أم سلمى إدريس تكتب : العُنف المُمنهج ضد قوات الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى

24يناير2022م 

* المتابع للتظاهرات الأخيرة والتي انتظمت ولاية الخرطوم وبعضاً من الولايات الأخرى، يلحظ وبدون كثير عناء الهجمة الشرسة والتي تمارسها بعض القوى السياسية بعد أن فقدت بريق السلطة ولمعانها وصولجانها وكانت على مدى السنتين الماضيتين تتغذى من ثدي الدولة، ولكن الآن شقّ عليها الفطام، ولذلك لجأت الى اللعب بخشونة بلغة كرة القدم مستهدفة في ذلك قوات الشرطة على وجه الخصوص، تارة بفبركة الاخبار والفيديوهات، وتارة أخرى باستخدام العنف الممنهج، وثالثة بقتل وإصابة منسوبي الشرطة وخير شاهد على ذلك قتل العميد شرطة حقوقي بريمة والذي استشهد وهو يؤدي واجبه المقدس في حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة والمواقع الاستراتيجية والسيادية والأسواق من المتفلتين ومعتادي الإجرام.

* ومما يجدر ذكره ويشار إليه بأن قوات الشرطة قد درجت على وضع خطط طموحه لتأمين مثل هذه المواكب تدرجاً من الوحدات الادارية وصولاً الى سلم وهرم الولاية حيث توجد هيئة قيادة الشرطة والتي تشرف وتراقب كل صغيرة وكبيرة بغية حفظ الأنفس والممتلكات.

* وبحسب بيان الشرطة والذي أصدرته مؤخراً على خلفية تظاهرات (17) يناير والذي أكد على مناشدة قيادة الشرطة لقيادات الحراك للجلوس والتنسيق ولم تجد الدعوة بحسب بيان الشرطة الاستجابة، بل قوبل ذلك بعداء مُستحكم ومواجهات اتسمت بالعنف المنظم واستخدام الملتوف وتكتيك أشبه بالعسكري نتجت عنها إصابات وقتل وطعن في وضح النهار، حيث  تمركزت تجمعات المتظاهرين بمنطقة شروني وبري بالخرطوم وشارع المعونة ببحري وشارع الأربعين بأم درمان، وأشارت الشرطة في انها تعاملت معها بأقل قدر من القوة القانونية خاصة محاولات التعدي على أقسام الشرطة والقوات بأماكن التجمعات وذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وأكدت الشرطة في انها وبنهاية اليوم سجّلت مضابطها (7) حالات وفاة لمواطنين جميعها بمحلية الخرطوم وأصيب 50 من منسوبي الشرطة و22 من المواطنين إصابات متفاوتة وتم القبض على 77 متهما وتم اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهتهم بدوائر الاختصاص بإشراف النيابة وقوات الشرطة.

* وعطفاً على بيان الشرطة، فإنه ينبغي إدانة العنف الذي تمارسه بعض الجهات على منسوبي الشرطة وكذلك من الاهمية بمكان وقف حالة العداء وخطاب الكراهية ضد قوات الشرطة لأنها هي العمود الفقري لاستتباب الاوضاع الامنية وحفظ الأنفس والممتلكات واي محاولة لشيطنة الشرطة سوف يدفع الجميع ثمنها باهظاً وحينها لا يجدي ولا ينفع الندم.

* والشرطة في هذا التوقيت تحديداً تحتاج إلى الدعم والسند المعنوي خاصة وأنها تعمل في ظروف بالغة التعقيد من سيولة سياسية واوضاع اقتصادية متردية وبيئة عمل اقل ما يمكن وصفها بأنها هي الأسوأ في تاريخ السودان السياسي، وبالتالي علينا جميعاً ان نعض بالنواجز على ما تقدمه الشرطة من تضحيات جسام في سبيل حفظ الأمن والوطن من التشظي والضياع!

* الرحمة لشهداء الشرطة والجنة والخلود لكل شهداء الوطن الذين راحوا ضحايا في التظاهرات الاخيرة من مدنيين وعسكريين نتيجة لبعض الأطماع السياسية لبعض القوى والتنظيمات السياسية والتي لا تريد الاستقرار والسلام لوطننا الحبيب!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى