لها تأثير كبير على وظائف الجسم وأجهزته المختلفة .. العلاج بالموسيقى.. روشتة طبية جديدة أثبتت نجاعتها!!

 

 

تحقيق: سراج الدين مصطفى    17فبراير2022م 

أقدر الفنون:

لا شك أن الموسيقى هي أقدر الفنون على خدمة الإنسان، وهي أرقى أنواع منشطات الحياة والصحة النفسية والعضوية، فالصحة النفسية والعضوية هي تناسق الشيء مع كل شيء، الخلية مع الخلايا، والروح مع الأرواح، والإنسان مع الكون، كما تتناسق النغمة مع النغمات، والآلة مع الآلات. إن قضايا الموسيقى تستمد أهميتها من أهمية الموسيقى ذاتها، كفن يعتبره افلاطون أرفع الفنون وأرقاها، لأن الإيقاع والتوافق في يقينه يُؤثِّران في النفس الباطنة، والحياة الانفعالية للإنسان، بما ينعكس أثره على أعضاء الجسم وأجهزته.

ذبذبات الموسيقى:

لقد أثبت العلم الحديث أن ذبذبات الموسيقى تؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي، إذ  يمكن لكل ذبذبة أو أكثر أن تؤثر على جزء ما بالمخ، خاص بعصب ما، فتخدره بالقدر الذي يتيح له فرصة الاسترخاء، واستجماع الإرادة، للتغلب على مسببات الألم، فيبدأ الجسم في تنشيط المُضادات الطبيعية والإفرازات الداخلية التي تُساعد الجهاز المناعي وغيره للتغلُّب على مصدر الداء ومكانه.

ما هي الموسيقى:

(الحوش الوسيع) سألت الموسيقار محمد ضرار، عن الموسيقى كتعريف فقال (هذه الصناعة هي تلحين الأشعار الموزونة بتقطيع الأصوات على نسب مُنتظمة معروفة يوقع على كل صوت منها توقيعاً عند قطعه فيكون نغمة، ثم تؤلف تلك النغمة بعضها إلى بعض على نسب مُتعارفة فيلذ سماعها لأجل ذلك التناسب. وما يحدث عنه من الكيفية في تلك الأصوات، وذلك أنّه تبيّن في علم الموسيقى أنّ الأصوات تتناسب فيكون صوت نصف صوت وربع آخر وخمس آخر وجزء من أحد عشر من آخر. واختلاف في هذه النسب عند تأديتها إلى السمع يخرجها من البساطة إلى التركيب، وليس كل تركيب منها ملذوذ عند السماع، بل تراكيب خاصة هي التي حصرها أهل علم الموسيقى وتكلموا عليها ويعني علم النغم ما موضوعه الصوت من حيث تركيبه مستلذاً مناسباً ونسب الإيقاع على الآلات المخصوصة.

الموسيقى والطب النفسي:

ويقول الباحث المختص طارق الطيب: إن شخصية الإنسان وسماتها والمؤثرات التي تشكلها لها تركيباتها العصابية والنفسية والسيكوباتية ونماذج الشخصيات التي تتفرّع منها ، كالشخصية العاجزة الواهنة، والشخصية العصابية الانطوائية ، والشخصية الدورية، والشخصية غير المتزنة انفعالياً، والشخصية البارانوية ، والشخصية السلبية العدوانية، والشخصية النفاسية الفردية والهستريائية والشخصية السيكوباتية . وهناك أهمية للصوت والغناء والموسيقى في بناء روح الإنسان منذ الطفولة عبر الحوار المفهوم وغير المفهوم، بالمشاهر بين الطفل ووالدته، مؤكداً أن الخيط الرفيع الذي يربط الطفل بالأم يتجلى بالموسيقى الموجودة في صوت الأم.

الموسيقى كوسيلة:

ويضيف الطيب: إن الشخصيات العصابية بحاجة أكثر للموسيقى من الشخصيات النفسانية، فالشخص العصابي قلق وكئيب ومضطرب وموسوس، ولذلك فهو بحاجة إلى الموسيقى كوسيلة لتخفيف قلقه والتخلُّص من خوفه ومسح حُزنه عن طريق الدخول إلى عالم البكاء . أما الشخصيات النفاسية فهي تحتاج في بعض الأحيان إلى الموسيقى الهادئة جداً والكلاسيكية، لكي تستطيع التعايش مع الموسيقى الداخلية النابعة من الحوار الذاتي والتفكير الانطوائي.

إزالة القلق:

والمريض الكئيب يفضل دوماً الموسيقى الحزينة للتخلص من العذاب الروحي عبر التفكير بالانتحار . والكلام عن المريض لا يمنعنا من التفكير بالإنسان السوي، فعلم النفس يقول بصراحة: إن الإنسان اليوم وأكثر من الأمس القريب بحاجة إلى الموسيقى على أن تكون مدروسة ، تمر من قنوات رقابية اختصاصية لكي لا تحول الموسيقى الإنسان المعاصر إلى وحش مفترس بلباس الحضارة الاستهلاكية المصطنعة.

الموسيقى وتأثيرها على الإنتاج:

درست التأثيرات الموسيقية على وظائف الجسم وأجهزته المُختلفة، وقام ببحث التجربة رجال عديدون مثل (دوجل ووندت وغيرهما)، إذ قام برسم وتخطيط كفاءة العضلات. وقد أثبت تخطيط رسم العضلات أن سماع الموسيقى المناسبة يزيد من نشاط العضلات ويرفع كفاءتها، مما يرفع بالتالي كفاءة مجموعة النشاطات لدى الفرد، وهذا ينعكس بالطبع إيجابياً على مردود الإنتاج. لقد أدخلت الموسيقى إلى أحد المصانع خلال تجربة جرت نهاراً، وأخرى جرت ليلاً، وانتهت إلى أن الإنتاج وصل إلى الذروة عندما أدخلت الموسيقى بنسبة 12% من وقت العمل فقط، أما في تجربة الليل فقد وصل الإنتاج إلى الذروة عندما أدخلت الموسيقى بنسبة 50% من وقت العمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى