د. محمد العصامي عوض يكتب : الموسيقى والطلاب!!

19فبراير2022م 

الموسيقى هي نوع من انواع الفنون التعبيرية التي تختص بصياغه وجدان الانسان وتوازنه النفسي من خلال أنشطة الاستماع والغناء والعزف والتأليف والارتجال ولها دور القومي في الارتباط بالموروث، ودور حاضر في العملية الابداعية، بجانب أدوار أخرى ثقافية ، اجتماعية وطقوسية ، كما أن الموسيقى علم يدرس أصول ومبادئ النغم من حيث التوافق والاختلاف.

أشارت عدة دراسات الى أن التعليم الموسيقي يحفز دماغ الأطفال بطرق عدة تساعدهم على تحسين مهارات الاتصال وتقوية الذاكرة البصرية، حيث ساعدت الموسيقى الطلاب على استيعاب وفهم بعض المواد الدراسية الأخرى، واتفق الخبراء والمهتمون بالتربية والتعليم على أن مادة الموسيقى من المواد الأساسية في التنشئة، حيث تتصف بالشمول والتنوع، وتتيح المجال في تقديم المادة العلمية بطريقة جذّابة ومشوقة. ولعله من المعلوم أن كليات الجامعات السودانية بمختلف فروعها وتخصصاتها  تستمد طلابها من المدارس الثانوية التي تمدها بالطلاب للانخراط في الدراسة الجامعية حتى التخرج فيها، ولكن  بخصوص دراسة تخصصات الموسيقى، فإن الطلاب المقبولين للدراسة فيها لا تكون لديهم في الغالب العام أي معلومات أكاديمية حقيقية تتعلق بعلم الموسيقى.

أصبح استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم الحديثة ضرورة من الضرورات، وجزءًا مهماً من البنية التعليمية من حيث استخدامها في عمليتي التعليم والتعلم بظهور النظم التعليمية الحديثة، حيث مرت الوسائل التعليمية بمراحل عديدة حتى وصلت الى المرحلة التي تشهدها اليوم، وقد كانت الوسائل التعليمية تعرف بأنها أجهزة ومواد وأدوات يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعلم، وبعد التدرج في فهم دورها الحقيقي في العملية التعليمية تطورت من وسائل الايضاح والوسائل البصرية والوسائل السمعية الى وسائل تكنولوجيا التعليم.

تتسابق الدول المتقدمة في وضع معايير لكل ما يختص بالتعلم للوصول لأعلى مستوى من الجودة، وهي ما تعرف بالمعايير الدولية أو معايير الجودة الشاملة، وهي من أهم الموضوعات الملحة والشائكة في الوقت الراهن بالنسبة  للعملية التعليمية، لأنها تهتم بجميع نواحي أركان عمليتي التعليم والتعلم، أي أنها ضرورة حتمية للاستخدام في مناهج التعليم الموسيقي، وقياس التقدم الذي يحدث للطلاب.

يسعى الباحث لاستقصاء وضعية التعليم الموسيقي في المدارس الثانوية بالسودان من خلال استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم وتطبيق المعايير الدولية للموسيقى  بغية الوصول الى نتائج تحقق أهداف البحث.

لاحظت  من خلال عملي بالتعليم العام والعالي لأكثر من عقدين من الزمان أن حصص الموسيقى غير منتظمة في كثير من المدارس الثانوية بولاية الخرطوم، ولاحظت أيضاً أن بعض المدارس لا تدرس الموسيقى لطلابها، ومدارس أخرى يقوم بتدريس الموسيقى فيها أساتذة غير مختصين، مما جعل البيئة التعليمية  للموسيقى لا تتيح للطالب ممارسة أنشطة العزف على الآلات الموسيقية التي يقوم بتوفيرها في أغلب الأحيان المعلمون أو الطلاب.

وكما لاحظت  أن المدارس الثانوية التي تدرس بها مادة الموسيقى بوسائل تقليدية ليست ذات فاعلية، ولم تستفد من الطفرة التكنولوجية الكبيرة التي حدثت في مجال التعليم الموسيقي، والمتمثلة في استخدام وسائل تكنولوجيا  التعليم وتطبيق المعايير الدولية لتدريس الموسيقى.

من كل ما سبق برزت مشكلة البحث التي ترتب عليها فقدان الطالب لقيم إنسانية كان يمكن أن يوفرها تعليم الموسيقى  وهذه القيم تشمل: المشاركة، وتنمية النواحي النفسية والاجتماعية للطلاب، ونقل التراث الثقافي والجمالي للأجيال الناشئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى