيب المهبل لأن الجفاف يقلل من فرص الإثارة بالنسبة للطرفين.

العلاج بالأعشاب

 

لإيجاد علاج للعجز السوداني، رصدت (الصيحة) لجوء الكثيرين للاعشاب، حيث انتشرت بعض المعالجين العشبيين بالخرطوم والولايات وهم يدعون انهم قادرون على تقديم وصفات عشبية تعالج المرض، ولمعرفة الحقيقة التقت (الصيحة) بالمعالج العشبي أبو عبيدة مصطفى الذي يدير مكانا بالسوق العربي الخرطوم.

حيث اوضح ان هناك عجزا جنسيا بالنسبة للطرفين، عند الرجال يعتبر عجزا وعند النساء يعتبر برودا جنسيا،  واكد ان الضعف موجود في السودان لكن بمعايير مختلفة خاصةً بعد مقارنته بالانفجار السكاني للسودان وفق التعداد السكاني الأخير، وقال: بالرغم من الضائقة الاقتصادية نجد حفلات الزواج تنتظم في الاحياء  لدى الأعمار الصغيرة  وهذا يدحض وجود عجز جنسي كبير في المجتمع السوداني، واضاف: حتى شعارات الثورة كانت تنادي بالارتباط، وبالتالي يعتبر دليلاً على الرغبة الجنسية، لكن هناك اسباب رئيسية  تسببت في وجود العجز، منها تغيير سلوك المجتمع مثل السهر وعدم النوم المبكر في الارياف والحضر والاهتمام بمشاهدة التلفزيون والانشغال بالهواتف ومواقع التواصل،  والتي ذكر  انها تسببت في إنهاك البدن وبالتالي تضعف اللياقة البدنية، واضاف قائلاً: ايضا النظام الغذائي  وتناول الاغذية الجاهزة تعتبر احد الاسباب  ويتمثل ذلك في اوزان الشباب والضعف العام، ايضا الانشغال الذهني، كما اكد ان تعاطي المخدرات والتدخين بنسب عالية لدى الشباب يعتبر واحداً من الأسباب الرئيسية في الضعف الجنسي، مبيناً ان التدخين يؤثر خاصة لدى النساء ويفقدها شهوتها.

وكشف أبو عبيدة عن حالات العجز الجنسي، وقال انها تنقسم لعدة اقسام وهي عجز بسبب سحر الربط، موضحاً ان علاجه يكون بآيات الرقية الشرعية. وعجز بسبب تناول بعض العقاقير الطبية كالفياجرا خاصة فياجرا  100، وقال ان العلاج دائماً يكون بالرجوع للطبيعة وبالأدوية العشبية  وعسل النحل.

وفي ختام حديثه أبان ان المشكلة الرئيسية تكمن في الاجيال القادمة لتعاملهم مع الوجبات الجاهزة والبُعد عن الرياضة وعدم ممارستها، مما لا يساعد الشباب على البنية السليمة.

اسباب اخرى

ولمعرفة الجانب النفسي التقت (الصيحة) بالدكتورة اسماء عبد المتعال رئيس قسم علم النفس بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، حيث اكدت وجود الظاهرة في المجتمع السوداني، واوضحت انها ترجع لعدة اسباب، منها الفسيولوجية واسباب خلقية  ووراثية خاصة بالفرد، تتسبب في  عدم مقدرته على انتاج الحيوانات المنوية وعدم قذفها في الزمن الطبيعي المطلوب، وقالت انه يتعلق اكثر بعمل الغدد الصماء خاصة هرمون التسترون الخاص بإنتاج الهرمون في الخصية لدى الرجال والبرجستون عند النساء، وأضافت قائلةً: (أحياناً هناك اسباب عضوية تؤدي للإخلال وتعوق الممارسة الجنسية الفاعلة وتلعب دوراً كبيراً في الضعف الجنسي وتوجد بعض الأسباب المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية مثل التخويف من الحديث عن الجنس او التلاعب بالاعضاء التناسلية لدى الاطفال، الأمر الذي يترتب عليه شعور بالخوف او المهابة في التفكير او ملامسة هذه الأجزاء من الجسم وبمرور الزمن تحدث مشكلة لدى الفرد)، وزادت قائلةً: (ايضا عدم التكافؤ في الزمن بين الازواج وعدم الضبط الزمني، بمعنى ان الزوج قد يثار باكراً ويبدأ القذف، لكن المرأة تكون في البداية ولم تصل إلى الذروة فيحدث اختلالٌ في الزمن ويحدث صداعٌ مزمنٌ واكتئاب مزمنٌ، كما اكدت ان تناول العقاقير الطبية يؤدي الى ضعف عام بالجسم وضعف خاص بالقدرة الجنسية وتؤدي الى عدم القدرة على الانتصاب والقذف المبكر وتضعف الحيوانات المنوية وتقل)، وختمت حديثها بأن العلاج يتم في بعض الحالات بعلاج نفسي يقدم للزوجين على التدرب على افضل الطرق لإقامة العلاقة الزوجية الخاصة التي تبدأ بالمداعبة حتى تصل التوقيت المناسب وبالتالي يحصل الإشباع الجنسي، وقالت ان العلاج يتم كذلك باستخدام بعض المقويات، الا انها نوهت الى ان تناولها باستمرار يؤدي الى اضطرابات.

15 حالة أسبوعياً

بدوره، اشار د. قرنق الاك اخصائي امراض النساء والتوليد والعقم الى وجود حالات كثيرة بمتوسط  15 حالة تصله العيادة في الاسبوع تعاني من العجز الجنسي قبل الاضطرابات السياسية  في العام 2019، مبيناً أن الحالات قلت بسبب مشاكل البلد والوضع الاقتصادي للبلاد وزيادة تكلفة العلاج،

وقال لـ(الصيحة) حالياً متوسط الحالات من 5-10 حالات عجز أسبوعياً،

واشار الى وجود  حالات برود جنسي بالنسبة للنساء ويتم علاجها بحضور الزوجين، كما اوضح انه تم تقسيم أسباب العجز الى ثلاثة اسباب نسب 30% رجال، 30% للنساء و30%  لا تتم معرفة السبب لان الرجل سليم والمرأة سليمة ولا تتم معرفة السبب في التشخيص  ويتم اخضاعهما للمناظير لمعرفة الاسباب، كما اوضح ان هناك حالات نادرة في كل 1000 فتاة توجد عيوب خلقية مثل عدم وجود الرحم او المبايض عند النساء، ويتم تحويلها لمراكز الخصوبة ومنها للرعاية الاجتماعية، لأن تلك الحالة لا توجد لديها فرصة في الإنجاب، كما أوضح أن هناك حالات يتم تحويلها للمسالك البولية والتناسلية في حالة عدم وجود حيوان منوي بالنسبة للرجل وفي هذه الحالة يتم اخذ عينة من الخصية وتأتي للعيادة بنسبة 1% ويتم التعامل أيضاً مع مراكز الخصوبة.

مقويات جنسية

كما التقت (الصيحة) بصيدلانية رفضت الإفصاح عن اسمها، حيث أكّدت وجود الكثير من الحالات التي تتعاطى المقويات الجنسية بنسبة كبيرة، لكن كلها أعمار كبيرة ما بين 50 -60 سنة، اما الاعمار من 40 سنة فأقل، فذكرت أنها تتناول مقويات من أجل الزيادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى