أبو تبيان يكتب : هل يفلح اجتماع “أصدقاء السودان” بالعاصمة السعودية الرياض في تضميد جراحات الخرطوم؟

 

20يناير2022م

شهدت الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، الثلاثاء 18 يناير٢٠٢٢م، بمقر وزارة الخارجية، انعقاد جلسات اجتماع “أصدقاء السودان” والذي حضره لفيفٌ من ممثلي الدول والمنظمات الدولية والاقليمية، حيث كان المبعوث الأممي بالسودان السيد فولكر بيرتس أكثر المهتمين بالوصول إلى نتائج تمكنه من إنجاح مهمته بالسودان التي اعترتها كثير من العثرات، الأمر الذي جعله يتحرّك داخلياً وخارجياً لإنقاذ السودان من حالة الانسداد السياسي الماثلة في المشهد الآن.

 

المنظمات الدولية والإقليمية هي كذلك ترى بأنها حان الوقت لإنهاء العُنف والدخول عاجلاً في  حوارٍ جامعٍ لا إقصاء فيه لأي طرف لتحقيق عملية التحول الديمقراطي السلمي بالسودان، فتسارعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى حضور الاجتماع والاستماع للمُقترحات والآراء التي تضمن استمرارية الانتقال السلمي السياسي بالدولة السودانية المُضطربة حالياً.

 

أيضاً، التحق بالاجتماع ممثلو دول “أصدقاء السودان” من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والنرويج والسويد بحكم أنها فاعلة في المشهد السياسي بالسودان منذ ميلاد الثورة السودانية وحتى تاريخ توقيع الوثيقة الدستورية التي بموجبها تم تكوين حكومة الفترة الانتقالية الحالية والتي كان مطلوبا منها أن تخرج بالبلاد إلى بر الأمان، وتفضي إلى استحقاق ديمقراطي يُشارك فيه كل أبناء الوطن للوصول إلى الحكم المدني المَنشود، إلا أنّ حالة حكومة الفترة الانتقالية بالسودان منذ ميلادها بوثيقتها الدستورية العرجاء لم تحقق الأمن والاستقرار للمواطن السوداني، ولم يحس أي سوداني بأن هناك تغييراً حقيقياً في الخارطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بل شهدت مشاكسات ومحاككات بين شركاء الحكم (العسكريين والمدنيين)، عجزت معها محاولات المبعوث الأممي بالسودان السيد فولكر بيرتس، الأمر الذي دفعه لمشاركة المجتمع الدولي والإقليمي للبحث عن مَخرج آمن يحقق تطلُّعات الشعب السوداني وحقه في الحرية والعيش الكريم.

إذن، اجتماع “أصدقاء السودان” بالرياض نقطة مهمة تهدف إلى رسم خارطة طريق دولية تساعد الفرقاء السياسيين والعسكريين بالدولة السودانية للتراضي الوطني والالتفاف حول القضايا الوطنية الداعمة للانتقال السلمي للسلطة، وان خرج  الاجتماع بتوافق دولي حول مبادرة فولكر بيرتس، التي طرحها بالسودان والتي ذكر بأن المشاركة فيها لا تعزل أو تستثني أي جهة، وبالتالي سنشهد التفافا كبيرا عمّا قريب، يجمع كل فرقاء المجتمع السوداني سياسياً واجتماعياً، وستكون هناك حلول للأزمة السياسية الراهنة تفضي إلى انتقال سياسي عريض، تسنده منظمات الأمم المتحدة والاتحادات الاقليمية وصندوق النقد  والبنك الدوليين، وتدعمه قيم الوطنية المسؤولة من جميع مكونات المجتمع السوداني.

الدولة الراعية للاجتماع (المملكة العربية السعودية) بقيادة السفير عيد بن محمد الثقفي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية بالسعودية، قدموا مجهودات جبّارة في دعم الثورة السودانية منذ بواكيرها ولهم تحرُّكات إيجابية فاعلة وطّدتها العلاقات الأخوية الأزلية مع حكومة وشعب السودان.

كل هذه الصفات، استخدمتها المملكة لإدارة حوار دولي جامع بالرياض بغرض الوصول إلى حل للمشكلة السياسية السودانية الراهنة، فبالتالي سيكون المسرح السياسي السوداني في مقبل الأسابيع القليلة القادمة تحت أنظار المجتمع الدولي الذي سيرمي بثقله لإنهاء حالة الانسداد السياسي وهيجان وغليان الشارع الثوري،  ونأمل استمرار الدعم السعودي للشعب السوداني العظيم المعطاء، حتى يخرج من حافة الانهيار إلى بر الأمان، فإنّ نجاح اجتماع “أصدقاء السودان” يعني نجاح مبادرة ممثل البعثة الأممية بالسودان، والتي ينتظرها أهل السودان بأن تكون برداً وسلاماً لحالته السياسية الحالية بالوصول إلى حل جذري يمضي بالانتقال السياسي الى نهاياته.

الثلاثاء الموافق 18 يناير 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى