عبد الله مسار يكتب : الأمم الأخلاق

 

قامت ثورة ديسمبر تحت شعار (حرية.. سلام وعدالة)، كل ما في هذا الشعار عمل وعبادة الشخص الحر هو المكلف، لأن العبد مرفوع عنه التكليف. أما السلام فهو اسم من أسماء الله الحسنى وهو وصل التخاطب بين الخلق، بل هي التحية التي حيا بها رسولنا الخالق من فوق سبعة سماوات. أما العدل هو أساس الحكم وهو اسم أيضاً من أسماء الله، بل هو معيار حفظ الحقوق والواجبات على ظهر البسيطة ولكل مخلوق، والعدالة هي الوسيلة الفاعلة لتحقيق العدل.

إذن شعار هذه الثورة قام على الدين والخُلُق الرفيع والحق والطمأنينة، بل قام على ممارسة الحياة العامة وفق القانون والسلوك المستقيم.

ولكن صارت ممارسات الحكام وبعض الثوار ضد هذا الشعار وبدأوا يخالفون شعارهم هذا في سلوكهم العام، وجعلوا من العمل خارج هذا الشعار، وألغوا كل القوانين التي تتماشى وتتماهى مع الشعار وجاءوا بكل قبيح من القيم والسلوك والأخلاق، ونسبوا ذلك للحرية. لغوا قانون النظام العام وشرعوا قوانين تخالف الدين للأسرة والذوق العام، وأزالوا الدين من الحياة العامة، وسمحوا لكل شاذ وصاحب سلوك ينافي الفطرة وشرعنوا له ذلك، وجعلوا من كل أمر يخالف السوي في سلوك البشرية أمراً مباحاً، بل صار كل قبيح ومستهجن مرغوباً ومسموحاً به حتى صرنا نسمع المساواة بين الرجل والمرأة، وسمعنا المناداة بالخل وصديق الفراش توأم الرجل، وسمعنا المناداة جهاراً نهاراً وعلى عينك يا تاجر بأن تستعين الزوجة الثانية بصديق كأنها محاسبة موظف.

يا هؤلاء، السودان دولة القيم والأخلاق والمثل بالدين وغير الدين حياءً وذوقاً عاماً.

وكانت حبوباتنا، وامهاتنا من شدة حيائهن لا يأكلن في السوق والمحل العام، بل حتى اذا أرادت ان تشرب الماء تغطي وجهها، ولكن في ظل دولة المدنية الجديدة، أُهدرت القيم وبيعت وضيعت الأخلاق وحرض على الدين، وصار كل ما من الدين تخلفاً، وانتشرت الرذيلة في المجتمع حتى شاهدنا في بعض الوسائط والفيديوهات راقصات عاريات يتغطين بالبشكير وفِي ضواحي الخرطوم.

أيها السادة، إنما الأمم الإخلاق ما بقيت

فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

لقد انتشر الفساد بكل أنواعه، وصارت الأخلاق فعلاً ماضياً، وانتشر العنف الأسري، قتل الابن أبيه وأمه، وتآمرت الزوجة على زوجها وقتلته مع خليلها، وهكذ اضطرب دولاب الحياة وضاعت الأسر وماتت المروءة، وكثر الكذب والنفاق والدجل، بل ضاعت الأمانة وضيعت الحقوق، وفِي ظرف وجيز يا هؤلاء، لا أعتقد أن ثورتكم قامت من أجل هذا، ولكن نعتقد أنها ثورة قيم وشعارها (حرية.. سلام وعدالة).

وهو الحاكم للحياة العامة، ولكن كل يوم نرى العجب العجاب. احذروا وعفوا وأوعوا وانتبهوا الآخرة قريبة.

أيها الحكام، “الدين ما حق الكيزان، الدين حق الله”، حاربوا الكيزان إن شئتم ولكن احذروا حرب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى