مزارعو السوكي.. الخلافات تُهدِّد سداد المديونيات 

 

الخرطوم: رشا التوم    20يناير2022م 

تباينت ردود الفعل في أوساط مزارعي هيئة السوكي الزراعية في الاتفاقية التي أُبرمت بين الشركة الأفريقية للتأمين ووفد من المزارعين لسداد مديونية الشركة المترتبة لأربعة مواسم زراعية بواقع 86  ألف قنطار قطن يتم سدادها وفقاً للسعر العالمي.

وأعلنت الشركة الزراعية الأفريقية، عن تنازلها لنصف ديونها على هيئة السوكي الزراعية، على أن تسدد 50% المتبقية على أقساط خلال مدة عامين، بخطاب مُتمد من وزارة المالية، إضافةً الى إيقاف الشركة لإجراءاتها القانونية ضد المزارعين إلى حين اكتمال الترتيبات بحسب ما نقل موقع (العهد أونلاين).

وأشادت عضو مجلس السيادة الانتقالي د. سلمى عبد الجبار المبارك، بالدور الوطني للشركة الزراعية الأفريقية في خدمة وتطوير الزراعة بالبلاد، جاء ذلك خلال لقائها وفد مزارعي هيئة السوكي الزراعية وحضور مدير عام الشركة الأفريقية وممثلين للشؤون المالية والإدارية للشركة.

وقال عضو وفد مزارعي هيئة السوكي، رئيس الوفد المفاوض مع الشركة الأفريقية، النويري حامد ضو النعيم في تصريح صحفي، إن الوفد اطّلع عضو مجلس السيادة على التحديات التي تُواجه المُزارعين بالهيئة، في مقدمتها الديون المُستحقة للشركة الأفريقية، مشيراً إلى أن المفاوضات التي جرت بين المزارعين ومجلس إدارة الشركة نتجت عنها موافقة رئيس مجلس الإدارة وجدي ميرغني، عن تنازل الشركة عن نصف ديونها على الهيئة، على أن تُسدد 50% المتبقية على أقساط خلال عامين، بخطاب معتمد من وزارة المالية، مُعلناً إيقاف الشركة لإجراءاتها القانونية ضد المزارعين إلى حين اكتمال الترتيبات، مُشيراً إلى النقلة التي أحدثتها الشركة الأفريقية خلال الأربع سنوات في حركة الإنتاج بالمنطقة.

وقال مدير عام الشركة الأفريقية المهندس كمال حاج التوم، إن الشركة تضع أهدافا أسمى تجاه نهضة البلاد الزراعية تحقيقاً لشعار مؤسسها الراحل ميرغني محجوب (الزراعة هي الحل)، وإن الشركة لن تتوقّف عن دعم الشراكات الزراعية التعاقدية والتي انتهجتها مع عدد من الهيئات الزراعية والمزارعين بولايات البلاد المُختلفة بالرغم من تعثُّر المزارعين في السداد، وقال كمال إن تثبيت مفاهيم الزراعة التعاقدية يمثل واحدا من أدوار الشركة المُجتمعية لتحقيق الفائدة العامة وترقية الإنتاج والإنتاجية.

فيما أفصحت مُتابعات “الصيحة”، عن عدم التراضي والتوافق على ما تَمّ إبرامه من اتفاق ومُناهضته من قِبل إدارة مشروع السوكي والمزارعين، الذين أكدوا عدم أحقية  التحدث باسمهم من قبل الوفد الذي التقى بالمجلس السيادي.

ومن جهته، أعلن مدير عام هيئة السوكي الزراعية سر الختم البدوي إسماعيل لـ”الصيحة”، مُناهضة الاتفاق الذي تم بعيداً عن مشاورتهم وقيادات المزارعين، وأكد عدم تلقيه أي إخطار رسمي بتفاصيل الاتفاق المُبرم بين الشركة الأفريقية ووفد المزارعين بقيادة النويري حامد ضو النعيم، وقال إنَّ النويري مثّل نفسه فقط وليس مزارعي المشروع، ووصف المبلغ المتفق عليه بواقع 86 ألف قنطار بالكبير ويفوق إمكانَات المزارعين وهو أكبر من حجم الديون، وشدد بأن الاتفاق خلق نوعاً من الربكة والبلبلة في أوساط مزارعي المشروع، وتساءل عن الصفة التي قدم بها النويري حامد نفسه ليلتقي بعضو المجلس السيادي متحدثاً باسم المزارعين، ولفت الى أنه لم يكن حضوراً في الاجتماع ولم تقدم له دعوة بوصفه مديراً عاماً للمشروع، وجزم بأن ما أثير في الاتّفاق منافٍ للواقع ولا يتفق بحسب ما وصل من الشركة الأفريقية والتي ما زالت تُطالب باسترداد حقوقها من المُزارعين والدفع “كاش”.

وفي السياق نفسه، اوضح مدير عام الشركة الأفريقية المهندس كمال حاج التوم لـ”الصيحة”، أن الاتفاقية مع وفد مزارعي مشروع السوكي صحيحة، وتمت وفقاً لضوابط وشروط محددة، على أن يتم السداد عيناً لقسط واحد في حال لهم القدرة المالية على السداد، وأضاف في حديثه بأن الهبة مبنية على أسس مُعيّنة لقفل ملف مديونية المزارعين، منوهاً الى اعترافهم بالمديونية المترتبة عليهم لدى الشركة، وأردف قائلاً (في حال أوفوا، بالتالي سنوفي)، مشيراً إلى أن الشركة قامت بتمويل المزارعين من أجل الحصول على القطن وليس الأموال، وكانت تكلفة الفدان 4 قناطير ومتبقي القطن يتم شراؤه بـ”الكاش”، وأعرب عن أسفه لرفض بعض المزارعين سداد مديونياتهم للشركة والتهرُّب خلال الأعوام الماضية، وكشف بأنّ مديونية مزارعي السوكي حسب عقد الزراعة التعاقدية من المفروض أن يُسلم المزارعون القطن وليس أموالاً، لأن الشركة الأفريقية الزراعية مجموعة محجوب ألاد لديها شركة للمحالج وأخرى لترويج صادر القطن وأخرى لتصديره، وزاد قائلاً: اوشكنا من إكمال منظومة سلسلة القطن المُضافة بقيام مصنع غزل ونسيج وصناعة أقمشة وملابس، وعليه مديونيتنا تكون قطناً عيناً، شيكات لضمان الوفاء ولا يمكن ملء الشيكات بالقطن، وأشار إلى تمويل المزارعين في الموسم الأول وكان سعر القنطار 4500 جنيه، واليوم سعر القنطار 45000 جنيه (عشرة اضعاف السعر)، وجوال اليوريا ٣ آلاف جنيه واليوم سعر جوال اليوريا ٥٠ ألف جنيه.

ومن ناحيته، أعلن مدير قطاع السوكي بالشركة الأفريقية آدم جبر، استمرار الشركة في تحصيل مديونياتها من المزارعين، نافياً علمه بما دار في تفاصيل اللقاء بين  المجلس السيادي ووفد المزارعين.

وأكد عضو وفد مزارعي هيئة السوكي، رئيس الوفد المفاوض مع الشركة الأفريقية، النويري حامد ضو النعيم لـ”الصيحة” لقاء عضو مجلس سيادي والشركة الافريقية لبحث امكانية اعفاء ديون المزارعين بنسبة 50% من 86 ألف قنطار وهي كامل المديونية، وأقر بأن الشركة اتخذت إجراءات قانونية وتم القبض على عدد من المزارعين الموقعين على شيكات، بجانب الضامنين، مبيناً  أن الاتفاق امّن على سداد متبقي المديونية وهي 43 ألف قنطار على موسمين  وإبرام عقد جديد مع الشركة ،  مضيفاً ان المديونية لم تأت من فراغ، واكد تفويضه للتحدث باسم مزارعي المشروع من قبل الجمعيات القاعدية، وقال نبحث عن طريقه لسداد الديون  للمزارعين الذين أُودعوا الحراسات ومن يعترض على الاتفاق المبرم، عليه دفع ما عليه نقداً أو قطناً.

وبدوره، ذكر المزارع بكري حمد من قسم سالمة  أن مديونية مزارعي المشروع تم تحويلها الى اموال بدلاً من القطن وفقاً للسعر العالمي،  مبينا القاء القبض على عدد من المزارعين، مؤكداً تفويضه من قبل الجمعيات بالقسم من أجل الوصول إلى حل كامل للمسألة ، واشار الى مبادرتهم بالاتصال على المدير العام لهيئة السوكي والذي بدوره اعتذر عن الحضور للاجتماع، مضيفاً: نحن أصحاب الحق والأرض، ونحن المدينون والمكتوون بالنار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى