علي مهدي يكتب : جائزة الشيخ زايد للإخوة الإنسانية .. جائزة المليون دولار تأتي تقديراً للإنجازات الجليلة التي تُساهم في تقدُّم البشرية وتعزيز التعايش والإخاء الإنساني

29يناير2022م 

تعتبر وثيقة الإخوة الإنسانية رسالة أمل هدفها تعزيز قيم التسامح والتضامن العالمي وإعلاء قيم الإنسانية والعيش المُشترك.

بناء جسور التواصل الثقافي والإنساني، وترسيخ السلام والعيش المُشترك

عُدت يا سادتي لدهاليزي، وغبت عنها أياماً وليالٍ، وهي عندي اضحت خيطاً قوياً والحياة التي أحب وأعشق، ويوم اجلس اليها تأخذني بسحرها الأخّاذ ، فلا وقت معها  يضيق، ولا حزن يباعد بينها والحرف المتمادي في سراديب القديم منها الحكايات المجيدة. او حاضر نمشي به، او خيالات وتصورات للقادم منها الايام ، لا  حلمًا ، ولكنه بعض أطراف الحقيقة الممكنة في دروب الفن والفكر المستنير ، به تتحق لنا أحلامنا، ندركها في الحياة ، والغالب فيها يمشي مع السير ، نرجوها عطرة بالقدر المستطاع، ولو في الدهاليز . وهي تمشي اليوم من المدينة  الاحب ( أبو ظبي) وسيرتها العطرة تمشي مع الأب المؤسس المغفور له  برحمته تعالى الشيخ زايد آل نهيان ، وفيها من تصاويري للقاء الاول قبل اكثر مر ثلاثة عقود معه، عطر يومها حياتي بعدها ، واسهم في اتصال جهود اسعى لتحقيقها من عند نظرته الاولى، والتماع كفي بين يديه، والنظرة من عنده تفتح دروب الخير كلها للعالم المحب للسلام والمتجه نحو الخير كل الخير للناس كلهم.

ودخلتها المدينة اول مرة وسحرها في اطراف اذني، يحادث العقل، انها وإن تباعدت المسافات لكنها اقرب الينا من حبل الوريد، دخلتها احمل حلمي  القديم بها، لما سمعتهم يحكون عنها، والدروب فيها تحفها نخلات قصار لكنها مُثمرة ، يوم جلست مُشاركًا باسم جموع الفنانين العرب، وكنت أمينًا عامًا، حديثا على المنصب والمسؤوليات القومية، لكنها مهدت بعدها لعمل مشترك اوسع، يمتد للعالم اجمع والحمد لله ، وفي مهامي الاولى تلك  اشهد بدعوة كريمة من مجلس الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية العرب والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) الاجتماع الدوري، يوم كانت ولا تزال (الشارقة) عاصمة للثقافة العربية، وتلك المشاركة وإن تكررت في اكثر من مدينة بعدها، لكنها عندي كانت غير. لانها جمعتني عيانًا بيانًا مع الاب المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتلك النظرة واللقاء مفتاح كل شيء لي بعدها ، ويوم كتبت عن مبادرة الإمارات الدولة لبناء التفاهمات الأممية، كنت اعيد منها مشاهد اللقاء الاول معه. وقفت ساعتها امامه بعد ان حان دوري، ووقف يومها ذاك الصباح طويلاً يحيي اصحاب السمو والمعالي الوزراء ويتحدث اليهم بعد التحايا، ونظرت ثم تأمّلت في المشهد امامي من عند البسمة الواضحة المعالم، نعم فيها كل خير  تعلم، ولا يخفى عليك انك تقف امام اب حنون ومؤثر، نعم، ومنها الكلمات ، قال لي لما حان دوري ووقفت، امسك بيدي، اب ، جد ، إنسان وريف النواحي، صادق الابتسامة، وتخيلت ان كل منا وفي هذا الجمع الكبير ، حُظي بابتسامة خاصّة، وادركت ان ابتساماتي شخصيًا كان لها ما بعدها من الفتوحات، ثم كان السؤال الاهم عندي من عنده

كيف حالك؟

وحالكم؟

وحال الفنون؟

واتّسعت ابتسامتي لما اكد لي ان الفن مدخلٌ طيبٌ للتعايش، ثم وضح ذلك بعد رحيله للرحمة الواسعة بعقود، وغير بعيدٍ من حيث التقينا قبلها، تتأسس الآن واحدة من اهم المبادرات الإنسانية الخلاقة، (وثيقة الإخوة الإنسانية) وهي المبادرة الكبرى لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، لتبني دروباً من التآخي وتسعى لإيقاف العنف، كل اشكال العنف المفضي للفوضى نعم غير بعيدٍ من مكان ذاك اللقاء التاريخي مع الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية والمنظمات الإقليمية العربية للفنانين والأدباء التقى قادة العالم هذه المرة، هم الأكثر تأثيرًا على حياة الناس، كل الناس، في المعاش اليومي.

ونشرت واحتفلنا في الدهاليز، وبشرنا (بوثيقة الإخوة الإنسانية) يوم وقع فضيلة الإمام الاكبر شيخ الازهر الشريف الشريف احمد الطيب ، وقداسه البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية عليها بحضور اصحاب السمو الشيخ محمد بن زايد صاحب المبادرة وسمو الشيخ محمد بن راشد حفظهم الرحمن.

ولانها الوثيقة والفكرة فيها وحولها بالغة الأهمية وعي فتح جديد في مسارات العلاقات الأممية سياسيًا وثقافيًا وقبل كل شيء إنسانيًا، دار حوارٌ بنّاءٌ هنا في الخرطوم حولها، وكانت الإشارة بالغة من سعادة السفير محمد حمد الجنيبي سفير دولة الإمارات العربية في الخرطوم يومها واضحة، وهي تحمل من عند (أبو ظبي) فرص التآخي الممكنة من اطراف العالم، بتقاطعات بائنة، مهما كانت حدتها ، فكيف لا يجلس اهل الوطن الواحد في السودان ليبحثوا فرص الخروج الى النور الممكنة.

جلسنا يومها في دار سعادة السفير الجنيبي، دار الإمارات كما نحب أن نقول، وفي إيام اكثر تعقيداً، وان كانت ايامنا هذه الأيام التي ندركها لا وصف يستقيم معها. واتّسعت الدعوة، وكانت الأقدار أو ترتيب آخر يذهب بالأحداث، لتشهد طاولة الحوار حول (وثيقة الإخوة الإنسانية) كل أطراف الشراكة السودانية الوطنية، رجال دين مسلمين ومسيحيين، واهل سياسة، وصناع الحياة من أهل الإعلام مرئي ومسموع ، وصحافة يومية ، وأصحاب السعادة السفراء في الخرطوم. وأهل الحكم، وقتها كانوا جالسين، ومن حُسن ابتسامة الشيخ الراحل زايد عليه الرحمة، كنت وسطًا بين كل هذه المكونات، التي ما كان لها ان تلتقي في فضاء واحد يومها، لكنها الدعوة الكريمة والمباركة والمبادرة من سعادة السفير الحبيب الجنيبي ، وهي امتدادٌ للمبادرة الكبرى

الاماراتية التي بعدها احتفى بها العالم.

واحتفي والكثيرون بعد ان مشت الفكرة بين الناس وخرجت بعدها وامتدادها فكرة، حولتها الى حوار متصل يحقق الآن نتائج افضل.

(جائزة الشيخ زايد للإخوة الانسانية) والتي تأسّست فبراير من عام ١٩٠١٩ تخليداً للقاء التاريخي بين قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الامام الاكبر الشريف أحمد الطيب واستحقوا بعدها ان يصبحوا اول فائزين بها تقديرًا لادوارهم .  اصبحت الجائزة بكل ما فيها من اسباب موجبة لحدوثها، واضحت ملتقى العالم. وتشكلت لها لجنة عالمية ضمت العلماء من قادة وحكماء العالم اصحاب الخبرات والمفكرين وقادة الرأي المستنيرين.

وتعمل الامانة العامة للجائزة واللجنة العليا للإخوة الإنسانية ومقرها مدينة (أبو ظبي) على استكمال مراجعة الترشيحات ، والتي تأتي من المنظمات الإقليمية والدولية والشخصيات المؤثرة على المشهد العالمي.

التحيات العطرات لسعادة المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام وللعاملين في الأمانة العامة للإخوة الإنسانية، وقد أصبحت الآن مرجعية اكثر قدرةً على الإسهام في تحقيق الأهداف الأسمى والأغلى لمبادرة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي في بناء السلام العالمي، وتوسيع فرص الإخاء الأممي والتعاون البنّاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى