بعد غياب عامين.. الناطق باسم الجيش.. دواعي التأخير والتعيين

الخرطوم: عوضية سليمان.     25 يناير 2022م 
بعد عامين من خلو منصب ناطق رسمي باسم القوات المسلحة السودانية، عينت رئاسة الأركان ناطقاً رسمياً باسمها وسمت العقيد الركن نبيل عبد الله ناطقاً ليشغل المنصب.
ولقد ظل المنصب شاغراً بعد العميد ركن عامر محمد الحسن، حيث ظلت القوات المسلحة السودانية، بلا لسان يتحدث باسمها في كثير من القضايا التي كانت تطرح في الشارع، وتكفل في مرات مستشار لرئيس مجلس السيادة العميد الطاهر ابو هاجة بالرد نيابة عن الجيش، وفي مرات اخرى كان يفضل الصمت.
وقد تختلف آراء الخبراء الأمنيين في تعيين ناطق رسمي للجيش، حيث رأي البعض أهمية التعيين وأنه جاء متأخرا، وذكروا ان القوات المسلحة تعرضت لهجوم عنيف كان يستدعي ان يكون هنالك ناطق رسمي باسمها لتوضيح الحقائق، بينما رأى البعض بعدم وجود ضرورة لتعيين ناطق باسم الجيش في وجود ناطق بمكتب القائد العام ومستشار إعلامي الا إذ كانت هنالك هيكلة إدارية، بينما اعتبر آخرون ان ما تم تعيينه شخص ذو خبره كبيرة جدا، وإنه أقرب إلى الفريق البرهان في دواليب العمل ومن شأنه ان يضيف الى القوات المسلحة.
هيكلة عادية
في نظرة مختلفة تماماً بخصوص تعيين ناطق رسمي باسم الجيش، قال الفريق محمد جامع لـ(الصيحة) ان التعيين شأن يخص القيادة في القوات المسلحة، مؤكدا بأن هنالك ناطقا عسكريا باسم المجلس العسكري السيادي، موضحا أن وجود الجيش دون ناطق رسمي لا تأثير له في ظل وجود ناطق عسكري، وقال إن العميد أبو هاجة هو في الأصل عميد في القوات المسلحة وكان مسؤولاً عن إدارة التوجيه المعنوي وكان موجودا في مكتب القائد العام، كاشفا بأن أي تصريح يخرج منه كان يمثل رأي الجيش.
وأضاف أن تعيين ناطق رسمي شيء عادي وتكملة لهيكلة الجيش، ولكن لم يهتموا بتعيينه منذ البداية، وقال إن وجود العميد أبو هاجة مع القائد العام يكفي باعتبار أنه داخل مكتب مجلس السيادة وهو من له الدور الكبير في قيادة الدولة، لذلك من باب أولى أن يكون الناطق الرسمي لقائد القوات المسلحة هو الناطق الرسمي باسم الجيش وبالتالي لا داعي لتعيين آخر وتعدد الأسماء.
تأثير الغياب
من جانبه، تساءل الخبير الاإستراتيجي الفريق أول ركن (م) محمد بشير سليمان لماذا ظل الجيش دون ناطق رسمي طيلة هذه الفترة ولمدة عامين؟ هذا سؤال مشروع، وقال بشير لـ(الصيحة) ان المواطن أصبح يتساءل عن عدم وجود ناطق رسمي للقوات المسلحة، واضاف: يبدو أن السيادة العسكرية لرأس الهرم تبحث عن شخصية متوازنة طيلة الفترة الماضية ولديها رأي واسع، وقال ان الموقف السياسي العام يتطلب الحذر والدقة في الحديث وعدم الشطط في ما يمكن أن يقوله، وأضاف في لحظة من اللحظات ظلت القوات المسلحة مستهدفة من بعض القوى السياسية والحديث عنها قد كثُر، وأحسب أن هذا ليس المبرر، ولكن من المبرر أن يكون هنالك شخص يتحدث عن القوات المسلحة ويدافع عنها بالحق، واعتبر بشير بأن غياب ناطق باسم الجيش أثر على القوات المسلحة وتحديداً الجانب المعنوي، موضحا بأن هنالك هجوما عليها بطريقة غير عادية ولم تجد ما يدافع عنها لأن هنالك أهمية للوقوف معها لحفظ الأمن السوداني لمجابهة التحديات التي تواجهها.
دقة الاختيار
وقال أخشى أن لا يكون التعيين في إطار الولاء، بمعنى أن لا يكون يتبع للمؤسسية والقيادة السياسية العسكرية، موضحا بأن الولاء أن لا يقول ما يرضي المؤسسة العسكرية هذا هو جوهر الموضوع في تعيين ناطق رسمي لها، وأضاف بأن الضابط الذي تم تعيينه مؤهل تأهيلا عاليا جداً، وتمنينا أن يستفاد منه بموقع آخر في إطار التطوير والتحديث وان القوات المسلحة يوجد بها بمن يقوم بالمنصب ولكن يبدو أن هنالك نوعا من التقارب، وكشف عن أن الضابط الذي تم تعيينه ناطقا رسميا يتمتّع بالقيادة السياسية أيضاً، وعمل مع البرهان سابقاً، لذلك التقارب هو السبب في تعيينه، مؤكداً بأن هذا الموقع لا يعين له شخص عادي، لا بد من دقة الاختيار لأنه يمثل المؤسسة العسكرية، وتساءل لماذا لم يتم تعيينه من قبل وأن منصبه في صميم القوات المسلحة والمنصب ظل شاغرا، وقال هنالك اسماء كثيرة رشحت للمنصب، لكن هذا الضابط موثوق فيه ولا يخرج من سياق القيادة العسكرية في الحال والمستقبل، وأوصى بشير بأن يتحدث الناطق في كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية، وقال يجب أن يكون مُلماً بكل تفاصيل الناطق والرجل مؤهل لذلك.

عمل عسكري
فيما قال العميد خالد سعد الصوارمي الناطق الرسمي الاسبق للجيش إن الناطق الرسمي باسم الجيش هو لسان القوات المسلحة، ولابد من وجوده الآن، موضحا لـ(الصيحة) أن مهامه مهمة للجيش في الدفاع عنه والحديث عن عمل ومهام الجيش، وأضاف الصوارمي الآن أصبح للقوات المسلحة صوت للدفاع والصد، وزاد قائلاً: إذا كانت هنالك أخطاء يقوم بتصحيح المفاهيم الخاطئة وغير ذلك يقوم الناطق بنقل الأشياء الضرورية بما يختص بالعمليات العسكرية التي لا تستطيع بقيه الجهات الأخرى الاطلاع عليها، وأضاف هذه سنة متبعة في كل الجيوش، وحول تأخير تعيين ناطق رسمي قال هذا شأن متفق عليه، وإن أبو هاجة مستشار لرئيس مجلس السيادة بالرغم من عسكريته، ولكن عمله يختلف عن عمل الناطق الرسمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى