كلام في الفن .. كلام في الفن

 

عبد الرحمن عبد الله:

يعتبر في ـ تقديري الخاص ـ مدرسة من مدارس الغناء في السودان .. فهو كان صاحب لونية غنائية مميّزة اتّسمت بالكثير من الأبعاد المُختلفة .. وهو واحدٌ من الفنانين الذين مازجوا بين غناء الوسط ولونية كردفان المُحَبّبة ذات الطعم المُميّز والمُشكِّل بإيقاع المردوم.. فرض عبد الرحمن عبد الله غنائيته وأسلوبه الخاص والذي سوف يظل راسخاً يخلده للأبد.

أغنية الجريدة:

أغنية (الجريدة) التي كتبها الشاعر فضل الله محمد في الستينيات، كانت (ظاهرة) تفكيرية جديدة في كتابة الشعر وخروجا عن المألوف والأنماط التي كانت سائدة في ذلك الأوان، حيث التزمت القصيدة بفكرتها من بدايتها حتى نهايتها وتسلسل أفكارها بمنطقية للتعبير عن المُحتوى.. وكان الشكل المُوازي للقصيدة هو طريقة التعبير عنها موسيقياً.

عبد الرحمن الريح:

من يُعاين للمشهد الغنائي السوداني بدقة لا بد له أن يلحظ التأثير العميق للمبدع الأسطوري عبد الرحمن الريح.. وهذا الرجل أسدى للفن الغنائي خدمة كبيرة حينما خرج عن الإطارات العادية وفتح نفاجات جديدة للأغنية السودانية من خلال منهج تجريبي جديد في الكلمة الشعرية وحتى الألحان.. وعبد الرحمن الريح مبدع لم تجد تجربة الوقفة الفاحصة المُتأمِّلة.

عبد القادر الكتيابي:

مَن يتأمّل أغنية بعُمق (لمحتك) يدرك أنه أمام شاعر حقيقي ليس مصنوعاً أو مصطنعاً .. شاعر بكل ما تحمل الكلمة من مبنى ومعنى وفكرة.. وإن كان العشر والإبداع عموماً لا يورث ولكن عبد القادر الكتيابي ورث الشعر عن خاله الشاعر الكبير (التجاني يوسف بشير).. وهذا في حد ذاته يكفي ويؤشر على أننا أمام شاعر تشرّب الشعر ورضعه مع لبن والدته والتي يحكي بأنها كانت شاعرة.. إذن لا غرابة.

أغنية الملهمة:

أغنية الملهة التي قدمها التاج مصطفى في حفل غنائي بحدائق الإذاعة القديمة عام 1948م أحدثت ثورة في عالم الأغنية السودانية ونقلتها من حيِّز الحقيبة الضيِّق إلى آفاق أرحب وتعتبر (الملهمة) من الدرر الغوالي في سفر الأغنية السودانية.. وهي مؤشرٌ على العبقرية الموسيقية التي كان يتمتّع بها الفنان الراحل التاج مصطفى .. هذا الفنان الدارس والمتعلم والمثقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى