جعفر عباس يكتب: وداعاً بشير شيخ الموسيقيين

(1)

صعدت قبل يومين روح أكثر الموسيقيين إثراءً للوجدان السوداني، الفنان الضليع متعدد الأضلاع بشير عباس بشير نصر ابن حلفاية الملوك، الذي رفد المكتبة بنحو خمسين مقطوعة موسيقية، وقدم ألحاناً خالدة جعلت من تغنوا بها أعلاما في عالم الطرب، ولم يعرف السودان قبل بشير عباس شخصا في مهارة الراحل بشير في عزف العود.

(2)

وقام بتجيير تلك المهارة لتوليد ألحان جديدة، وتحويل أغنيات جيل الرواد الى مقطوعات موسيقية خالدة.

شغل الفقيد وظائف قيادية في شعبة الموسيقى بالإذاعة السودانية ما بين عامي 1959 و1990، وكرّس بعدها كل جهده ووقته لتوصيل الموسيقى السودانية الى أوروبا والولايات المتحدة وكندا ودول الخليج العربية؛ وكان بشير عباس هو من تبنى واحتضن فرقة البلابل وجعل منها رقما مميزا في الساحة الغنائية السودانية، بتشكيلة من الألحان ستظل خالدة في وجدان كل ذي حس موسيقي سليم.

(3)

كما قدم أجمل الألحان والمعازف لمحمد وردي واحمد المصطفى وزيدان إبراهيم وعبد العزيز داؤود، كما صاغ الموسيقى التصويرية لأعمال درامية كبيرة أشهرها مسرحية “نبتة حبيبتي” لمؤلفها الشاعر هاشم صديق.

بعد طول فراق التقيت قبل أيام قليلة بزميلة الدراسة شقيقة الراحل بشير الأستاذة إقبال عباس وزوجها د. الفاتح إبراهيم حمد اللذين قدما الى الدوحة من نيويورك لحضور مناسبة اجتماعية مهمة، وسألت إقبال عن بشير فطمأنتني عليه، فإذا بالناعي ينقل اليّ خبر وفاته قبل ساعات.

اللهم أرحم بشير عباس الذي عطّر نهاراتنا وليالينا بالحالم والبهيج، وأثرى أحاسيسنا بجميل الكلم والنغم، واجعل الجنة مثواه، والتعازي للأخت إقبال وعموم آل بشير نصر في كل البقاع، وللشعب السوداني قاطبة فقد كان بشير ملكية عامة وثروة قومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى