تجددت الدعوة لها .. الانتخابات المبكرة.. سر الاختلاف

 

تقرير: مريم أبشر       20فبراير2022م 

أقل ما يمكن ان يوصف به انه بطئٌ ومتماهٍ مع الاوضاع المتردية التى تعيشها البلاد في كل مناحي الحياة السياسية والامنية والاجتماعية, تجددت مرة أخرى الدعوات المطالبة بتقديم موعد اجراء  الانتخابات واقامتها بصورة مبكرة, وهي احد الحلول التي كان رئيس مجلس السيادة الفريق اول البرهان طرحها كخيار للحل و تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة,  بجانب خيار آخر يتمثل في توافق القوى السياسية على حكومة متوافق عليها تكمل ما تبقى من عمر الفترة الانتقالية . ولكن بالامس  كرر  حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، المطالبة  بضرورة تقصير أمد الفترة الانتقالية والتركيز على الشروع في ترتيبات انتخابية مبكرة عبر شراكة مدنية وعسكرية. واقترح مناوي في تغريدة على حسابه بـ(تويتر) ان الفترة الانتقالية هي الفترة التي يجب تقصيرها ليتم التركيز في ترتيبات انتخابية عبر شراكة قوى سياسية ومدنية وعسكرية، دون إحداث أي خلل في المطالب والشعارات التاريخية التي تتمثل في الهامش والمركز مع إشراك اللاجئين والنازحين لضمان حقهم في إجراءات انتقالية.

ثوابت ضرورية:

الدعوة لإقامة انتخابات ظلت محل رفض وجدل كبير بين القوى السياسية من مكونات الشق المدني و المكون العسكري منذ بداية قيام الفترة الانتقالية الاولى  , حيث ترى بعض القوى السياسية أن تنظيم انتخابات عامة بطريقة شفافة ونزيهة يستوجب مطلوبات عدة، أهمها إعداد إحصاء سكاني يشمل مختلف أقاليم السودان، ووضع قانون متفق عليه بين القوى السياسية، وإنشاء مفوضية خاصة للانتخابات تتولى هذه العملية، وتهيئة المناخ الحُر الذي يتيح للأحزاب والأفراد حرية الاتصال والتنقل وإقامة الندوات.

 استحقاق دستوري

يري سياسيون أن إقامة الانتخابات يتطلب استحقاقات دستورية, وقانونية, وسياسية, واقتصادية, الى جانب انشاء مفوضية مستقلة, واجراء إحصاء سكاني، فضلاً عن توفير السلام والأمن والاستقرار وتهيئة المناخ والحريات وتطبيق المعايير الدولية والحقوق الأساسية، التي أرست في القانون الدولي لحقوق الإنسان, باعتبار أن الانتخابات تعد احد اهم وسائل  الاستقرار السياسي في البلدان, لذلك فإن اقامتها تتطلب وضع ترتيبات محددة بشكل سليم ودقيق وفق المعايير حتى تستطيع ان تفضي في نهايتها لنتيجة مرضية تسهم في ارساء نظام سياسي. واكد السياسيون ان تلك معايير بالنظر للواقع المأزوم الذي تعيشه البلاد حالياً غير متوفرة, بل ان بعض المراقبين يعتبر الحديث حولها غير الواقعي، وقالوا ان قامت فستكون شائبة وغير مستوفية لأبسط المعايير المطلوبة.

أسباب موضوعية

واكد مصدر لـ(الصيحة) فضّل عدم ذكر اسمه, أن رفض الشارع للإجراءات الأخيرة وما صاحبها من تعطيل دولاب عمل الفترة الانتقالية و مواجهة التظاهرات السلمية بالعنف الذي تسبب في فقدان ارواح عدد كبير من الشهداء و الجرحى و الزج بأعداد كبيرة في المعتقلات ، تعد واحدة من معيقات العملية الانتخابية. الى جانب التعقيدات الاقتصادية و استمرار النزعات ، و عدم إيجاد معالجات لملف  النازحين واللاجئين و إرجاعهم الى أماكنهم الاصلية و اخذ استحقاقهم الانتخابي, بجانب وجود مخاطر حقيقية تتمثل في انتشار السلاح و جيوش الحركات غير المقننة كلها عوامل تقف حيال اتمام العملية الانتخابية بالصورة التي يُراد لها.

ضرب الخيال

اتفق كثيرون على ان الدعوة لإقامة انتخابات في الوقت الراهن تعد قفزا على المراحل ومحاولة للالتفاف واشاحة النظر بعيداً عن مخاطر حقيقية تواجه البلاد تتطلب السعي الجاد لحلها قبل التفكير في الانتخابات، تحتاج اقامتها لاجواء سياسية خالية من التجاذبات والتخوين, ويرى البعض أن إجراء انتخابات في ظل البيئة المتوفرة حالياً تعني تسليم السلطة للمؤتمر الوطني, وقال اي جهة تطالب بالانتخابات تريد ان تظهر انها تمتلك شعبية وهو ما يتصوره الأكاديمي واستاذ الجامعات الدكتور صلاح الدومة وقال لـ(الصيحة) ان البلاد يسيطر عليها حالياً جهاز الامن التابع للمؤتمر الوطني, و اشار الى انه لا توجد ديمقراطية الآن, و أضاف لا يمكن في ظل هكذا ظروف تقوم انتخابات, و اشار الى ان الاعتقالات ما زالت تُمارس و هناك تكميم للافواه و قتل للمتظاهرين, وقال بعض قيادات القوى السياسية لا تستطيع التحدث لقواعدها. واضاف لا يوجد أي احتمالات لقيام تعداد سكاني او استكمال لهياكل السلطة بما فيها ذات الصلة بالانتخابات.

القوى الحية

على النقيض من ذلك أكد محمد سيد أحمد المشهور بـ(الجكومي) القيادي بالاتحادي الاصل و رئيس كيان الشمال لـ(الصيحة) ان الدعوة لإقامة انتخابات مبكرة ليس رؤية حاكم دارفور فحسب, وانما هي دعوة القوى الوطنية الحية صاحبة الوجود .واضاف ان هنالك احزابا صفرية وعدمية استلمت السلطة فترة غياب القوى الحية الرئيسية في الساحة السياسية وعملت على الاستحواذ لكل مقاليد السلطة واقصت القوى الحية . واضاف حتى المكون العسكري شريكهم في الحكم لم تقم اي جهة بتفويضه, وراي  ان التفويض الحقيقي يأتي عبر الرجوع للشعب, و جدد الدعوة لقيام انتخابات, وقال في ظل الاحتقان السياسي و عدم التوافق ليس امامنا سوى اللجوء لانتخابات مبكرة . و اضاف ظلننا نتحدث عن عدم قيام الهياكل المتعلقة بالانتخابات والآن مضت اربعة اشهر ولا بد من الإسراع في وضع تشكيل الهياكل وإجراء التعداد, كذلك ندعو المجتمع الدولي التركيز على هذا الجانب و ان يكون بنهاية الفترة الانتقالية المتبقية العام ونصف, قد اكتملت كل الترتيبات الخاصة بإقامة الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى