بين حميدتي وترامب

تداول مناضلو الكيبورد الذين لم يخرجوا مع الثوار في هاجرة الظهائر والشمس في رابعة النهارات، ولم يستنشقوا البمبان ولم يعرضوا حياتهم لمخاطر القتل مكشوف القناع ومشتمله، تداولوا التعليق على تصريح نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) حول الإضراب الذي هدد به العاملون بالكهرباء بالنقد لدرجة التهكم.

التصريح مثار النقد في الميديا هو قول حميدتي: (أي زول يضرب عن العمل يمشي بيتو وما يرجع) فقال بعضهم هذا كلام لا يليق بنائب رئيس.

ونريد أن نقول إنه في أمريكا (راعية الديموقراطية وحقوق الإنسان في العالم) قام الرئيس ترامب بإصدار قرار (الإغلاق الحكومي) بسبب إرجاء الكونجرس مداولاته حول طلب تقدم به الرئيس ترامب للحصول على تمويل لبناء الجدار العازل على الحدود الأمريكية مع المكسيك. إذن ترامب يريد تمويلاً لمشروع حوله خلاف وحميدتي يريد استمرار خدمة الكهرباء للمواطنين خاصة في رمضان.

قل لي: ماذا يعنى (الإغلاق الحكومي) وما الذى يترتب عليه؟ إغلاق الحكومة يعني توقف المؤسسات التي تقدم خدمات غير أساسية ممولة من الحكومة. وإغلاق تلك المؤسسات يترتب عليه توقف العاملين عن العمل ولا يتم دفع رواتب لهم. ويشمل الإغلاق عدداً من الوزارات أهمها الأمن الداخلي والعدل والتجارة والنقل والسكن والخزانة. وتأثر بالإغلاق الذي قرره ترامب في يناير من العام الحالي (800) ألف موظف فدرالى!! من أصل 2.1 مليون موظف. وحدد الكونجرس الخدمات التي لن يطالها قرار الإغلاق وتم تمرير الموافقة على تمويلها وهي الدفاع والماء والطاقة، (نعم الطاقة يا سادة) والتشريع والمنشآت العسكرية وشؤون المتقاعدين، ووزارات العمل والتعليم والصحة، والخدمات الصحية. ويصدر قرار الإغلاق في حال عدم موافقة إحدى الهيئات التشريعية على تمويل ميزانية برامج الحكومة للسنة المالية الجديدة.

   * أرأيتم يا سادة كيف أن ترامب استطاع أن يوقف مرتبات أكثر من ثلث الموظفين الفيدراليين؟! ليس لأنهم (طفوا النور) وإنما للضغط على الهيئات التشريعية لتمرر تمويل مشروع لا ناقة لهؤلاء الموظفين فيه ولا جمل!

   * هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أرأيتم كيف أن الكهرباء (الطاقة) ضمن الخدمات المستثناة من الإغلاق الحكومي؟

وطالما أنه ليس لدينا قانون يحمي المواطن السوداني من الموظفين الذين يدفع هو رواتبهم، فليقل حميدتي ما يشاء وليفعل ما يشاء مع موظفي الكهرباء الذين نعلم أنهم يتقاضون أفضل الرواتب والحوافز والبدلات. وهم في تقديري يريدون أن يقدموا (السبت) لحكومة (قحت) الديكتاتورية المرتقبة حتى يجدوا منها (الأحد) فينعموا بالاستقرار والاستمرار ولا يطالهم سيف التصفيات الوظيفية، ولكن حميدتي عاجلهم بما يهابون لأنهم يخدمون أجندة (قحت) على حساب المواطن مشتري الخدمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى