الرعاة والزراع.. صراع الطواحين

 

 

تقرير: أبو بكر الصندلي      18يناير2022م 

ظلت قضايا الرعاة والمزارعين من أكبر القضايا التي تشكل هاجساً أمنياً واجتماعياً واقتصادياً مؤثراً في معظم ولايات البلاد وشرق دارفور على وجه الخصوص. وسنوياً يقع نزاع بين الطرفين خلال فترة بداية الموسم الزراعي مع نهاية فصل الخريف الذي يسمى موسم الدرت، حيث تتجدد المشاكل لعدة اسباب، اولها التوسع الزراعي على حساب المراعي والمراحيل و(خشوم الرهود) والزراعة على النزل التي تحط بها البوادي، تلك الخطوات  ساهمت في حدة النزاع بين الزراع والرعاة، فقابلها الرعاة بردود فعل متعددة مسلمين لسياسة الأمر الواقع التي فرضها المزارعون. وكثيرا ما نسمع بتعدي الرعاة على المزارع وهو يأتي ضمن الانعكاسات السالبة سابقة الذكر.

جو معافى

بذلت حكومة الولاية، جهودا متواضعة في مواجهة الأمر لتقليل الصراع وحدة النزاع لخلق جو معافى للتعايش السلمي بين الطرفين، بجانب ذلك هناك مساهمات من منظمات المجتمع المدني من خلال وضع المراقبين حول حدود المسارات بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، وتعتبر شرق دارفور من اكثر المناطق التي تعاني من صراع الراعي والمزارع على الشريط الحدودي ما بين ياسين وشعيرية، وهنالك بعض النزاعات الطفيفة بمحليتي عسلاية والفردوس وخلال الاشهر الماضية حدث عدد من الأحداث، ابرزها إصابة اثنين من القوات النظامية في إطلاق نار مع رعاة مسلحين  بمنطقة ديشكو بشعيرية وتمكنت الأجهزة الأمنية القبض على المسلحين ،ويعود الحادث الى ادخال مواش في إحدى مزارع المواطنين، حيث عُثر على جثة مواطن مقتولاً بأحد  اماكن بيع الخمور البلدية  بمحلية شعيرية بعد تبادل لإطلاق النار بين مجموعتين، أدى الى مقتل احد المواطنين وكانت ردة الفعل ان هدد اهله بالاعتداء على  مركز للشرطة كأسلوب ضغط للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.

التهديد بالقوة

وقال أحد الرعاة فضّل حجب اسمه،  نحن  مواطنون ومن حق الاجهزة الأمنية حمايتنا وتحقيق مبدأ العدالة، مطالباً الإسراع في القبض على الجناة والمتورطين في  مقتل أبنائهم، بينما استنكر أحد المواطنين يدعى حامد محمد اسلوب أخذ الحق باليد والتهديد بقوة السلاح  على حد تعبيره.

وقال شهود عيان إن اسباب إطلاق النيران يرجّح انها تعود لتأثيرات الخمور بين الطرفين.

يُذكر أنّ قوة أمنية مشتركة ارسلتها حكومة الولاية للمحلية الشهر الماضي لحفظ الأمن وحماية الموسم الزراعي، حيث تتواجد بالمحلية لكنها لم تتدخل في هذا الشأن حسب متابعي الحادثة، ووصف عدد من المواطنين الاعتداءات على مراعيهم بالمتكررة، بينما برر قيادات من الرعاة أن المزارعين اغلقوا حتى المراحيل، وتابع: نحن عند بداية الخريف ذهبنا شمالاً وكان المرحال فاتحا، وعند عودتنا تفاجأنا بإغلاقه من قبل المزارعين، متسائلاً الى اين نتجه بماشيتنا؟ وطالب الحكومة بفتح المسارات والمراحيل، وقال إن الثروة الحيوانية بشقيها النباتي والحيواني تُعد من أهم الموارد الاقتصادية بالبلاد الذي يتطلب الحماية والاهتمام من قبل الحكومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى