على مهدي  يكتب : بالثقافة والفكر المُستنير (الرياض) مدينة النور تفتح لفنون الدنيا أبوابها

5فبراير2022م 

بناء مُؤسسات ثقافية كبرى سعودية مُنفتحة على كل الأنحاء، فيها إشارات المُستقبل، وداخلها فُرص النجاحات

 

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي من عند أفكاره المُضيئة المُلهمة يفتح أبواب المعارف والعلوم

 

السعودية “غير”، ونظرة تتّسع للشراكات المبدعة إقليميًا وعالمياً

 

 

عدت يا سادتي لتلك الأيام، يوم زرتها (الرياض) مدينة الفكر والفنون،  نزلتها أول مرة، في أزمان بعيدة، نعم، لكنها عندي كانت مفتاحاً لشراكات بعدها، أعددت نفسي لها مبكرًا، خاصة، وقد ألهمتني مواقعي الأحدث في منظومة الفن العربي، بخطوط تواصل تمشي بي في اتجاهات الفنون كلها فيها، أقرب الى بعضها البعض، بحسها وقدراتها على الإيحاء والدفع للأمام لتحقيق الأحلام. وبعضها فنون العرض، الأحلام فيها موحية وأكثر من ذلك.

نزلتها مدينة (الرياض) اول مرة أميناً عاماً مساعداً للاتحاد العام للفنانين العرب. في رفقة الأب المؤسس الراحل سعد وهبة، أدخلها في مفتتح زياراتي لها، وقد أسعدني كثيراً تكرارها، تسبقني ترتيبات مع الاحباب في الجمعية السعودية للثقافة، وكانت تشكل وقتها دفعاً كبيراً لمبادرة إعلان وتأسيس الاتحاد العام للفنانين العرب، خاصّةً وفي تسعينات القرن الماضي لعبت الجمعية أدوارا بالغة الأهمية في دعم الأنشطة والبرامج الثقافية، لا في المملكة فحسب، ولكنها مشت نحو المنطقة الكبرى كلها بشرقها الأوسط  والداني. في بناء مواعين الثقافة والفكر، في أوقات بالغة التعقيد في مناحي الحياة الأخرى.

صحيح التعقيدات بعيدة بالقدر المُستطاع عنها وسائط الفنون، لكنها لا شك تدفع سلباً وتؤخر خطوات التنمية وقتها.

جئتها والاحباب أيام التأسيس الأولى لواحدة من اكبر منظومات فنون الأداء العربية، كان في الخاطر أيام التأسيس أن تعبر بالقدر المستطاع عنها أشواق المبدعين للإسهام في اتجاهات التغيير الممكنة، والساحة السياسية العربية فيها ما فيها من تقاطُعات حادّة لدرجة القطيعة، ولم يكن الخيار لنا إلا في السعي من جوانب أخرى لسد فضاء ممكن، ولو بالإيحاء أن الحلول مُمكنة. دخلنا عليه الرحمة والمغفرة والقبول الأمير الراحل فيصل بن فهد وكان امير الثقافة والرياضة وكل ما هو بعيد عن سياسات اليوم باليوم، شاب فارع الطول، وقف للتحية وازداد طولاً، نظراته تحدد المكان، وجلس فجلسنا، وحان دوري فأضفت الممكن بعد شروحات الأحباب، وطلبنا وأجاب ووقف ووقفنا، وعدنا للقاهرة الأحب وفي خاطري ان ضمانات كبرى تمتد الآن باتساع الوطن العربي بميلاد الاتحاد العام للفنانين العرب، منها مدينتي الأحب (الرياض) وهي تلعب الآن أدواراً بالغة الأهمية في الإحياء الثقافي وإعادة البناء والتأسيس، إشارتي هذه تفصح عن أن الجهود المتعاظمة لجعلها (الرياض) مُلتقىً لفنون العالم المتنوعة المتعددة هي بذاك التاريخ المجيد، والرغبة في الإسهام. انظر معي لواحدٍ من أهم الأحداث الثقافية العالمية التي نظّمتها المدينة الأحب واستضافتها قبل أعوام. (بينالي بينالسور) للفن المعاصر في دورته الثانية، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، رغم ما فيها من صور النزاعات، وطمس حقيقة الجمال البائن. تلك الدورة في مدينة (الرياض) فتحت بين فنون العصر وعالمنا الشرق أوسطي وبعض من ساحل البحر الأحمر، أبواب الشراكات بعدها، ومن عندها (الرياض) نظر أهل الفنون في ضرورات توسيع المنصة العالمية للحوار الثقافي والفن العالمي (بينالسور). ليصبح مُلتقىً عالمياً للفنون الجميلة، الرسم والتلوين والموسيقى والمسرح والسينما.

ثم بعدها بسنواتٍ، يوم توليت مسؤولية الأمين العام للاتحاد العام للفنانين العرب، كانت المرة الأولى أن يُشارك أهل الفنون العربية في اجتماعات مجلس الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، وكانت المدينة الأحب (الرياض) تستضيف اللقاء، جئنا وجلسنا الى جوار أصحاب المعالي، وكنت وصديقي الكاتب الأستاذ علي عقلة عرسان أمينًا عاماً لاتحاد الكُتّاب العرب، وكنا أصحاب السعادة. ووقف الأمير الراحل فيصل بن فهد، يستقبلنا بذات الترحاب قبل سنواتٍ في المدينة التي أضحت وقتها أجمل فأجمل، وكيف أصبحت الآن مُلتقىً للحوار والحضارات، نعم، وعندي ذاك واحدٌ من أكثر مجالس وزراء الثقافة العرب نجاحاً إعداداً وتحضيراً، تبادلنا والأمانة العامة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الاليسكو) الوثائق والبينات. ثم أدخلتنا (الرياض) الجميلة المشرقة بأهلها الأجمل، في إيهاب الفنون والثقافة، وشهدنا افتتاح واحد من أجمل صروح الثقافة في الوطن العربي، مجمع ضخم لكل أشكال وتنوع فنون الأداء، ثم المعارض والمكتبات الضخمة. تلك الأيام أدركت أنها المدينة التي تُدير في هذه الأوقات وأيامنا هذه بتعقيدات السياسة وغيرها، أكثر الأنشطة الثقافية رواجاً وقبولاً، لأنها تفتح آفاقاً جديدة، لا للفنون السعودية والعربية فحسب، ولكنها تتحوّل بقدرتها على التنظيم، وقبلها الابتكار، إلى مُلتقى للفكر الإنساني المتنوع، القابل للآخر، وكأنها (الرياض) المدينة الأجمل، كانت تستعد لهذه الصحوة. وعندما تتحوّل الثقافة إلى مُحرِّك لصناعة التغيير، نعم تكتمل الدوائر. وقد خرجت منها تلك الأيام واثقاً أنّها تذهب بفكرها المُستنير نحو تحقيق أفضل الفُرص للبناء والتحديث في كل الاتّجاهات، لتجعل اليوم أفضل، والغد مُمكناً، وتصبح الثروات تحت الأرض دليلاً على العلوم والمعارف، والنظرة الواثقة تتّسع لتشمل كل الفُرص المُمكنة الآن، عند نجاعة الفكرة في النظرة المستقبلية وفي رؤية المملكة 2030 والتجديد الكامن في تفاصيلها وقد كتبت عنها (السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر) الرؤية التي تترك النزاع المصنوع، لتذهب لصراع الطبيعة، بالعلوم والمعارف والاكتشافات، لتمكن الحاضر من مناهضة التصحر والجفاف وأن يصبح العلم مُمكناً.

كنت قريباً يومها وزرتها واستمعت كما تابعت مع الآخرين لحوارات مثمرة، باهتمام بالغ من عند سيدي صاحب السمو الملكي أمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين في ما يُطرح حول فرص التغيير الممكنة، والفكرة عنده لا تقف في حدِّها النظري فقط، لكنها تذهب أكثر نحو التنفيذ مُباشرةً ببناء المنظومة التنفيذية فتجعلها بعد ذلك بين الناس وتستطيع أن تلمحها وتدرك من الوهلة الأولى، فتقول واثقاً نعم هذا تصريحٌ سابقٌ لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، هو الآن يتحول الى مؤسسة تعمل وتنتج.

وكنت طرفاً في أكثر من حوار فيها يستشرف المستقبل ويتيح للثقافة والفنون الولوج من أبواب السياسة الإقليمية والدولية، رغم ظروف صعوبات الجائحة التي منعت التواصل المباشر، لكنها الوسائط الأحداث جعلت حواراتنا ممكنة حول أدوار الثقافة والفنون في مُناهضة العنف والتطرف الفكري، ثم كانت من بين أفكاره المستنيرة ميلاد (اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية) وفيها (نيويورك) المدينة الأحب وفي مؤتمر الثقافة والتنمية المُستدامة تحققت لعالمنا المليء بالتعقيدات أن تصبح له بين مدن الفنون محطة يهمها بناء جسور التواصل ودعوات مُتّصلة من أجل التفاهم الممكن

انظر للأرقام عندي بدون تحليل لعناصرها، فهي من فرحتي بها تحتاج إلى دهاليز وأخرى.

استضافت (الرياض) المدينة في موسمها هذا الذي يضئ مدن المملكة العربية السعودية ثلاثة آلاف فعالية فنية وثقافية، شهدها جمهور يقدر بإحدى عشرة مليون زائر.. نعم وتلك من النعم.

فيها مدينتي الأحب الكثير الذي به تكتمل عناصر التقدم، استضافت فعاليات مهرجان البقعة الدولي للمسرح ولأول مرة في تاريخ العلاقات الثقافية السودانية السعودية، أول عرض مسرحي من فرقة (الطائف) المسرحية، وحصلت على واحدة من أهم جوائز المهرجان.

والنظرة لتعزيز برامج التعاون مستمرة

كتبت قبلها عن معرض (لبيك) يحكي عنها أم المدائن (مكة) المكرمة قلت وأعيد أو ذهب إلى مكتبة الكونغرس الأميركي ومركز كنيدي للفنون في واشنطن أو الى بهو مقر الأمم المتحدة في نيويورك ثم قبلها إلى مبنى اليونسكو في باريس ومعهد العالم العربي فيها.

هل للحديث غير الفكر المُستنير أبوابٌ..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى