الحسين أبو جنة يكتب : الوزير في صالون الفنون..!!

14فبراير2022م

(1) الأستاذ/ علي مهدي ممثل مسرحي معروف من خلال مسيرة مسرحية ممتدة، وإن تباينت الآراء حول أدائه ومواقفه المتأرجحة ما بين المهنية والسياسة عندما تقتضي المصالح الشخصية أن تكون الشعارات مجرد سلم للصعود إلى أعلى.

ورغم هذه البراغماتية التي تكسو مواقفه المتأرجحة، ظل الممثل/ علي مهدي في واجهة الإعلام، ولكن دون تأثير يذكر (مقارنة بآخرين) على مجريات المتغيرات السياسية التي طرأت في الآونة الأخيرة منذ منتصف 2019.!!

 

(2) الدكتور جبريل رغم مؤهله الأكاديمي في علم الاقتصاد. إلا أنه قدم نفسه للرأي العام السوداني، في إطار صورة سياسي حمل السلاح متمرداً لسنوات عديدة ضد حكومة البشير. ولم يُعرف عنه أي اهتمام بالفنون وخاصة المسرح الذي تعتبر حظوظ أهل دارفور فيه محدودة للغاية مقارنة بالمخضرمين من أبناء مدينة أم درمان حيث مولد ونشأة الممثل علي مهدي ابن حي الأمراء.!!

 

(3) ولأن فضول السياسة ومرونتها يدفعان محترفيها الى طرق الأبواب المُوصّدة، في إطار البحث عن مكاسب يُمكن أن تضيف الى رصيدهم السياسي والاجتماعي والجماهيري، لذلك قرر دكتور جبريل تلبية دعوة صالون علي مهدي آملاً في دنيا يصيبها من خلال مد جسور الإلفة والمودة مع جمهور المسرح، كونه يبدي اهتماماً كبيراً بالسياسة من خلال انتماءات يسارية معروفة، كثيراً ما غنت أشعارها للوطن.!!

 

(4) وكان حريٌّ بالدكتور جبريل أن يبدأ مسيرته الاجتماعية بزيارة ضخمة المردود والتأثير الى دار العجزة والمسنين. ومثلها الى دار المايقوما، وخاصة في مثل هذه الأيام من باب التعاطُف مع الأطفال مجهولي الأبوين. ومن ثم الاتجاه بمحاذاة النيل، حيث دار اتحاد الفنانين بأم درمان كونهم شعلة حماس مضيئة غنّت للوطن في كل الظروف ولم تنطفئ بعد.!! والذي أعلمه يقيناً أن دُور المسرحيين مازال محدوداً بعد أن توقّف قطار إبداعهم عند محطة الفاضل سعيد وأبو قبورة..!!

 

(5) دكتور جبريل بصفته وزيراً لمالية السودان بخلفية سياسية مسلحة شريكة في حكم المرحلة الراهنة، يظل مُطالباً في هذه المرحلة بأن ينفتح بمقدار زاوية مُنفرجة على كل الواجهات الفنية في كافة مجالات الإبداع بما فيها كرة القدم، من أجل توظيف منتوجها الإبداعي لدعم وإسناد الحلقات الضعيفة في سلسلة المجتمع السوداني الذي يشكو من الفقر ويُعاني من قسوة الساسة.!!

 

(6) بمفهوم مؤشرات الجدوى السياسية، تبقى زيارة دكتور جبريل الى صالون علي مهدي، مُجرّد تلبية لدعوة شخصية في قالب اجتماعي بطعم سياسي بارد. ولن يتعدى مردودها المأمول سقف الابتسامات والضحكات المجلجلة داخل الصالون الذي احتضن كثيراً من الدعوات الذكية في إطار حملة اصطياد نجوم السلطة بغرض اختراق تحصيناتها الشائكة. والشرح يفسد المعنى.!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى